أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016
7337
التاريخ: 24-4-2022
1645
التاريخ: 19-11-2019
1740
التاريخ: 26-7-2016
2021
|
توجد بعض القواعد التي يجب مراعاتها عند اختيار الخبرات التعليمية التي يتكون منها المنهاج. وهذه القواعد تستمد من دراسة المجتمع ومشكلاته والقيم السائدة فيه, ودراسة التلميذ ومراحل نموه وكيفية تعلمه, ودراسة طبيعة المعرفة نفسها. وهذه الدراسة تتم في ضوء الأهداف التربوية التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها (1) .
• الأسس الاجتماعية :
من العوامل الرئيسية التي يجب مراعاتها عند إعداد المناهج هي دراسة حاجات الأفراد إلى صحية, وأمنية, ودفاعية, وغذائية, وسكنية, واتصالات وغيرها. واشباع هذه الحاجات المختلفة تتطلب أن يكون أفراد المجتمع قد اكتسبوا قدراً من المعلومات والقيم والاتجاهات والمهارات الأساسية عن طريق نظام تربوي مقصود لا عن طريق التربية غير المقصودة، وليس ذلك فحسب, بل لابد للمناهج من مراعاة التغيير الثقافي داخل المجتمع, وتوعية التلاميذ بحقيقة التغيرات التي تحدث حولهم وأسبابها, والنتائج المترتبة عليها, وكيفية مواجهتها .
ويجب عند إعداد المناهج دراسة المشكلات الخاصة بالمجتمع وتحديد الخبرات التعليمية التي يجب أن يدرسها التلاميذ, سواء كانت هذه المشكلات اجتماعية كزيادة السكان, أم اقتصادية كسوء استغلال الثروات الطبيعية والبشرية, أم سياسية كتحرير الأرض. وعلى المناهج أن تعرف التلاميذ بهذه المشكلات وأن تساعد في توعيتهم بها واتخاذ اتجاهات معينة نحوها.
كما أن أي قرار بشأن المناهج يجب أن يتم في ضوء القيم الاجتماعية التي تمثل معايير المجتمع ومثله العليا التي يسير على هديها, ولذا يجب أن تستخدم دليلاً ومرشداً في اختيار الخبرات التعليمية التي يجب أن يتعلمها التلاميذ, ومن هذه القيم الاجتماعية احترام وأهمية كل فرد في المجتمع, وتكافؤ الفرص بين جميع الأفراد, وتنمية كل فرد تبعاً لاستعداداته, والإيمان بقدرة الإنسان على حل المشكلات, والتعاون بين الأفراد لخدمة الصالح العام .
• الأسس النفسية :
لا يكفي في بناء المناهج الاعتماد على الأسس الاجتماعية للمجتمع وحدها بل لا بد من مراعاة شخصية التلاميذ الذين يعد لهم المنهج, ومعرفة الكثير من خصائص نموهم والطرق التي يستخدمونها في التعليم. فدراسة خصائص نمو التلاميذ تساعد المسؤولين على المناهج في اختيار الخبرات التعليمية التي تناسب ونضج التلاميذ , والتي تتفق مع ميولهم واهتماماتهم , كما تساعد في توجيه سلوك التلاميذ لتحقيق أهداف المنهج.
ويتميز النمو بعدة مميزات يمكن تلخيصها فيما يأتي:
1ـ النمو عملية مستمرة, فالتغيرات الجسمية والعقلية والانفعالية في التلاميذ تحدث طوال الوقت هي لا تحدث فجأة, وإنما تحدث بصورة تدريجية ومنبعثة من التغيرات السابقة. ورغم استمرار النمو ينقسم إلى مراحل متلاحقة , ولكل مرحلة خصائصها . والمناهج يجب أن تخطط بحيث تسمح باستمرار الخبرات التعليمية, وبالتدريج في الخبرات من السهل إلى الصعب, كم يجب مراعاة الخصائص العامة المشتركة لكل مرحلة وإعداد المنهج بحيث يكون مناسباً لهذه الخصائص .
2ـ النمو عملية شاملة : هناك كثير من المتغيرات التي تحدث داخل الطفل في آن واحد, فالنمو لا يكون قاصرا على جانب واحد, وإنما يتبادل جوانب مختلفة وهي: النمو الحركي, والنمو العقلي, والنمو الاجتماعي, والنمو الانفعالي, وهي تختلف في معدلها بين مرحلة وأخرى. ولذا يجب أن يكون المنهج شاملاً في أهدافه ومتنوعاً, وخبراته مترابطة ومتصلة بعضها ببعض.
3ـ النمو يختلف من فرد إلى آخر: هذا يظهر في أي صف من الصفوف. ولذا يجب أن يعمل المنهج على مواجهة مشكلة الفروق الفردية بين التلاميذ عن طريق تنويع المناهج وطرق التدريس, واستخدام وسائل تعليمية متعددة, وأنشطة كثيرة.
المنهج والتعليم: هناك مفهومان رئيسيان للتعلم. الأول يفترض أن الإنسان له عقل مقسم إلى مجموعة من الملكات أو القدرات التي يمكن تنميتها عن طريق التدريب, وقد أدى هذا المفهوم إلى نظرية في التعلم تعرف بنظرية التدريب الشكلي. والمنهج الذي يتبع هذه النظرية يهتم فقط بتدريب العقل عن طريق مجموعة المواد الدراسية, تختار على أساس قدرتها على تدريب العقل لا على أساس علاقتها باهتمامات التلاميذ وحاجاتهم ولا بالظروف والعوامل الاجتماعية السائدة.
أما المفهوم الثاني للتعليم فهو ينظر للإنسان على أنه نظام من الطاقة يشمل قوى مختلفة ويحاول الوصول إلى حالة من الاتزان مع النظم الأخرى. وبتفاعل الإنسان مع هذه النظم عن طريق خواصه المختلفة. وقد أدى هذا المفهوم إلى ظهور نظريتين في التعلم: الأولى هي النظرية الترابطية أو السلوك, وقد أثرت على طرق التدريس ونتج عنها أفكار جديدة, مثل أسلوب التعليم المبرمج والآلات التعليمية أما النظرية الثانية فتعرف بنظرية المجال والجشتالت، التي ترى أن سلوك الإنسان مرتبط إلى حد كبير بقدرته على الإدراك وتنظيم العلاقات. واستخدام هذه النظرية له تطبيقات كثيرة بالنسبة للمنهج. فالمادة الدراسية لها أهميتها, إلا أن هذه الأهمية تتوقف على ما تعنيه بالنسبة للمنهج. فالمادة الدراسية لها أهميتها, إلا أن هذه الأهمية تتوقف على ما تعنيه بالنسبة للتلميذ ومدى مراعاتها لميوله وحاجاته واهتماماته, وهذه النظرية تؤكد أهمية تنظيم محتوى المنهج على أساس الأفكار والقواعد الرئيسية التي تتكون منها المواد الدراسية, أما الحقائق والتفاصيل فلا تهمها كثيراً . ونظرية المجال تنظر إلى عملية التعليم على أنها اجتماعية, وأن الإنسان يتعلم عن طريق تفاعله مع الآخرين, كما تهتم هذه النظرية بالعمليات العقلية العليا مثل التفكير وأسلوب حل المشكلات, ولذا فإن الخبرات التعليمية التي يوفرها المنهج للتلاميذ يجب أن تتيح لهم مواقف للتعلم عن طريق حل المشكلات, وأن تشجع طريق الاكتشاف وإدراك العلاقات .
____________
1ـ نازلي صالح احمد وسعد يس، مرجع السابق , ص148 – 161 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|