المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18790 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى قوله تعالى : غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ  
  
82   01:46 صباحاً   التاريخ: 2025-04-17
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 5 ص397-400.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

معنى قوله تعالى : غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ

قال تعالى : {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 1 - 6].

1 - ألم تقدم تفسيرها في بداية سورة البقرة والعنكبوت .

2 - قال أبو بصير : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن تفسير : ألم غُلِبَتِ الرُّومُ ، قال : « هم بنو أميّة ، وإنما أنزلها اللّه عزّ وجلّ : ألم غُلِبَتِ الرُّومُ بنو أمية فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ عند قيام القائم عليه السّلام » « 1 ».

وقال أبو عبد اللّه الصادق عليه السّلام ، في قول اللّه عزّ وجلّ : يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ، قال : « في قبورهم بقيام القائم عليه السّلام » « 2 » .

وقال محمد بن صالح الأرمني : قلت لأبي محمد الحسن العسكري عليه السّلام : عرّفني عن قول اللّه تعالى : لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ .

فقال عليه السّلام : « للّه الأمر من قبل أن يأمر ، ومن بعد أن يأمر بما يشاء » .

فقلت في نفسي : هذا تأويل قول اللّه : {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [الأعراف: 54]. فأقبل عليه السّلام عليّ ، وقال : « هو كما أسررت في نفسك أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ » . فقلت : أشهد أنّك حجّة اللّه ، وابن حجّته على عباده « 3 » .

وقال أبو عبيدة : سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : ألم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ .

فقال : « يا أبا عبيدة ، إنّ لهذا تأويلا لا يعلمه إلا اللّه ، والراسخون في العلم من آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لما هاجر إلى المدينة وأظهر الإسلام ، كتب إلى ملك الروم كتابا ، وبعث به مع رسول يدعوه إلى الإسلام ، وكتب إلى ملك فارس كتابا يدعوه إلى الإسلام ، وبعثه إليه مع رسوله ، فأمّا ملك الروم فعظّم كتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأكرم رسوله ، وأما ملك فارس فإنه استخف بكتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ومزّقه ، واستخفّ برسوله .

وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم ، وكان المسلمون يهوون أن يغلب ملك الروم ملك فارس ، وكانوا لناحية ملك الروم أرجى منهم لملك فارس ، فلمّا غلب ملك فارس ملك الروم كره ذلك المسلمون واغتمّوا به ، فأنزل اللّه عزّ وجلّ بذلك كتابا قرآنا : ألم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ يعني غلبتها فارس في أدنى الأرض ، وهي الشامات ومن حولها وَهُمْ يعني فارس مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ الروم سَيَغْلِبُونَ يعني يغلبهم المسلمون فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ ، فلما غزا المسلمون فارس وافتتحوها فرح المسلمون بنصر اللّه عزّ وجلّ » .

قال : قلت : أليس اللّه عزّ وجلّ يقول : فِي بِضْعِ سِنِينَ ، وقد مضى للمؤمنين سنون كثيرة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وفي إمارة أبي بكر ، وإنما غلب المؤمنون فارس في إمارة عمر ؟

فقال : « ألم أقل لكم أن لهذا تأويلا وتفسيرا ، والقرآن - يا أبا عبيدة - ناسخ ومنسوخ ، أما تسمع لقول اللّه عزّ وجلّ : لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ؟ يعني إليه المشيئة في القول أن يؤخّر ما قدّم ، ويقدّم ما أخّر في القول إلى يوم يحتم القضاء بنزول النّصر فيه على المؤمنين ، فذلك قوله عزّ وجلّ : وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ، يوم يحتم القضاء بنصر اللّه » « 4» .

وقال الشيخ الطبرسيّ : وَعْدَ اللَّهِ أي : وعد اللّه ذلك لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ بظهور الروم على فارس . وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ يعني كفار مكة لا يَعْلَمُونَ صحة ما أخبرناه لجهلهم باللّه تعالى « 5 » .

________________

( 1 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 434 ، ح 2 .

( 2 ) دلائل الإمامة : ص 248 ، ينابيع المودة : ص 426 .

( 3 ) الثاقب في المناقب : ص 564 ، ح 502 .

( 4 ) الكافي : ج 8 ، ص 397 .

( 5 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 44 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .