أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017
33718
التاريخ: 29-4-2017
1974
التاريخ: 20-4-2017
14455
التاريخ: 24-4-2017
2402
|
ما معنى قول الإمام علي (عليه السلام) الإسلام قيَّد الفتك؟(1).
إن الإسلام العزيز هو دين الهداية للإنسان ودين الحياة للقلوب والإنسانية، ولم يكن للقتال والقتل فيه مجال إلا من باب الدفاع عن النفس والدين والإنسانية ومشروع العدالة، واحتاج الإسلام إلى قانون العقوبات من أجل اجتثاث مادة الفساد من المجتمع.
ولذا كانت التعاليم الاخلاقية هي الرائدة حتى في مورد القتال والجهاد، ومن هذه التعاليم الحميدة ما ذكره الإمام علي (عليه السلام) لعسكره قبل لقاء العدو :(لا تقاتلوهم حتى يبدأوكم فإنكم بحمد الله على حجّة وترككم اياهم حتى يبدأوكم حجّة أخرى لكم عليهم، فاذا كانت الهزيمة بإذن الله فلا تقتلوا مدبرا ولا تصيبوا مُعوِرا (الذي أمكن من نفسه وعجز عن حمايتها) ولا تجهزوا على جريح ولا تهيّجوا النساء بأذى...)(2).
وكذا قوله (عليه السلام) : (الإسلام قيَّد الفتك) بمعنى أن الإسلام منع من الفتك أي الغدر والقتل عن غفلة بحق من أُعطي له الامان والعهد بعدم التعرض له.
وهذا ما ورد في السيرة الكربلائية عن مسلم بن عقيل (عليه السلام) في جوابه عن سؤال شريك له : (ما منعك منه (أي من عبيد الله بن زياد)؟ قال : خلّتان :
الأولى : حديث علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه و آله) ان الإيمان قيّد الفتك، فلا يفتك مؤمن.
الثانية : امرأة هاني فإنها تعلّقت بي واقسمت علي بالله ان لا افعل هذا في دارها، وبكت في وجهي).
فقال هاني : يا ويلها قتلتني وقتلت نفسها والذي فرّت منه وقعت فيه)(3). انتهى.
نعم ان عبيد الله بن زياد طاغية يستحق القتل اينما وجد، ومصلحة الإسلام اكبر من أي مصلحة أخرى واحب إلى الله تعالى، الا ان هذا الطاغية عندما دخل دار هاني بن عروة فإنما دخل بعهد الضيافة وأمانها، ومن آداب الإسلام عدم التعرض لعدو اعطي الامان والعهد حتى لو كان هو ممن يغدر ويخون، وهذه من الابعاد الحقوقية الاخلاقية الكبرى التي جاء بها الإسلام حتى مع أعداء الله والإنسانية في حين انه لو غدر مسلم بن عقيل (عليه السلام) وقتل هذا الطاغية لأوجب ذلك الشك في تعاليم الإسلام ولأوجب فتنة بين المسلمين حول حركة الإمام الحسين (عليه السلام) الرائدة في مشروع الاصلاح والعدالة، ومسلم (عليه السلام) كان يمثل قائده وامامه (الإمام الحسين المعصوم عليه السلام) وكان مبعوثه ورسوله وكان في كل مواقفه وكلماته وافعاله يمثل الإسلام بكل ابعاده، ومحال ان يفتك سيدنا مسلم (عليه السلام) ومحال ان يغدر ضمن هذه المعطيات التي قدمناها، وهكذا حصل في بيت هاني، حيث ارجع مسلم بن عقيل السيف إلى غمده، وصبر على مجريات الامور حتى نال الشهادة، وحتى تبقى حركة الحسين (عليه السلام) وعلى الدوام حركة الريادة في العدالة والتصحيح والاصلاح باسم الإسلام، البعيدة كل البعد عن الشبهات والشكوك، والنقية من كل دناسة ورجس وأضاليل.
___________
1ـ بحار الأنوار، ج47 ص137.
2ـ نهج البلاغة الكتاب 14 ج3 ص534.
3ـ مقتل الحسين (عليه السلام) ، ص175.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|