المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



نشأة علم التفسير ومراحل تطوّره  
  
258   01:19 صباحاً   التاريخ: 2024-09-01
المؤلف : مركز نون للترجمة والتأليف
الكتاب أو المصدر : اساسيات علم التفسير
الجزء والصفحة : ص 17-22
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015 1525
التاريخ: 2024-09-02 404
التاريخ: 2024-09-02 324
التاريخ: 24-04-2015 1746

نشأة علم التفسير ومراحل تطوّره

ويمكن تقسيم مراحل نشأة علم التفسير وتطوّره(1)  إلى أربع، هي :

أ- مرحلة النشأة والتأسيس :

بدأت هذه المرحلة مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بوصفه المفسّر والمبيّن الأوّل والأجدر لكتاب الله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ ، ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾

وقد تصدّى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لتفصيل ما أجمل في القرآن إجمالاً، وبيان ما أبهم منه إمّا بياناً في أحاديثه الشريفة وسيرته الكريمة، وإمّا تفصيلاً جاء في جلّ تشريعاته، من فرائض وسنن وأحكام وآداب

وأخذ عنه صلى الله عليه وآله وسلم الإمام عليّ عليه السلام هذه العلوم والمعارف(2)،ثمّ الأئمّة عليهم السلام من بعده، وقدّمهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع القرآن الكريم إلى الأمّة، بوصفهما متلازمين لا ينفكّ أحدهما عن الآخر، وأمرهم بوجوب التسمّك بهما، على ما ورد في حديث الثقلين المرويّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم والمتواتر تواتراً معنويّاً عند الفريقين

وتميّزت هذه المرحلة بتفسير القرآن بالأثر عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام، والذي ظلّ مصدراً غالباً على التفاسير إلى عصور متقدّمة عن صدر الإسلام (القرن الرابع الهجريّ تقريباً) إلى جانب العلوم اللغويّة

وقد برز في هذه المرحلة مجموعة من الصحابة (من غير أهل البيت عليهم السلام) اشتهروا بالتفسير، وأخذ عنهم التابعون وتابعو التابعين، ومنهم: عبد الله بن عبّاس، وأُبيّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله الأنصاريّ، وغيرهم.

ب- مرحلة التأصيل:

وتتميّز هذه المرحلة بتبلور علم التفسير وبلوغه مرحلة النضج على يدي أهل البيت عليهم السلام وصحابة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وظهور المدارس التفسيريّة التي مهّدت لحركة التدوين في التفسير، ومن أبرز هذه المدارس التفسيريّة :

- مدرسة مكّة: وهي التي أخذت علم التفسير عن أهل البيت عليهم السلام وصحابة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأبرزهم: عبد الله بن عبّاس (ت: 68هـ.ق) الذي أخذ بدوره عن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ومن أبرز تلامذة ابن عباس: مجاهد بن جبر المكّي (ت: 100 أو 103هـ.ق)، وعكرمة مولى ابن عبّاس (ت: 104هـق)

 

- مدرسة المدينة: وقوامها الأئمّة الثلاثة من أهل البيت عليهم السلام: الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام، والإمام محمد الباقر عليه السلام والإمام جعفر الصادق عليه السلام، وقد تميّزت هذه المدرسة بالعمق والموضوعيّة والتراث التفسيريّ الغزير الذي أُثِرَ عنها، وشكّلت نواة للتفاسير في عصور لاحقة.

 

- مدرسة العراق: وقوامها تلامذة الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، وفي طليعتهم: زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم، ومعروف بن خربوذ، وحريز بن عبد الله الأزدي الكوفي، وكذلك تلامذة عبد الله بن مسعود، وأبرزهم: مسروق بن الأجدع (ت: 63هـ.ق)، والأسود بن يزيد (ت: 75هـ.ق)، وعامر الشعبي (ت: 105هـ.ق)، والحسن البصري (ت: 121هـ.ق). وكذلك ظهرت في هذه المرحلة مجموعة من التفاسير التي استندت إلى روايات تفسيريّة مأثورة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، ومن أبرز هذه التفاسير: تفسير فرات بن إبراهيم الكوفيّ، وتفسير أبي حمزة الثماليّ، وتفسير محمد بن مسعود الكوفيّ المعروف بالعياشيّ، وتفسير عليّ بن إبراهيم القمّي، وتفسير محمد بن إبراهيم النعمانيّ

 

وكان البحث التفسيريّ في هذه المرحلة، لا يتجاوز بيان ما يرتبط من الآيات بجهاتها الأدبيّة، وشأن النزول، وقليل من الاستدلال بآية على آية، وكذلك قليل من التفسير بالروايات المأثورة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في القصص ومعارف المبدأ والمعاد وغيرها. وعلى هذا الوصف جرى الحال بين المفسّرين من التابعين، كمجاهد وقتادة وابن أبي ليلى والشعبيّ والسديّ وغيرهم في القرنين الأولين من الهجرة، فإنّهم لم يزيدوا على طريقة سلفهم من مفسّري الصحابة شيئاً غير أنّهم زادوا من التفسير بالروايات، وبينها روايات دسّها اليهود أو غيرهم، فأوردوها في القصص والمعارف الراجعة إلى الخلقة، كابتداء السماوات وتكوين الأرض والبحار وإرم شداد وعثرات الأنبياء، وتحريف الكتاب وأشياء أُخَر من هذا النوع، وقد كان يوجد بعض ذلك في المأثور عن الصحابة من التفسير والبحث

 

وقد ظهرت في هذه المرحلة مجموعة من التفاسير، أبرزها: تفسير سعيد بن جبير (ت: 94هـ.ق)، وتفسير أبي حمزة الثمالي (ت: 150 هـ.ق)، وتفسير الإمام العسكري

 

ومع بداية القرن الثاني الهجري ظهرت مؤلّفات جديدة تعنى بموضوعات قرآنيّة خاصّة في حقل التفسير، ككتاب الأشباه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ.ق)، ومعاني القرآن للفرّاء (ت: 207هـ.ق)، ومجاز القرآن لأبي عبيدة (ت: 210هـ.ق)، وتأويل مشكل القرآن لابن قتيّبة (ت: 270هـ.ق)...

 

ج- مرحلة التدوين:

بدأت مرحلة التدوين منذ بدايات القرن الثاني الهجريّ، ولكنّ أكثر المدوّنات التفسيريّة كان غير كامل أو لم يصل إلينا على الأعمّ الأغلب. وأمّا مع بدايات القرن الرابع الهجريّ فقد ظهرت المدوّنات التفسيريّة الكاملة، ولا سيّما بعد رواج المدارس والمذاهب الكلامية والفلسفيّة والصوفيّة... ومن أبرز هذه المدوّنات التفسيريّة(3):

- تفسير مجاهد: مجاهد بن جبر المكي (21-102هـ.ق)

 

- تفسير أبي حمزة الثمالي: ثابت بن دينار الثمالي (ت: 148هـ.ق)

- تفسير أبي الجارود: زياد بن المنذر الهمداني الكوفيّ (ت: 155هـ.ق)

 

- التفسير المنسوب إلى الإمام أبي محمد الحسن العسكريّ عليه السلام (232-262هـ.ق)

 

- تفسير القمّيّ: عليّ بن إبراهيم القمّيّ (ت:307هـ.ق)

 

- تفسير فرات الكوفيّ: فرات بن إبراهيم الكوفيّ (كان حيّاً سنة 307هـ.ق)

 

- جامع البيان عن تأويل آي القرآن: محمد بن جرير الطبري (224-310هـ.ق)

 

- تفسير العيّاشيّ: محمد بن مسعود العياشي السلمي السمرقندي (ت: حوالي 320هـ.ق)

 

- تفسير النعماني: محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني (ت: 342هـ.ق)

 

- حقائق التنزيل ودقائق التأويل، للشريف الرضي محمد بن الحسين الموسوي (359-406هـ.ق)

 

- التبيان في تفسير القرآن، لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (385-460هـ.ق)

 

- تفسير ابن عطيّة: عبد الحقّ بن غالب بن عطيّة الأندلسي (ت: 481 هـ.ق)

 

- تفسير الكشّاف، لجار الله الزمخشري (467-538هـ.ق)

 

- مجمع البيان في تفسير القرآن، لأبي علي الفضل بن الحسن الفاضل الطبرسي (468-548هـ.ق)، وله -أيضاً- تفسير جوامع الجامع

- التفسير الكبير (مفاتيح الغيب): فخر الدين الرازي (ت: 606هـ.ق)

 

- تفسير القرآن المنسوب لابن عربي: كمال الدين أبي الغنائم عبد الرزاق بن جمال الدين الكاشي السمرقندي (ت: 730هـ.ق)

 

- تفسير البحر المحيط: أبو حيّان الأندلسي (654-745هـ.ق)

 

- تفسير ابن كثير: إسماعيل بن عمرو بن كثير الدمشقي (ت: 774هـ.ق)

 

- تفسير المحيط الأعظم والبحر الخضمّ في تأويل كتاب الله العزيز المحكم: السيد حيدر الآملي (ت: 782هـ.ق)

 

- تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: إبراهيم بن عمر البقاعي (ت: 885هـ.ق)

 

- الدّر المنثور في التفسير بالمأثور: جلال الدِّين السيوطي (ت: 911هـ.ق)

 

- تفسير الصافي: محمد بن مرتضى (الفيض الكاشاني) (1007-1091هـ.ق)

 

- تفسير البرهان: هاشم الحسيني البحراني (ت: 1107هـ.ق)

 

- تفسير نور الثقلين: علي بن جمعة الحويزي (ت: 1112هـ.ق)

 

- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: شهاب الدين الآلوسي (ت: 1270هـ.ق)

 

- تفسير المنار، للشيخ محمد عبده (1266-1323هـ.ق) وتلميذه محمد رشيد رضا (1282-1354هـ.ق)

 

د- مرحلة التجديد:

انطلقت مع بدايات القرن الرابع الهجريّ الدعوات الداعية إلى التجديد في التفسير، فبرزت مجموعة من المناهج والاتّجاهات التفسيريّة الجديدة التي تركّز على الجوانب الأدبيّة والفنّيّة في القرآن، كتفسير في ظلال القرآن للسيد قطب، وتارة تركّز على الجانب العلميّ، كالجواهر في تفسير القرآن الكريم، لطنطاوي جوهري، وتارة تركّز على الاتّجاه الاجتماعيّ والواقع المعاصر، كتفسير الأمثل، للشيخ ناصر مكارم الشيرازي، وتفسير الكاشف، للشيخ محمد جواد مغنية، وتارة تركّز على التفسير الموضوعي انطلاقاً من قضايا الواقع المعاش، كالميزان في تفسير القرآن، للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي، وتارة تركّز على الوحدة البنائيّة في القرآن، كالتفسير البنائيّ، للدكتور محمود البستانيّ....

________________
[1]1.  لمزيد من الاطّلاع والتفصيل، انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج1، ص9-30، معرفة، التفسير والمفسّرون في ثوبه القشيب، م.س، ج1، ص157-514، ج2، ص529-1043، الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص4-12، القرآن في الإسلام، م.س، ص52-62، الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، م.س، ج2، ص14-28.

2.  انظر: الطوسي، محمد بن الحسن: الأمالي، تحقيق ونشر: مؤسّسة البعثة، ط1، قم المقدّسة، 1414هـ.ق، المجلس18، ح65، ص  523.

3. لمزيد من الاطّلاع والتفصيل، انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج1، المقدّمة، ص9-30، معرفة، التفسير والمفسّرون في ثوبه القشيب، م.س، ج1، ص157-514، ج2، ص529-1043.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .