المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية  
  
5582   01:08 مساءً   التاريخ: 27-3-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص306ـ307
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 2821
التاريخ: 2-9-2018 1600
التاريخ: 11-1-2016 1921
التاريخ: 12-5-2021 1763

ثمة مظاهر عديدة لعدم شعور الاباء بمسؤولياتهم التربوية، منها انعدام أي دور لهم في الاسرة حيث إنهم يأكلون وينامون ولا يهمهم أي شيء، ولا يفكرون إلا بأنفسهم، فهم قدوة في الخمول والكسل، وانهم كالنساء في اظهار حبهم وعطفهم لأولادهم، وان اوامرهم ونواهيهم غير نافعة.

ويمتاز هؤلاء الآباء بالتلون في اخلاقهم، اذ لهم في كل ساعة قرار وعمل معين، فنراهم يصفعون الطفل احيانا لارتكابه خطأ معينا ولا يبالون في احيان اخرى لارتكابه نفس الخطأ بل يتعاملون معه برفق وحنان فينسى الطفل نفسه والوظائف الملقاة على عاتقه.

ويمتاز هؤلاء ايضا بضعف المزاج ورقة الحال. فنراهم يخسرون انفسهم في اول فشل يواجهونه، ويلجأون احيانا إلى البكاء وندب الحظ. حيث لا يهمهم ان تظهر نقاط ضعفهم امام اولادهم، ويتوسلون بالكذب والحيلة لانقاذ انفسهم فيما لو تعرضوا لأدنى مشكلة.

وعندما يعودوا من العمل، نراهم يجلسون في زاوية من البيت للاستراحة ولا يملكون اية اوامر ونواهِ او انها غير نافذة ولا تؤثر في الاولاد فهم حاضرون في البيت ظاهريا لكنهم غائبون عنه عمليا لعدم اهتمامهم بأولادهم كما هو مطلوب.

ويمكننا ان نصف الاب الذي يشاهد ولده الا انه يُشغِل نفسه بقراءة الجريدة او الكتاب بانه لا يشعر بمسؤولية. فالأب الذي لا يهتم الا بطعامه فيما لو حانت ساعة تناول الطعام ولا يكلم ولده ولا يتحدث معه فانه تارك لمسؤوليته ووظيفته. وينطبق هذا الكلام ايضا على ذلك الاب الذي لا ينبس ببنتِ شفة رغم مشاهدته لولده، وهو يتصرف بسلوك لا يليق او يتحدث بكلام بعيد عن الأدب.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.