أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2016
![]()
التاريخ: 13-7-2016
![]()
التاريخ: 23-11-2014
![]()
التاريخ: 5-11-2014
![]() |
قال تعالى : {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم : 1] {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ }[المرسلات : 8]
وضع المولى في أبسط الكلمات وأوجز العبارات أعمق المعاني العلمية التي لم يكتشفها العلم إلا بعد قرون من التنزيل. فمن معاني كلمة « هوى » ، كما جاء في لسان العرب ، « سقط ومات ». ولعل كلمة « طمس » أي درس أو امّحى أثره هي الأبلغ علميّا لأنها المعنى القرآني لكلمة « هوى » وذلك من قوله تعالى : {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ } [المرسلات : 8]. فلقد كشف العلم حديثا أن لكل نجم دورة حياتية وأطوارا يمر بها : ولادة ونمو ونضوج واحتضار وفناء. فالنجوم وإن بقيت ملايين بل مليارات السنين تشعّ وترسل إلينا ضوءها ستطمس ويندرس أثرها وتموت عند ما تبلغ أجلها المحدد لها كما جاء في قوله تعالى : {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرعد : 2]
وفيما يلي بعض التفاصيل العلمية عن موت النجوم : في سجلات الأحداث التاريخية الفلكية ظواهر لم يستطع علم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم : 1] .
احتضار نجم : سديم المروحة Nebuleuse de l’helice الناشئ عن احتضار نجم بحجم الشمس يبعد عنا أربعمائة سنة ضوئية.
يظهر النجم المحتضر وقد تحول إلى قزم أبيض في وسط الصورة في الدائرة الزرقاء ، أما الطبقات المحيطة بها بشكل غيوم فهي تتألف من غاز الهيدروجين والآزوت (اللون الأحمر) والأوكسجين (اللون الأخضر) الناتجة عن انفجاره واحتضاره
الفلك تعليلها إلا في العشرين : ففي صباح الرابع من تموز من سنة 1054 ميلادية لاحظ علماء الفلك الصينيون ظهور نجم هائل اللمعان بلغ ضياؤه من الشدة بحيث إنه ظل يسطع في وضح النهار لمدة عامين قبل أن يخبو ويحتجب عن الأنظار ، ولم يعرف العلم إلا لا حقا أن هذا النجم الذي أسمي بالنجم الجديد ( Nova ) كان موجودا في كوكبة برج الجوزاء ثم تضخّم وانفجر ومات وتحوّل بعد ذلك إلى ما يسمّى بسديم السرطان ، وهو سحابة من الغازات المتخلفة عن انفجار ذلك النجم قبل موته.
وفي السنين 1572 و1604 و1885 سجّلت الظاهرة نفسها ، إذ ظهرت نجوم شديدة اللمعان حتى في وضح النهار مرئية بالعين المجردة سميت أيضا بالنجوم الجديدة. وبقيت مسألة ظهور النجوم الجديدة بدون تعليل علمي حتى القرن العشرين إلى أن قال الفلكي الإنكليزي « أدينغتون » (Edington ) (1920) ومن بعده « والتر بادي » (Baddy Walter) (1940) بنظرية التطور النجمي ، أي أن كل نجم يمر بمراحل من النشوء والنمو والنضج والشيخوخة والموت ، وما ظواهر النجوم الجديدة في الحقيقة إلا انفجار هائل لنجوم موجودة في السابق قبل احتضارها وموتها. ومع اختراع المراصد الجبارة تبيّن للعلماء منذ عشرات السنين فقط أن مئات النجوم تموت كل يوم بل كل ساعة وحتى كل ثانية ، فبعض النجوم قبل أن تنطفئ يزداد فجأة لمعانها وتوهجها الذي يصل إلى لمعان مليار شمس ، ويكبر حجمها ألوف الكيلومترات في الثانية ، ثم تنفجر انفجارا هائلا هو من القوة بحيث يقذف الضغط الذي ينجم عن انفجار نجم قتيل الموادّ التي يتألف منها بسرعة تفوق عشرة آلاف كلم في الثانية!!!.
وفي 27 شباط 1987 كانت آخر الظواهر الفلكية الفريدة التي تجندت لها سلفا جميع المؤسسات الدولية الفلكية فصوّرتها ورصدتها المركبات والأقمار الاصطناعية والمراصد المنتشرة في العالم ، ولا يزال يدرس آثارها علماء الفلك حتى اليوم. في ذلك التاريخ ظهر نجم عملاق أسموه « سوبرنوفا » ( Super Nova. 1987. A. ). وهذا النجم ما هو في الحقيقة إلا الضوء الناتج عن انفجار نجم عملاق اسمه « سنديليك » ورقمه 69202 ( 69202 .Sanduleak ) حصل منذ مائة وسبعين ألف سنة. ولقد بقي ضوؤه تلك المدة حتى وصل إلينا في 27 شباط 1987 ، وهذا النجم المتفجر موجود في غيمة « ماجلان » التي تبعد عنا مائة وسبعين ألف سنة ضوئية.
تعليق
أولا : لم تعرف حقيقة الأطوار التي تمر فيها النجوم ومنها موتها إلا في القرن العشرين ، في حين أن التنزيل قال بموت النجوم في آيات لا لبس فيها ولا غموض : {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم : 1] ، و ـ {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ} [المرسلات: 8] ، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } [التكوير: 1] ، و {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} [التكوير: 2] ، و {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر: 5] وفي ذلك برهان علمي منطقي واضح لا جدال فيه بأن القرآن الكريم هو كلام الله. فحقيقة موت النجوم لا يعرفها في زمن التنزيل إلا خالق النجوم ولم تعرف من قبل الإنسان كما بيّنا إلا لا حقا في القرن العشرين.
ثانيا : إن الآية الكريمة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم : 1] هي مثل من الأمثلة العديدة عما أسميناه في كتابنا السابق (1) بالجدلية العلمية المنطقية في القرآن الكريم بمعنى أن المولى يقسم بآية علمية إعجازية لا جدال فيها ثم يربطها بنبإ مختلف عليه بين الناس. فالمولى أقسم بموت النجوم وهذه حقيقة علمية لا جدال فيها اليوم ، ثم ربط جواب قسمه بصدق رسوله وبأنه لا ينطق عن الهوى : {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم : 1 - 4] هنا استنتاج يفرض نفسه على كل ذي منطق سليم : إن الذي أقسم بموت النجوم قبل أن يتبيّن العلم ذلك بقرون جعل من هذا القسم دليلا على صدق رسوله. فالمنطق السليم إذن يفرض علينا التسليم والالتزام بكل ما جاء من الوحي على لسان الرسول الحبيب لأن المصدر واحد إذ لا يستطيع اليوم كل ذي منطق
سليم ولو كان ملحدا ، أن ينكر بأن الآية الكريمة (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) هي قول المولى سبحانه وتعالى. والمنطق عينه يفرض علينا التسليم بأن كل ما في القرآن الكريم من آيات غيبية لا تقع تحت سلطان التجربة والعلم المادي هي أيضا كلام الله ، وإن أنكر ذلك فهو مصاب بازدواجية المنطق وانفصام التفكير ، وهي حال كل المتعلمين من المادّيين وأشباههم من الذين يتهافت منطقهم مع نظريات الصدفة والمادة والتطور والأزلية.
ثالثا : يزداد لمعان النجم العملاق قبل موته لدرجة هائلة بحيث يعادل توهجه مليارات النجوم لذلك يمكن رؤيته في وضح النهار ، فهل هذا النجم العملاق الساطع بإشعاع ثاقب هو الذي أسماه المولى « بالطارق » وأقسم به بقوله : {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق : 1 - 3] ! والله أعلم. ربما يكون في السطور القادمة زيادة في الشرح العلمي عن النجم الثاقب (2).
__________________
(1) من علم الطب القرآني : الثوابت العلمية في القرآن الكريم ، دار العلم للملايين ، 1990.
(2) المراجع
1 ـ لايف : المكتبة العلمية (الكون ـ مولد وفناء النجوم) ، ص 128.
2 ـ Science et Vie no 848 Mai 1988: « Autopsie d’une Etoile Morte » p. 40.
3 ـ Poussieres d’etoiles. Hubert Reeves. Edition Seuil Paris.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|