أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2021
5499
التاريخ: 7-2-2016
2758
التاريخ: 2-2-2016
2652
التاريخ: 24-4-2019
1869
|
لم تتفق كلمة جمهور الفقهاء على تعريف مرض الموت وتفسيره , فقد جاء في الفتاوى الهندية : ((المريض مرض الموت من لا يخرج لحوائج نفسه ...)).(1) وفسرهُ بعضهم بأنه يكون صاحب فراش (2). وقال ابن عابدين:(( كونه صاحب فراش ليس بشرط لكونه مريضا مرض الموت بل العبرة للغلبة ، ولو الغالب من هذا المرض فهو مرض الموت، وان كان يخرج من البيت )).(3) ويقول ايضا : (( ان علم ان به مرضا مهلكا غالبا، وهو يزداد الى الموت ، فهو المعتبر ، وان لم يعلم انه مهلك، يعتبر العجز عن الخروج للمصالح )).(4) وقال الكاساني : ((مرض الموت هو الذي يقعد الانسان عن عمله المعتاد في حال الصحة، فيقعد الرجل عن عمله خارج البيت ويقعد المرأة عن عملها في البيت. وروى الحسن بن زياد عن ابي حنيفة انه قال :- المريض الذي اذا طلق امرأته كان فارأ، هو ان يكون مضنى لايقوم الابشدة ، وهو في حالة يعذر في الصلاة جالسا)).(5) وقال جماعة من الفقهاء غير ذلك فعرفه ابن الهمام، بانه : ((المرض الذي يخاف منه الهلاك غالبا وان يكون بحالة لا يقوم بحوائجه كما يعتاد الاصحاء ولا فرق بين ما اذا كان بذلك السبب او بسبب اخر كصاحب الفراش بسبب المرض اذا قُتل )).(6) وعرفه الرملي بانه كل مايستعد بسببه للموت بالاقبال على العمل الصالح،(7) اما الشيرازي فعرفه بانه المرض الذي لايؤمن معه معالجة الموت.(8) اما الحلي فيعرفه بانه المرض الذي يتحقق به الموت سواء كان مخوفا او لم يكن مخوفا.(9) وقيل هو ما يكون الغالب فيه الموت كالسل وحُمى الدق وقــذف الدم. (10) ويمكن القول بان جمهور الفقه الاسلامي يرى ان مرض الموت هو المرض الذي مات فيه المقر اوالموصي مطلقا ولا يتعين المرض ان كان مرض موت او مرض شفاء الا بعد الوفاة ولذلك تبقى عقود المريض واقراراته صحيحة ومعتبرة ما دام حيا فلا يجوز الاحتجاج بالمرض لابطال تصرفاته الا بعد وفاته.(11) ولو تأملنا في هذه النصوص او الأقوال لتكشف لنا ان اختلاف الفقهاء لم ينصب على حقيقة مرض الموت ومفهومه، وانما انصب على اماراته وعلاماته .
ويمكن القول بعد هذا كله ان مرض الموت هو المرض الذي يغلب فيه ان ينتهي بالموت، ومن هنا فانه لا يمكن الجزم بان المرض مرض موت او مرض شفاء الا اذا تحقق الموت فعلا .
_________________
1- الفتاوى الهـندية , لأبي المظفر محي الدين اورنك , ج4 , المكتبة الإسلامية , مصر , 1310هـ ، ص76
2- رد المحتار على الدر المختار , لمحمد أمين المعروف بابن عابدين , ج2 , المطبعة الأميرية , بولاق , القاهـرة , 1299هـ ، ص715
3-المصدر نفسه ، ص715
4- المصدر نفسه ، ص716
5- بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ، لعلاء الدين ابي بكر بن مسعود الكاساني ، ج3، ط1، مطبعة الجمالية ، القاهرة ، 1328هـ ، 1910م ، ص224
6- شرح فتح القدير، لكمال الدين محمد عبد الواحد ابن الهمام ، ج3، مطبعة مصطفى محمد، القاهرة ، 1330هـ ، ص155
7-نهاية المحتاج الى شرح المنهاج ، لشمس الدين محمد بن أحمد الرملي ، ج6، الطبعة ألاخيرة مطبعة مصطفى باب الحلبي ، القاهرة ، 1357هـ ، 1938م ، ص61
8-المهذب في فقه الامام الشافعي , لابي اسحاق ابراهيم بن علي بن يوسف بن فيروز ابادي الشيرازي , ج1 , ط2 , مطبعة دار المعرفة , بيروت , 1959 م , ص460 .
9- شرائع الاسلام في مسائل الحلال والحرام ، لابي أسحاق القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي ، ج2، ط1، مطبعة الاداب ، النجف ، 1969م ، ص26
10- حاشية المكاسب للانصاري ، لمحمد كاظم اليزيدي ، فصل منجزات المريض ، دار المعرفة الاسلامية , لبنان , 1438 ه , ص15 , والمقصود بحمى الدق : داء تعرفه العامة بالسخونة الرفيعة . انظر المنجد في اللغة والاعلام ، ط3، دار المشرق ، بيروت ، توزيع المكتبة الشرقية ، ص219
11- انظر في ذلك حسين المؤمن ، نظرية الاثبات بالمحررات أو الادلة الكتابية ، ج3، مكتبة النهضة ، بيروت ، بغداد 1975م ، ص148
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|