المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تهذيب الجرأة والشجاعة عند الفتيات في الاسلام  
  
3570   12:52 مساءً   التاريخ: 12-8-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص111ـ120
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-12 1457
التاريخ: 11-1-2016 2147
التاريخ: 9-1-2016 1958
التاريخ: 11-1-2016 1931

الجرأة: عكس الخوف والجبن . والجريء من لا ينهار ولا يتداعى في السراء ولا في الضراء ويمارس أعمالاً يعجز عنها الاخرون نتيجة خوفهم، ولا يتنازل عن موقفه عندما يثبت بالأدلة والبراهين صواب تفكيره واعتقاده.

والجريء من يتحمل الصدمات والضغوط من أجل بلوغ الهدف ولا ينتابه الهلع ازاء الآلام والمشقات ولا تعوقه الموانع والعقبات عن السعي والمثابرة.

والجرأة ضرورة للإنسان في كل مجالات الحياة ، وخصوصاً في الفتيات اللاتي يردن ان يكن أمينات وصادقات ومخلصات في الحياة فلا بد أن يكن جريئات.

والجرأة أمر فطري والدليل على فطريته هو :أن الاطفال عموماً جريئون الا ان الجبن يستحوذ عليهم خلال تربيتهم .

ويمكن تقسيم الجرأة من الناحية الكيفية والظاهرية الى قسمين : الجرأة المادية او البدنية والجرأة الروحية . وانطلاقاً مما طُرح في علم النفس فان هذين القسمين لا ينفصلان . فاذا كان الانسان شجاعاً من الناحية الجسمية فهو شجاع الى حد ما من الناحية النفسية . أما اذا كان شجاعاً من الناحية النفسية أيضاً فذلك خير وأفضل . ولا شك ان تربية صفة الجرأة ضرورية في عصرنا الحاضر. وليس من الضرورة أن يكون كل شخص في هذه الدنيا بطلاً وقوياً ولكن من الضرورة بمكان أن يكون كل شخص شجاعاً وجريئاً .

فالتربية والشجاعة والشهامة من أسس المزايا الأخلاقية على المستويين المستوى الفردي والاجتماعي.

أما على المستوى الفردي فالجرأة والصلاح من أهم عوامل استقلال الانسان ؛ فالذين يريدون أن يكون وقتهم ومالهم ملكاً لهم ولا يكونون ظلاً للآخرين ينبغي أن يكونوا جريئين يفكرون بأنفسهم ويطبقون ما يرونه مناسباً .

فالإنسان الذي يريد أن يصون شرفه وكرامته وأن يدافع عن نفسه يجب أن يكون جريئاً . وهناك علاقة بين ارتقاء الأمم وأفراد المجتمع من حيث التكامل الجسدي فاذا لم تكن أجسام أفراد الأمم سليمة لا يمكن أن تتطور حضارتهم وتتقدم لأنهم حينئذ مرضى ، والمريض لا ينتج حضارة لان أغلب حالات الشقاء والاخفاق والاخطاء والفساد المنتشر في المجتمع ناتجة من ضعف الروح وهوان ارادة الأمة .

أما على المستوى الاجتماعي ، فان التجارب تدل على أنه كلما ازداد الاقدام والجرأة في المجتمع  كان المجتمع اكثر حيوية ونبوغاً وأكثر تطوراً ؛ فالمجتمع بحاجة الى الجرأة كي يستطيع الصمود أمام المؤثرات السلبية ويحول دون انتشار الشرور والمفاسد ؛ فندرة الأخلاق السامية والفضائل والمكارم في المجتمعات وتسلط الأذلاء والمفسدين وقصيري النظر يعود سببه الى فقدان الجرأة ، ان لم تكن الجرأة موجودة لا تتضح الحقوق والواجبات ولا يندفع الناس نحو الرقي والسمو . فأصحاب الجرأة يسْرون كسريان الدم والروح في مجتمعاتهم ، وهم أساس كرامة الشعب والمسلمون يتأسَّون بالإمام  علي (عليه السلام ) والحسن والحسين (عليهم السلام) وبقية المجتمعات تتأسى بأبطالها أيضاً .

وباختصار حينما تتبلور أخلاق المجتمع على أساس الجبن والخوف تتغلب السيئات على الحسنات ويتفشى الهوان .

ويمكن العثور على الجذور التي تنبعث منها الجرأة بما يأتي :

أولاً : الفطرة :

فإن الانسان يولد وفيه نفحة من الباري المقتدر في جانب الصدق والحقيقة المطلقة ، ولكنِّ الوالدين والمجتمع هما اللذان يطفئان هذه الجذوة فيه ويجعلان منه انساناً جبانا وخوِّاراً.

ثانياً : الوراثة :

فإن هذا القانون يقوم بنقل المواصفات من الآباء الى الأبناء ومنها الشجاعة والإقدام ؛ وقصة الامام علي (عليه السلام ) معروفه مع ابنه محمد بن الحنفية لما سلّمه القيادة يوم الجمل ، وكان يتقدم ببطء وحذر ، حين قال له الامام : (ويحك لقد لحقك عرق من أمك).

وقد ذكر الامام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء ما ورثه عن أمه وأبيه باعتباره مدعاة  لرفض الذل .

ثالثاً :المزايا الجسمية والبدنية :

فإن الجرأة ترتبط بالمواصفات الجسمية من ناحية قلة افرازات الغدد الداخلية أو زيادتها فان لها تأثيرها في هذه المزية .

وأما الجسم ، فالجسم القوي والسليم – بحد ذاته – يحفز على الاقدام وله دور ايجابي في تكوين الشجاعة عند الشخص .

رابعاً : البيئة :

وهي من العوامل المهمة في بناء الجرأة وتشمل كلا البيئتين العائلية والاجتماعية .

أما العائلة :فهي أول مكان لتربة الأخلاق ــ حسنها وسيئها ــ والكثير من المفاسد والأمراض الأخلاقية تنشأ من هناك ويتعلق بها نشوء القسم الأعظم من المخاوف والوساوس. ان تأثير العائلة يتجاوز كون الطفل يقضي معظم أوقاته في رفقتها ، فالعائلة التي تسودها روح التماسك بالواجبات والشجاعة تخرّج أبناء شجعاناً وبصدق. ويصدق هذا الأمر عندما تتحلى الأم بالإقدام، فالأم البارعة تعادل مئة معلم واستاذ. إن الأم هي أصل البناء الفكري وأساسه لأنها تمسك بزمام الأمور في العائلة وتستقطب إليها قلوب الأطفال وتجذبهم نحوها وتبعث فيهم الحياة.

ولذا يجب أن يكون أسلوب التربية بنحو يربي في الإنسان روح الاعتماد على النفس وقوة الإرادة والتصميم والمثابرة .

أما البيئة الاجتماعية: فإنها لا تقل أهمية عن العائلة في أثرها الأساس ، والمقصود منها المدرسة والمجتمع  والأقران والكبار، وكل هؤلاء لهم  تأثير كبير في تنمية الشجاعة والجرأة لدى الفتيان والفتيات ، والبيئة هي القسم المكمل للقسم الأول وهو العائلة ، وكأن بينهما تلازماً، فلكلِّ منهما دوره على مسرح تنمية المشاعر وخلق روح الإبداع والمثالية الذاتية في جوهر الإنسان وكيانه ليكون بطلاً في شجاعته وجريئاً في كلامه ويقضي على عقدة التردد في حياته .

وفي الوقت ذاته هناك عوامل خارجية واجتماعية لهما أثرهما في فقدان الجرأة لدى الفتيان والفتيات وتخلق منهم أسراً مفككة ومجتمعاً فاسداً ومن تلك العوامل ما يأتي :

1ـ الأسرة المفككة :

فإنها من العوامل التي تقضي على الجرأة ولا تسمح لها بتنميتها، فإذا صُفع الطفل على وجهه وعوقب وأهين فإنه سوف لا يمتلك الشجاعة وهكذا ...

2ـ رهط الأقران :

فهم يستطيعون ببساطة ، وتبعاً للتربية الخاطئة ، استئصال الشجاعة من النفوس والتأثير فيها بإيحاءاتهم المشؤومة. فالمتقلبون والمراؤون  والمخادعون يسلبون الجرأة خصوصاً من الفتاة ويدفعون بها إلى العمل خلافاً لما تعتقده .

3ـ المجتمع :

إن احتياجات الإنسان في المجتمع لا تُنال دوماً إلا بالصدق والصراحة ، فيُجبر الطفل أحياناً على التشبث ببعض الأساليب ويفرّط بجرأته بناءً على ذلك؛ فالعيب هو في المجتمع الذي يخلق الإنسان المرائي ذا العقلية المحدودة . فحين يكون المجتمع فاسداً وضيّق النظرة ، وحينما تكون البيئة ملوثة ومضطربة يغسل المرء يده من كل ما هو إيجابي وبنّاء ويتهرب من الحقائق . وبالطبع فإن هذا الوضع يصدق على ضعفاء النفوس وذوي الإرادة الواهية.

4ـ الأحداث والوقائع المرة :

لا تموت ذكريات الماضي المؤثرة ولا تدع العقول والأذهان تخلو منها ، فهي شاخصة أمام العين على الدوام ولا تضعف قوتها ؛ فمن الوهم أن نظن أن الطفل قد نسي الحادثة التي تعرّض لها وزالت ذكراها من مخيلته في حين نُغفل أن هذه المسائل تحيا في عقل الطفل على الدوام ، فهي مترسخة في أعماق الروح والعقل، ولا تزال الاخفاقات والانكسارات من ذاكرته أبداً ؛ وهذا كافٍ لجعلة يتصرف بحذر وبَعد طول أناة .

5ـ الاساليب الاخرى :

هناك اسباب يمكن تحديدها بفقدان المحبة الصادقة وبالغلظة والتشدد والتدخل في امور الفتيات والفتيان والاهانات والاجحاف والظلم والتجاوز وعدم اقامة وزنٍ لشخصية الفتيات بالذات.

والخلاصة ان الهدف من تربية الجرأة والشجاعة هو ارجاع الطفل الى أساسه الفطري، وبعبارة اخرى احياء فطرته ؛ فنجعل من الاولاد ذوي قابلية وصبورين؛ ونربي أشخاصاً صادقين لا يقفزون من فوق الحقيقة، ولا يخفون عجزهم وضعفهم باستمرار؛ بالثبات في سبيل الحق والصدق ويجندون أنفسهم اذا ما اقتضت الحالة تحقيق هذه الاغراض.

والغاية ان نربي افراداً يقولون لا نعلم إذا لم يعلموا شيئاً.. لا يُسَرُّ امرهم إذا امتدح بما ليس فيه بل يرفض ذلك.

ولا يحتال على الاخرين اذا ارتكب خطأ، ولا يسعى لإنقاذ نفسه بالحيلة واتهام الاخرين وهو صريح بإعلان حبه او عدم حبه للشيء .

لا يغضب عندما يُوَّجه اليه النقد.

لا يعدُّ نفسه معصوما ومأموناً من الزلل اذا لم يوجّه النقد اليه.

لا يهز رأسه اذا لم يفهم شيئاً ولا يجيب بأجل أجل ...

والفتى الناجح هو الذي يستوعب التربية في سنواتها، لان سنيَّ الطفولة الاولى لها دور حساس في هذه الحقبة بالذات . اما من ناحية الجنس فإنه يجب الاهتمام بالجنسين الذكور والاناث على السَّواء ، وقليلاً ما يُهتم بتربية الاناث على الشجاعة في المناهج التربوية، ظناً بان الفتاة لا حاجه لها الى الجرأة والاقدام؛ في حين انهن بحاجة اليها اكثر من الاولاد، وتتضاعف حاجتهن اليها نتيجة التربية في هذا المجال، لان الام الجريئة هي التي تربي ولداً شجاعاً.

ومن ناحية اخرى فإن الجرأة يجب أن تتضاعف لدى البنات, لأنها افضل وسيلة للمحافظة على تقواهنّ وشرفهن ؛ فالجانب الاعظم من الرذائل والمفاسد التي تظهر على البنات ناجم عن قلة

الشجاعة وضعف الشخصية.

ومن جانب ثالث يجب ان تتحلى النساء بالجرأة لكي يفلحن في الامساك بزمام قلوب الرجال فالبنت كالبلد الذي تحكمه امرأة وكلُّ مَن فيه تابع، والمرأة هي المتبوع؛ فلا بدَّ ان تتوافر لديها القدرة على القيادة، ومن ضمنها الجرأة .

ولا حاجة للقلق بشأن استعدادها للتربية، لأن التجارب أثبتت قدرة المرأة على تحمّل المصاعب والشدائد كالرجل تقريباً، فبالرغم من سرعة انكسار المرأة وعجزها في تحمل الرزايا، فإنها إذا امتزجت جرأتها بالرأفة والحنان كانت مصداقاً لقوله (جل جلاله): {لتسكنوا اليها}.

وأما من المنظور العام فمن الواجب ان يشمل هذا النظام نطاقاً أوسع ليمتد الى مستوى البلد، وحتى الى الكبار الطاعنين في السن، اذ لا شك ان في مجتمعنا أشخاصاً يفتقدون الجرأة بالقدر الذي لا يمتلك بعضهم القدرة على سماع قول الحق، فيضع أصابعه في أذنيه كي لا يسمع الحقَّ، ويدفن رأسه تحت الجليد كي لا يرى الحق والحقيقة ؛ وأخيراً يعم العار والابتذال في العالم بسبب ذلك .

ولابد للآباء والأمهات والمربين أن يلتفتوا الى الأسباب والعوامل التي تقضي على الجراة كي يتجنبوها في حياتهم العملية، ومن جملتها :

1ـ العقوبات الصارمة فإنها تقضي على شخصية الاولاد بصورة عامة.

2ـ اللوم والاستهزاء والتوبيخ المستمر.

3ـ العقوبة لأسباب تافهة.

4ـ التخويف والحرمان من الرعاية .

5ـ الإرهاق بالواجبات والتكاليف الصعبة التي تفوق الطاقة .

6ـ فرض الآراء بعيداً عن روح التفاهم.

7ـ التضايق من كلمات الطفل وتصرفاته وعدم الاكتراث به أمام الآخرين.

8ـ القنوط واليأس وهما عامل مدمّر وبلاء عظيم .

9ـ التشاؤم وإساءة الظن بالمسؤولين التربويين.

10ـ التصورات والافكار المغلوطة.

ويبقى دور الوالدين هو الدور الاساسي الكبير، فإذا كان الوالدان شجاعين، فلا بدّ من ان يتربى أطفالهم على الشجاعة والإقدام ايضاً, واذا كانت شجاعة الوالدين حقيقية منبثقة عن الاعماق كان اثرها كالمعجزة, فالمسألة المهمة التي تخص الوالدين هي ان تكون شجاعتهما قائمة على اساس الرؤية الصحيحة والرأفة ومراعاة الحقوق الإنسانية والاخلاقية لكي يكتسب الاطفال منها تلك الخصائص.

ان استخدام الضغوط في تشجيع الاطفال ولا سيما الفتيات واستعمال ألفاظ الأمر والأساليب الجافة يُعدُّ نوعاً من الاخطاء التربوية، إذ يجب على الوالدين انتهاج اسلوب الترغيب والتشجيع والتمسك بالأعمال المحببة ومن ضمنها استحسان الايجابيات وتقديم الهدايا لمن يربِّيانه واحترامه ومشاورته وعدم توعّده بالعقوبة في حالة ارتكابه ايّ خطأ أو اشتباه؛ والابتعاد عن اسلوب التوبيخ الجارح مع المحافظة على هدوء الاعصاب وعدم اللجوء الى البطش والقسوة في المعاقبة.

وفي الختام لا بدّ من الاشارة الى بعض مميزات الجريء والشجاع. وهي تقوم على أساس ما يرتضيه الدين، فالإنسان الجريء:

ــ ذو استقلال فكري وثقة بالنفس .

ــ ذو إرادة وعزم مدروس ومستقل.

ــ لا ينتابه الذعر من خطر زوال المقام والمنصب.

ــ مجتهد في أداء تكليفه ومتأهب لاستقبال الاعمال الشاقة .

ــ إذا رأى أن العالم جميعه يعارض فهو يقاوم حينما يرى ان هدفه صحيح.

ــ يرى الاحداث والحقائق بمنظار الحق.

ــ يسعى وراء الحق ويمضي في سبيله غير مبالٍ بما يعترضه من شدائد في هذا السبيل.

ــ لا يدع اليأس والقنوط يتسربان الى نفسه في ميدان الصراع او التعاون.

ــ لا ينسى هدفه حتى في أثناء نوائب الحياة وعند الازمات.

ــ لا يفقد صوابه في المشكلات وفي الظروف القاسية.

ــ لا يفرح لتمجيد الآخرين وثناءهم عليه وتملقهم له.

ــ لا يعير رضا الناس اهتماماً بل يبتغي رضا الله والضمير.

ــ سعيه في سبيل اداء التكليف لقناعة به لا إرضاءً للأهواء والأغراض...




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.