الفرق بين التفسير والتأويل
المؤلف:
الدكتور عبد الرسول الغفار
المصدر:
الميسر في علوم القرآن
الجزء والصفحة:
ص 44 -46
2025-06-23
617
لقد عرفت فيما سبق أن التفسير: هو بيان معاني الآيات القرآنية والكشف عن مقاصدها ومداليلها.
والتأويل: إرجاع الكلام وصرفه عن معناه الظاهري إلى معنى أخفى منه. هذان التعريفان سبق وإن أشرنا إليهما في الصفحات السابقة وإلى ما يتعلق بهما من حيث المعنى اللغوي والاصطلاحي أما هنا فالحديث عن الفوارق التي أشار إليها علماء التفسير تذكر أهمها:
1 - إن السلف ما كان يعلم فرقا بين التفسير والتأويل بل إنما اعتبرهما في والتأويل معنى واحد قال أبو عبيدة وابن الأعرابي وجماعة آخرون: التفسير والتأويل بمعنى واحد. أقول هذا الرأي الذي تبناه أبو عبيدة إنما تبناه لأن السلف كان أقرب منا إلى صدر التشريع والمسلمون قريبو عهد بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة والتابعين لذا لم يجرؤوا أن يعطوا للقرآن الكريم تفسيرا غير ما وصل إليهم من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا ما نسميه (التفسير بالمأثور).
2- التفسير غالبا يستعمل في مفردات الألفاظ أما التأويل فغالباً يستعمل في التراكيب والجمل.
3- التفسير هو بيان المعاني من القرائن اللفظية لسياق الآيات، أما التأويل هو بيان المعاني بطريق الإشارة [1].
4 - قال جماعة: التفسير ما يتعلق بالرواية والتأويل ما يتعلق بالدراية [2].
5 - التفسير هو الكلام في أسباب النزول وشأنه والقصة التي نزلت فيها الآية.
أما التأويل هو صرف الآية إلى معنى محتمل يوافق ما قبلها وما بعدها غير مخالف للكتاب والسنة وهو منهج الاستنباط، وذهب إلى هذا البغوي [3].
6 - التفسير أعم من التأويل والأول يستعمل في بيان الألفاظ والثاني يستعمل في كشف المراد وإيضاح المعنى وتأويله، كتأويل الرؤيا [4].
7- والتأويل يستعمل مرة عاما ومرة خاصا كما لو استعمل الكفر بمعناه المطلق الجحود وبمعناه الأخص جحود الباري.
8- التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازا كتفسير الوسواس بالشيطان والسيارة بالقافلة.
أما التأويل: هو تفسير باطن اللفظ مأخوذ من الأول وهو الرجوع العاقبة الأمر فالتأويل إخبار عن حقيقة المراد والتفسير إخبار عن دليل المراد لأن اللفظ يكشف عن المراد والكاشف دليل، هذا ما ذهب إليه الثعالبي [5].
9- بين التفسير والتأويل تباين التفسير يراد به القطع أن مراد الله سبحانه من اللفظ كذا فإن قام الدليل على القطع به فصحيح وإن لم يقم دليل عليه فهو التفسير بالرأي المنهي عنه، أما التأويل هو ترجيح أحد المحتملات بدون قطع على أن مراد البارئ هذا الاحتمال بعينه.
10- التفسير يستعمل لبيان ما في الكتب الإلهية وغيرها بينما التأويل يستعمل أكثره في الكتب الإلهية.
11 - التفسير يختص بالآيات المحكمة أما التأويل فيختص بالآيات المتشابهة وهذا لا يمكن الأخذ به لأن التأويل يشمل كل القرآن فيدخل فيه المتشابه والمحكم.
13 - التفسير قد يراد به المعنى الظاهر للآية أما التأويل قد يطلق ويراد به المعنى المخالف لظاهر اللفظ غير أن التأويل هو استعمال مولد حدث بعد نزول القرآن وعلى وجه الدقة حدث في عصر التدوين.
[2] الإتقان للسيوطي 2/ 173
[3] تفسير البغوي المقدمة 1/ 18
[4] مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني 402.
[5] الإتقان للسيوطي 2/ 173
الاكثر قراءة في مفهوم التفسير
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة