المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

بكرة bobbin
4-2-2018
احوال الأمام بعد استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)
5-03-2015
مفهوم وماهية الاقليم الوظيفي
23-8-2021
جواز الدعاء في التشهد وفي جميع أحوال الصلاة.
12-1-2016
George Udny Yule
15-4-2017
مكروسكوب طرد مركزي " مجهر طرد مركزي " centrifuge microscope
30-3-2018


مفهوم الماضي  
  
3937   12:55 مساءً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : د. جمال عبد الفتاح
الكتاب أو المصدر : مهارات الحياة
الجزء والصفحة : ص40-41
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 2557
التاريخ: 9-7-2019 1916
التاريخ: 19-4-2017 1847
التاريخ: 19-4-2016 3938

 .. إن بعض الناس عندها مقدرة عجيبة في تكدير خاطره. وجلب الهم والغم لنفسه ويجيد فن الخيالات الفاسدة لذهنه. فكم يصفو له من هذه الحياة إذا كان دائما يتذكر الماضي بآلامه . ويتوقع حوادث المستقبل وتمرضه كلمة مؤذية من حاسد ويحقد على كثير ممن هضموا حقه . ويغضب على زوجته المسرفة . ويثور على ابنه لمخالفته أمره. ويحزن على ما سبق أن فقده؟!. وهو لأنه يظن ان مرضا ما سوف يصيبه. ويستمر في جمع هذه القائمة من الأحزان والمصائب أن تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره والحزن لمآسيه حمق وجنون. وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة. لأن ملف الماضي ند العقلاء يطوى ولا يروى. يغلق عليه ابدا في زنزانة النسيان. يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال. فلا يخرج ابدا. ويوصد عليه فلا يرى النور. لأنه مضى وانتهى لا الحزن يعيده. لا الهم يصلحه. لا الغم يصححه. لا الكدر يحييه. لأنه عدم. فلا تعش في كابوس الماضي. وتحت مظلة الفائت. أنقذ نفسك من شبح الماضي. أتريد أن ترد النهر إلى مصبه. والشمس إلى مطلعها. والطفل إلى بطن امه. والدمعة إلى العين! ان تفاعلك مع الماضي. وقلقك منه. واحتراقك بناره. واطراحك على اعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع. وتمزيق للجهد. ونسف للساعة الراهنة. انتهى الأمر وقضي. ولا طائل من تشريح جثث الزمان . وإعادة عجلة التاريخ (القرني . 2004) إن الذي يعود للماضي . كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا وكالذي ينشر نشارة الخشب وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم . وقد ذكر من يتحدث على السنة البهائم أنهم قالوا للحمار : لما لا تجتر؟؟ فقال : أكره الكذب !! إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا. نهمل قصورنا الجميلة ونندب الأطلال البالية ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا المحال بعينه. ان العقلاء لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف . لأن الريح تتجه إلى الأمام. والماء ينحدر إلى الأمام . والقافلة تسير إلى الأمام. فلا تخالف سنة الحياة . فيا من أراد السعادة والراحة لا تقصر حياتك فهي قصيرة أصلا . عش في حدود يومك. ولا تبك على ما فاتك. واترك المستقبل حتى يأتي. ولا تلق بالاً لكلام الحساد . وتوكل على الله فهو حسبك. وكفى هموماً وغموماً واحزاناً . (القرني 2004) .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.