أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2017
2746
التاريخ: 4-10-2017
2323
التاريخ: 4-10-2017
2489
التاريخ: 2-10-2017
2498
|
لم تمكث سبايا أهل البيت (عليهم السّلام) زمناً كثيراً في دمشق ؛ فقد خشي الطاغية من وقوع الفتنة ووقوع ما لا تحمد عقباه ؛ فقد أحدث خطاب العقيلة زينب (عليها السّلام) وخطاب الإمام زين العابدين (عليه السّلام) انقلاباً فكرياً في جميع الأوساط الشعبيّة والأندية العامة ، وأخذ الناس يتحدّثون عن زيف وكذب الدعاية الاُمويّة من أنّ السبايا من الخوارج ، وإنّما هم من صميم الاُسرة النبويّة .
وقد جوبه يزيد بالنقد حتّى في مجلسه ، ونقم عليه القريب والبعيد ، وقد رأى الطاغية أن يسرع في ترحيل مخدّرات الرسالة إلى يثرب ليتخلّص ممّا هو فيه ، وقبل ترحيلهم أمر بأنطاع من الأبريسم ففرشت في مجلسه ، وصبّ عليها أموالاً كثيرة وقدّمها لآل البيت (عليهم السّلام) ؛ لتكون دية لقتلاهم وعوضاً لأموالهم التي نُهبت في كربلاء ، وقال لهم : خذوا هذا المال عوض ما أصابكم .
والتاعت مخدّرات الرسالة ، فانبرت إليه العقيلة اُمّ كلثوم ـ وأكبر الظنّ أنّها زينب (عليها السّلام) ـ فصاحت به : ما أقلّ حياءك وأصلف وجهك ! تقتل أخي وأهل بيتي وتعطيني عوضهم !
وقالت السيدة سكينة : والله ، ما رأيت أقسى قلباً من يزيد ، ولا رأيت كافراً ولا مشركاً شرّاً منه ، ولا أجفا منه ! .
وباء الطاغية بالفشل ؛ فقد حسب أنّ أهل البيت (عليهم السّلام) تغريهم المادة ، ولم يعلم أنّهم من صنائع الله ؛ فقد أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً .
وعهد الطاغية إلى النعمان بن بشير أن يصحب ودائع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى يثرب ويقوم برعايتهنَّ ، كما أمر بإخراجهنّ ليلاً من دمشق ؛ خوفاً من الفتنة واضطراب الرأي العام .
وانتهى نبأ الكارثة الكبرى بمقتل سبط الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى يثرب قبل وصول السبايا إليها ، وقد حمل النبأ عبد الملك السلمي إليها بأمر من ابن مرجانة ، وقد وافى به عمرو بن سعيد الأشدق حاكم المدينة ، فاهتزّ فرحاً وسروراً ، وقال : واعية بواعية عثمان .
وأمر بإذاعة ذلك بين الناس ، فهرعوا وقد علاهم البكاء نحو الجامع النبوي ، وأسرع الأشدق إلى الجامع فاعتلى أعواد المنبر ، وأظهر أحقاده وسروره بمقتل سبط الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، فقال : أيّها الناس ، إنّها لدمة بلدمة ، وصدمة بصدمة ، كم خطبة بعد خطبة ، حكمة بالغة فما تُغني النذر ، لقد كان يسبّنا ونمدحه ، ويقطعنا ونصله ، كعادتنا وعادته ، ولكن كيف نصنع بمَنْ سلّ سيفه علينا يريد قتلنا إلاّ أن ندفعه عن أنفسنا ؟
وقطع عليه عبد الله بن السائب خطابه ، فقال له : لو كانت فاطمة حيّة ورأت رأس الحسين لبكت عليه .
وكان هذا أوّل نقد يُجابه به حاكم المدينة ، فصاح به : نحن أحقّ بفاطمة منك ؛ أبوها عمّنا ، وزوجها أخونا ، واُمّها ابنتنا ، ولو كانت فاطمة حيّة لبكت عليه ، وما لامت مَنْ قتله . لقد زعم الأشدق أنّ سيدة النساء فاطمة (عليها السّلام) لو [رأت] رأس عزيزها لما لامت قاتله ، ولباركته ؛ لأنّ في ذلك دعماً لحكم الاُمويِّين ، وتشييداً لعروشهم ، وبسطاً لسلطانهم الذي حمل جميع الاتجاهات الجاهليّة .
إنّ سيدة النساء لو كانت حيّة ورأت فلذة كبدها في عرصات كربلاء وهو يعاني من الخطوب والكوارث التي لم تجرِ على أيّ إنسان منذ خلق الله الأرض لذابت نفسها حسرات . وقد روى عليّ (عليه السّلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : تُحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بدم ولدها ، فتتعلّق بقائمة من قوائم العرش ، فتقول : يا عدل ، احكم بيني وبين قاتل ولدي . فيحكم لابنتي وربّ [الكعبة] .
ويقول الشاعر :
لا بـدّ أن تردَ القيامةَ فاطمٌ ... وقميصها بدمِ الحسينِ ملطّخُ
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|