أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017
2774
التاريخ: 12-8-2017
3054
التاريخ: 19-8-2017
6479
التاريخ: 12-8-2017
2672
|
... أنّ الزيارة من المأثور عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ولكمال فضله وعلمه الجمّ، وورعه الموصوف وكراماته الخارجة عن حدّ الإحصاء، كان في المثول حول مرقده الأقدس بداعي الزلفى إلى المولى تعالى مزيد لرسوخ العقيدة بأمر الدّين، وتعريف للأُمة بما وجب من حقّ اللّه تعالى على خلقه، وإنّ العبد كيف يجب عليه بذل ذاته في مرضاة اللّه عزّ وجلّ.
ثُمّ إنّ الزيارة وإن كانت مجرّد الحضور عند المزور والسلام عليه بأي لفظ جاء به المسلّم، كما يؤيّده حديث مسلم ابن ظبيان عن الصادق (عليه السلام): " إذا أتيت القبر يعني قبر الحسين فقل: صلّى اللّه عليك يا أبا عبد اللّه، فقد تمّت زيارتك " .
ولكنّ الألفاظ الواردة عن أهل البيت يلزم الاحتفاظ بها، لأنّها اشتملت على ما يناسب مقام المزور من الخواص، وما له من جهاد نافع في سبيل الدّين، مضافاً إلى ما فيها من التأدّب عند أداء السلام عليه.
فالقول المأثور من أهل البيت (عليهم السلام) في السلام عليهم أو على أحد أولادهم أو أصحابهم راجح، ومن هنا أفتى صاحب الرسائل فيها وخاتمة المحدّثين النوري في المستدرك باستحباب زيارة الحسين بالزيارة المأثورة وآدابها، ولا خصوصية له على غيره من أئمة الهدى (عليهم السلام)، وبذلك المناط يتسرى إلى غيرهم.
ومن يقرأ ما ورد عن الإمام الصادق في زيارة أبي الفضل بتدبّر وإمعان يعرف رجحان الأخذ بقوله (عليه السلام)، وإنّ الزائر مهما يبلغ من المعرفة والكمال لا يحيط خبراً بحقيقة أبي الفضل، وما يليق بجليل قدره، وعظيم منزلته.
ومن هنا كان الراجح للزائر عند زيارة العبّاس أن يقف مواجهاً له مستدبراً القبلة، كما هو الشأن في زيارة المعصومين، وهو مقتضى التأدّب أمام "قمر بني هاشم"، فإنّ زيارته ميتاً كزيارته حياً (والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون)، ولا شّك أنّه لو كان حياً ودخل عليه الزائر يسلّم عليه إلا مواجهاً له.
ويشهد لذلك ما في مزار البحار ص165 عن المفيد وابن المشهدي والشهيد الأوّل أنّهم قالوا: إنّ الزائر للعبّاس يقف أولاً على باب السقيفة ويستأذن للدخول فيقول: سلام اللّه وسلام ملائكته... إلى آخره، ثُمّ يدخل وينكبّ على القبر ويقول: السلام عليك أيها العبد الصالح... إلى آخره، ثُمّ ينحرف إلى عند الرأس فيصلّي ويدعو، ويعود إلى الضريح ويقف عند الرجلين ويقول: السلام عليك يا أبا الفضل العبّاس... إلى آخره .
وقد يدّعى أنّ هذه العبارة وما رواه ابن قولويه عن أبي حمزة الثمالي يقتضي الوقوف على قبر العبّاس من دون تخصيص بجهة من الجهات، فإنّ العبارة: " ثُمّ ادخل وانكب على القبر وقل،... إلى آخره " ، ولم يبيّن كيفيّة الانكباب هل أنّه من جهة القبلة، كما هو شأن زيارة الإمام المعصوم، أو من جهة عكسها، أو من جهة الرجلين أو الرأس؟
إلا أنّ المنصرف من الإطلاق إرادة جهة القبلة، خصوصاً لو كان الباب التي يدخل منها إلى الروضة المطهرة في ذلك الزمان كما عليه اليوم، وحينئذ تكون زيارة أبي الفضل على حدّ زيارة المعصوم مواجهاً له مستدبراً القبلة.
فالتوقّف عن رجحان مواجهته حال الزيارة في غير محلّه، واستظهار المجلسي تخيير الوقوف في زيارته محّل المناقشة، فإنّه لم يرد عن الأئمة خبر التفصيل بين المعصوم وغيره باستحباب المواجهة له في الأوّل واستقبال القبلة في الثاني.
وغاية ما ورد في زيارة الحسين وأبيه (عليهما السلام) مواجهة القبر وجعل القبلة بين كتفيه، وهناك أخبار مطلقة بالوقوف على قبريهما كإطلاقها على قبري الجوادين والعسكريين والرضا (عليهم السلام)، فلا تخصيص للمعصوم على غيره.
وما ورد في صفة زيارة المؤمنين من استقبال القبلة، ووضع اليد على القبر، والتوقيع المروي في الإقبال عن صاحب الزمان عجّل اللّه فرجه: " إذا أردتَ زيارة الشهداء فقف عند رجلي الحسين فاستقبل القبلة بوجهك، فإنّ هناك حومة الشهداء، وقم وأشر إلى علي بن الحسين وقل: السلام عليك يا أوّل قتيل من نسل خير سليل... إلى آخره " .
أخصّ من المدّعى، على أنّ الاعتبار يشهد بأنّ السلام والثناء على المزور يستدعي مواجهته لا استدباره.
وكيف يكون الحال، فأبو الفضل ممتاز عن سائر المؤمنين بخواصّ لا يأتي البيان على حصرها، كيف وقد بلغ من الدرجات الرفيعة ما يغبطه عليها جميع الشهداء والصديقين، وقد أعلمنا الإمام الصادق بالزيارة التي علّمها أبا حمزة الثمالي بأنّ لأبي الفضل مكانة سامية ودرجات عالية لا ينالها إلا أُولوا العزم من الرسل.
فرجحان مواجهته عند السلام عليه متعيّن، كما هو الحال في أئمة الهدى، (عليهم السلام)وبذلك أفتى شيخنا الحجّة الشيخ عبد الحسين مبارك (قدس سره) في بشارة الزائرين ثُمّ قال: " ولعمر أبيه الطاهر صلوات اللّه وسلامه عليهما أنّه بذلك لحقيق جدير، فإنّه ابن سيّد الوصيّين، والمواسي ريحانة خير الخلقّ أجمعين (صلى الله عليه وآله وسلم) ".
ومن هنا كان بعض العارفين من العلماء الأعلام يقدّم زيارة العبّاس على زيارة الحسين، لأنّه بابه في الحوائج، وهو في محلّه، وعليه العمل منذ عهد قديم، وفي هذا يقول الأديب السيّد مهدي الأعرجي (رحمه الله):
قصدتكَ قبل ابن النبىّ محمّد ... وأدمع عيني كالحيا في انسكابها
لأنّك في كلّ الحوائج بابه ... وهل يقصدون الدار من غير بابها
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|