المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24

القبائل العربية
6-2-2017
دافع الأمر بالمعروف عند الامام
2-04-2015
استخدامات النيكل
30-4-2018
بيان او عقد تأسيس المصرف الجسري
2023-04-05
القرآن نور
23-10-2014
المغيرة بن شعبة في البلاط المصري
15-6-2017


رثاء لحضرة المولى ابا الفضل  
  
5372   03:30 مساءً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : عبد الرزاق المقرم
الكتاب أو المصدر : العباس
الجزء والصفحة : ص349-352.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017 3430
التاريخ: 14-8-2017 2659
التاريخ: 7-8-2017 2950
التاريخ: 19-8-2017 4140

رثاه حفيده الفضل بن محمّد بن الفضل بن الحسن ابن عبيد اللّه بن العبّاس بن أمير المؤمنين على ما في المجدي.

إنّي لأذكر للعبّاس موقفه ... بكربلاء وهام القوم يختطف
يحمي الحسين ويحميه على ظمأ ... ولا يولّي ولا يثني فمختلف
ولا أرى مشهداً يوماً كمشهده ... مع الحسين عليه الفضل والشرف
أكرم به مشهداً بانت فضيلته ... وما أضاع له أفعاله خلف

وحكى الشيخ الجليل العلاّمة ميرزا عبد الحسين الأميني في كتاب (الغدير) ج3 ص5 عن روض الجنان في نيل مشتهى الجنان، المطبوع للمؤرّخ الهندي أشرف علي، أنّ الفضل بن الحسن المذكور قال في جدّه العبّاس (عليه السلام):

أحقّ الناس أن يبكى عليه ... فتى أبكى الحسين بكربلاء
أخوه وابن والده عليّ ... أبو الفضل المضرّج بالدماء
ومَن واساه لا يثنيه شيء ... وجاد له على عطش بماء

وهذه الأبيات نسبها أبو الفرج في المقاتل إلى الشاعر، ونسبها السيّد الحجّة المتتبّع السيّد عبد اللّه شبّر (قدس سره) في جلاء العيون إلى الحسين (عليه السلام).
وقد رثى أبا الفضل العبّاس جماعةٌ كثيرة من الفضلاء الأدباء والعلماء البارعين، لو جُمعت لكانت مجلّداً ضخماً، ولعلّ فيض أبي الفضل يشملنا فنخرجها إلى القرّاء بالقريب العاجل، وفي هذا الكتاب نذكر ما يتحمّله منها.
ومن جيّد ما رثي به قصيدة الشاعر الشهير الحاجّ هاشم ابن حردان الكعبي الدروقي المتوفّى سنة 1231 هـ، وهي مثبتة في ديوانه المطبوع في النجف، وفي كشكول الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق في الفقه ج2 ص392، وفي الدرّ النضيد للعلاّمة السيّد محسن الأمين ومطلعها:
هل أم طوق كذات الطوق في السلم ... نحن شوقاً إلى أيامنا القدم إلى أن يقول:

يومٌ أبو الفضل تدعوا الظاميات به ... والماء تحت شبا الهندية الخذم
والخيل تصطكّ والزعف الدلاص على ... فرسانها قد غدت ناراً على علم
وأقبل الليث لا يلويه خوف ردى ... بادي البشاشة كالمدعوّ للنعم
يبدو فيغدر صميم الجمع منصدعاً ... نصفين ما بين مطروح ومنهزم

ورثاه العلاّمة الشيخ محسن آل الشيخ خضر المتوفّى حوالي سنة 1303 هـ:

فللّه زينب إذ تستغيث ... أبا الفضل يا كهف عزّي المهابا
ويا ليث قومي إذا الخطب ناب ... وكشّرت الحرب سناً ونابا
أتتركني نصب عين العدو ... تنتهب القوم رحلي انتهابا
وللّه مقولها إذ تقول ... ينشعب القلب منه انشعاباً
عذرتك يا ابن أبي فالحميم ... بكفّيه يحمي إذا الخطب نابا
فشلّت أكفّ علوج برت ... يمينك إذ يسلبوني النقابا
وذاب عمود حديد رماك ... وأخطأ سهم حشاك أصابا

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.