المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

بذور زراعة الحنطة وموعد الزراعة
2024-03-29
Conductors
13-4-2019
الوجود لا ضدّ و لا مثل له
1-07-2015
التصادم (The Collision)
18-2-2016
عبدتُ الله على ضلالة سبعين سنة !
18-10-2019
علم الفلك


المشهد المطهَّر  
  
2753   11:09 صباحاً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : عبد الرزاق المقرم
الكتاب أو المصدر : العباس
الجزء والصفحة : ص257-260.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017 2912
التاريخ: 12-8-2017 2723
التاريخ: 12-8-2017 2923
التاريخ: 7-8-2017 2793

ممّا لا شكّ فيه أنّ الإمام الشهيد أبا عبد اللّه (عليه السلام) لم يترك القتلى في حومة الميدان، وإنّما كان يأمر بحملهم إلى الفسطاط الذي يقاتلون دونه، وهذا وإن لم نجده صريحاً في كُلّ واحد من المستشهدين إلاّ أنّ التأمّل فيما يؤثر في الواقعة يقتضيه، وإنّ طبع الحال يستدعيه، ويؤيّده ما في البحار من حمل الحرّ حتّى وضع بين يديّ الحسين، وعند سقوط علي الأكبر أمر الحسين فتيانه أن يحملوه إلى الفسطاط الذي يقاتلون دونه، وقد حمل القاسم بنفسه المقدّسة حتّى وضعه مع ابنه الأكبر، وقتلى حوله من أهل بيته.
هذا لفظ ابن جرير وابن الأثير، ومن البعيد جداً أن يحمل سيّد الشهداء أهل بيته خاصّة إلى الفسطاط ويترك أُولئك الصفوة الأكارم الذين قال فيهم: " لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي "، ففضّلهم على كُلِّ أحد حتّى على أصحاب جدّه وأبيه، وإن كُلّ أحد لا يرضى من نفسه هذه الفعلة، فكيف بذلك السيّد الكريم الذي علّم الناس الشمّم والإباء والغيرة؟!
على أنّ الفاضل القزويني يحكي في تظلّم الزهراء (عليها السلام) ص118 عن غيّبة النعماني: أنّ أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: " كان الحسين يضع قتلاه بعضهم مع بعض، ويقول: قتلة مثل قتلة النبيّين وآل النبيّين " .
نعم، ممّا لا شكّ فيه أنّه (عليه السلام) ترك أخاه العبّاس في محلّ سقوطه قريباً من المسنّاة، لا لما يمضي في بعض الكتب من كثرة الجروح وتقطع الأوصال، فلم يقدر على حمله، لأنّ في وسع الإمام أن يحرّك ذلك الشلو المبضع إلى حيث أراد ومتى شاء.
وإلاّ لِما قيل: من أنّ العبّاس أقسم عليه بجدّه الرسول أن يتركه في مكانه ; لأنّه وعد سكينة بالماء ويستحي منها  ; لعدم الشاهد الواضح على كُلِّ منهما.
بل إنّما تركه لسرّ دقيق، ونكتة لا تخفى على المتأمّل ومن له ذوق سليم، ولولاه لم يعجز الإمام عن حمله مهما يكن الحال، وقد كشفت الأيام عن ذلك السرّ المصون وهو: أن يكون له مشهد يقصد بالحوائج والزيارات، وبقعة يزدلف إليها الناس، وتتزلّف إلى المولى سبحانه تحت قبته التي تحك السماء رفعة وسناء، فتظهر هنالك الكرامات الباهرة، وتعرف الأُمة مكانته السامية ومنزلته عند اللّه، فتقدّره حقّ قدره، وتؤدّي ما وجب عليهم من الحبّ المتأكّد، والزورة المتواصلة، ويكون (عليه السلام) حلقة الوصل بينهم وبين اللّه تعالى، وسبب الزلفى لديه.
فشاء المهيمن تعالى شأنه وشاء وليه وحجّته أن تكون منزلة أبي الفضل الظاهرية شبيهة بالمنزلة المعنوية الآخروية، فكان كما شاءا وأحبا.
ولو حمله سيّد الشهداء إلى حيث مجتمع الشهداء في الحائر الأقدس لغمره فضل الإمام الحجّة (عليه السلام)، ولم تظهر له هذه المنزلة التي ضاهت منزلة الحجّج الطاهرين، خصوصاً بعد ما أكّد ذلك الإمام الصادق (عليه السلام) بإفراد زيارة مختصّة به، وإذناً بالدخول إلى حرمه الأطهر، كما شرع ذلك لأئمة الهدى غير ما يزار به جميع الشهداء بلفظ واحد، وليس هو إلاّ لمزايا اختصّت به.
وقد أرشدتنا آثار أهل البيت (عليهم السلام) على هذا الموضع من مرقده الطيّب، ففي كامل الزيارة لابن قولويه ص256 بسند صحيح عن أبي حمزة الثمالي عن الصادق (عليه السلام) قال: " إذا أردت زيارة العبّاس بن علي وهو على شطّ الفرات بحذاء الحير، فقف على باب السقيفة وقل: سلام اللّه وسلام ملائكته... ".
وحكى المجلسي أعلى اللّه مقامه في مزار البحار عن الشيخ المفيد وابن المشهدي زيارة أُخرى له في هذا المشهد، الذي أشار إليه الصادق برواية، غير مقيّدة بوقت من الأوقات.
وهكذا حكي عن المفيد والشهيد والسيّد ابن طاووس في زيارة النصف من رجب، وليلة القدر، ويومي العيدين، ومثله العلاّمة النوري في تحيّة الزائر.
وعبارة المفيد في الإرشاد صريحة فيما نصّت به رواية أبي حمزة الثمالي، فإنّه قال عند ذكر من قتل من آل الحسين: " وكلّهم مدفونون ممّا يلي رجلي الحسين (عليه السلام) في مشهده، حفر لهم حفيرة وأُلقوا فيها جميعاً.. إلاّ العبّاس بن علي رضوان اللّه عليه، فإنّه دفن في موضع مقتله على المسنّاة بطريق الغاضرية، وقبره ظاهر، وليس لقبور أخوته وأهله الذين سمّيناهم أثر، وإنّما يزورهم الزائر من عند قبر الحسين، ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام، وعلي ابن الحسين في جملتهم، ويقال: إنّه أقربهم دفناً إلى الحسين (عليه السلام).
فأمّا أصحاب الحسين الذين قُتلوا معه، فإنّهم دفنوا حوله، ولسنا نحصل لهم أجداثاً على التحقيق، إلاّ أنا لا نشكّ أنّ الحائر محيط بهم.. " .
وعلى هذا مشى العلماء المحقّقون والمنقّبون في الآثار من كون مشهده بحذاء الحائر الشريف، قريباً من شطّ الفرات، نصّ عليه الطبرسي في إعلام الورى ص147، والسيّد الجزائري في الأنوار النعمانية ص344، والشيخ الطريحي في المنتخب، والسيّد الداودي في عمدة الطالب ص349، وحكاه في رياض الأحزان ص39 عن كامل السقيفة .
وهو الظاهر من ابن إدريس في السرائر، والعلاّمة في المنتهى، والشهيد الأوّل في مزار الدروس، والأردبيلي في شرح الإرشاد، والسبزواري في الذخيرة، والشيخ آغا رضا في مصباح الفقيه، فإنّهم نقلوا كلام المفيد ساكتين عليه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.