أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
2390
التاريخ: 2024-09-01
278
التاريخ: 13-10-2014
1818
التاريخ: 15-11-2014
3245
|
التمعن
في النصوص التي بين أيدينا يرشدنا إلى أنّ الإمام يميل في التفسير إلى الاتجاه الذي
يركز على مقاصد القرآن ، فالتفسير عنده هو فهم مقصد الكتاب ، بحيث تكتسب كلّ آية في
القرآن معناها من خلال ادراك المقصد العام للكتاب كله.
على
هذا يشترك الإمام مع الاتجاه العام للفكر التفسيري الذي يجعل مهمة التفسير هي الكشف
عن مقاصد الآيات وفهم مرادها ، بيد أنّه يختلف عنه بالتركيز على نقطتين :
الاولى : ينبغي
أن يؤخذ مقصود الآية والمراد منها في إطار المقصد أو المقاصد العامة للقرآن كله. فقد
تدل الآية بمفردها على شيء ، إلّا أنّ هذه الدلالة ربما تعدلت أو اكتسبت معنى آخر
عند النظر إليها في إطار مقاصد القرآن كله وحين إرجاعها إلى ذلك الاطار.
المقصد
العام هنا هو بمنزلة الروح أو الفلسفة التي تكمن من وراء القرآن وتكشف عن شخصيته الكلية.
ولا ريب أنّ النظر إلى الشخصية العامة هو غير النظر إلى كلّ جزء من أجزائها ، كما أنّ
النظر إلى أجزاء الشخصية والعناصر المكوّنة لها في إطار المجموع العام ومن خلاله ،
يمنح الإنسان إدراكا أعمق لموقع كلّ عنصر وللدور الذي ينهض به على صعيد الإطار الكلي.
إنّ
القرآن يتألّف من آيات وسور ، على هذا فإنّ معرفة مقصد الآية يكتسب مدى أوسع وأعمق
بمعرفة مقصد المجموعة التي تنتمي إليها تلك الآية وتقع في سياقها ، وهذا المدلول يتعمق
أكثر بمعرفة مقصد السورة التي تنتمي إليها الآية أو المجموعة ، كما أنّه يغدو أكثر
عمقا ووضوحا إذا نظرنا إليه في نطاق المقصد أو المقاصد العامة للقرآن كله.
الثانية : الجانب
الآخر الذي يمكن أن يميز الإمام عن غيره هو طبيعة تحديده لمقصد القرآن أو مقاصده. فهذه
المقاصد يمكن أن تختلف من مفسر إلى آخر ، ومن اتجاه إلى اتجاه ثان ، وذلك بحسب الموقع
المعرفي الذي ينطلق منه الإنسان في فهم الإسلام وحقيقة القرآن ، وبحسب ما يراه للدين
من دور في حياة الإنسان.
بديهي
لا نزعم أنّ الإمام يتقاطع كليا مع الآخرين في تحديد مقاصد القرآن ، إنّما هناك نقاط
تمايز بينه وبين الآخرين من رموز أو اتجاهات.
من الطبيعي
أن تكون لهذه الرؤية لوازم على مستوى التفسير والمفسر والمنهج المنتخب الذي يكون بمقدوره
بلوغ تلك المقاصد ونيلها ، ونتائج يخرج بها الإمام على صعيد حركة التفسير القرآني عامة
منهجا ومحتوى.
على
ضوء هذا المدخل تتكشف لنا مدلولات النص الخميني على هذا الصعيد ، وتأخذ موقعها على
نحو أفضل. يكتب الإمام : «تفسير الكتاب بشكل عام معناه شرح مقاصد ذلك الكتاب ، بحيث
يتجه الهم الأساسي إلى بيان منظور صاحب الكتاب. وما دام هذا الكتاب الشريف هو بشهادة
اللّه تعالى كتاب هداية وتعليم ، ونور طريق سلوك الإنسانية ، فينبغي للمفسر أن يفهّم
المتعلّم في كلّ قصة من قصصه بل في كلّ آية من آياته ، جهة الهداية إلى عالم الغيب
، وحيثية الهداية إلى طرق السعادة وسلوك سبيل المعرفة والإنسانية» (1).
يضيف
سماحته بعد ذلك مباشرة في تحديد دور المفسر ووظيفته : «إنّ المفسر يكون مفسرا عند ما
يعلمنا «المقصد» من النزول ، لا «سبب» النزول كما هو الحال في التفاسير» (2). يدلل الإمام على هذه النقطة بمثال ، يقول فيه : «ففي
قصة آدم وحواء نفسها ومسائلهما مع إبليس مذ أوّل خلقتهما حتّى هبوطهما إلى الأرض ،
ممّا ذكره الحقّ في كتابه مكررا؛ كم هناك من المعارف والمواعظ المذكورة والمشار إليها؟
وكم تعرّفنا بمعائب النفس والأخلاق الإبليسية ، وبكمالات النفس والمعارف الإنسانية
، ممّا نحن عنه غافلون؟» (3).
___________________
(1)-
آداب الصلاة : 192- 193.
(2)- نفس المصدر : 193.
(3)- نفس المصدر.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|