أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2014
1762
التاريخ: 11-4-2016
1620
التاريخ: 12-4-2016
1733
التاريخ: 7-10-2014
1776
|
قال تعالى : {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 68 ، 69] .
قال الدكتور نزار الدقر : النصوص القرآنية التي وردت في العسل هي أوضح وأرسخ النصوص القديمة على الإطلاق ، كما أنّها تُعتبر من أوائل النصوص التي جزمت بالفائدة المطلقة ، وبالخصوص العلاجية الثابتة لهذه المادّة القديمة (1) .
ولأصحاب النظر في الطبّ والعلاج ـ قديماً وحديثاً ـ مقالات ضافية بشأن أهمّية العسل وفوائده الكثيرة وأنّه النافع غير الضارّ على الإطلاق ؛ نقطف منها ما يلي :
مكوّنات العسل :
يحوي العسل أكثر من سبعين مادّة مختلفة ، فهو :
1 ـ أهمّ منبع للموادّ السكّرية الطبيعية ، حيث اكتُشفت فيه إلى الآن حوالي 15 نوعاً من السكاكر ، أهمّها : سكّر الفواكه (فركتوز) بنسبة 40 % وسكّر العنب ( غلوكوز ) بنسبة 30 % ، أمّا سكّر القصب فبنسبة 4% ، وأنّ كيلو غراماً واحداً من العسل يُعطي طاقة تقدّر بـ ( 3250 ) حرارية .
2 ـ يقف في الصفّ الأَوّل بين الأغذية الكاملة ، من حيث احتوائه على بعض الخمائر ( الأنزيمات ) التي تساعد في عمليات الاستقلاب والهضم ، وأهّمها : خميرة الشعير التي تُحوّل النشاء إلى سكّر ، والقلابين التي تقلب السكّر العادي إلى سكر عنب وسكر فواكه ، والكاتازالا ، والبيروكسيداز ، والليباز .
3 ـ يحوي مجموعة من الفيتامينات ، أهمها : فيتامين ب ، وب 2 ، وب 3 ( أو حمض البانتوثيني ) ، وب 5 ( أو حمض النياسين ) ، وب 6 ( أو البيرودكسين ) ، وفيتامين ث ، وآثار من البيوتين ، وفيتامين ك ، وفيتامين ي ، وفيتامين أ .
وهذه الفيتامينات توجد بمقادير غير مرتفعة ، ولكنّها مفيدة ؛ لأنّ العسل وسط ممتاز لحفظها ، أمّا نسبة وجودها فمرتبط بنسبة غبار الطلع الذي تجمعه النحلة ، كراتب غذائي لها .
4 ـ يحوي العسل أنواعاً من البروتينات والحموض الأمينية ، والحموض العضوية ، كحمض النحل ، ومشتّقات الكلوروفيل : وعلى منشطات حيوية ، وعلى روائح عطرية وغيرها .
5 ـ الأملاح المعدنية ، وأهمّها : أملاح الكلس ، والصوديوم ، والبوتاسيوم ، والمنغنيز ، والحديد ، والكلور ، والفوسفور ، والكبريت ، واليود .
وتُشكّل هذه الأملاح اثنين بالألف من وزن العسل .
6 ـ يؤكّد الكثير من الباحثين على وجود موادّ مضادّة لنموّ الجراثيم في العسل ، كما يُعتقد بوجود هرمون نباتي ونوع من الهرمونات الجنسية ( من مشتقّات الاستروجين ) .
إذاً فالعسل مادّة شديدة التعقيد ، تتباين أنواعه قليلاً بتراكيبها باختلاف الزهور التي جُنيت منها .
ولعلّ السرّ في احتوائه على هذه المواد المختلفة ـ التي لم تُجمع في أيّ مادة غذائية أُخرى على الإطلاق ـ هو جني النحل رحيق كلّ الأزهار والثمرات ، استجابة لنداء خالقها يوم أوحى لها : {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} [النحل: 69] .
ميزات العسل :
1 ـ مقاومته دون تسرّب الفساد إليه إلى سنين عديدة ، بل أحقاب متطاولة ، بشرط ابتعاده عن فعل الرطوبة به .
2 ـ مضادّته للعفونة ، وقد أكّد أكثر الباحثين أنّ الجراثيم المُمرضة للإنسان لا يمكن لها أن تعيش في العسل ، وأنّ العسل فعلاً مبيدٌ لها .
وسبب ذلك احتواؤه على حمض النحل ، وهو من الموادّ المضادّة للعفونة ، ولارتفاع تركيز السكاكير التي تصل إلى 80% من تركيب العسل ، رغم أنّ الأوساط ذات السكّريّ الخفيف تزيد نشاط الجراثيم ، وهكذا التمر الذي يحوي نسبة عالية من السكاكر لا تنمو فيه الجراثيم .
3 ـ وقايته لنخر الأسنان ، على عكس سائر السكاكر الصناعية التي هي قابلة للتخمّر بوجود العصيات اللبنية ، أمّا العسل ففيه قدرة واضحة في الحثّ على نموّ العظام وبزوغ الأسنان وفي التكلّس العظمي والسنّي ، وبالتالي يزيد نموّ الطفل ويبعده عن خطر الكساح .
4 ـ يزيد خضاب الدم وعدد الكريات الحمر .
وتُشير الإحصائيات إلى ندرة إصابة النحّالين بداء السرطان بالنسبة إلى أصحاب المهن الأُخرى .
5 ـ يسرع التئام الجروح وينظّفها ؛ لأنّه يزيد محتوى الجروح من مادة الفلوتاثيون التي تُسرع عملية التعمير , الالتئام النسيجي .
6 ـ إنّه علاج جيد لتقرّحات الجلد المزمنة ، وخاصّة إذا طُبّق المزيج المؤلّف من 5/4 عسل + 5/1 فازلين .
7 ـ علاج جيّد للتقيّحات الجلدية .
8 ـ يؤدّي لشفاء سريع للجروح الواهنة .
9 ـ ضماد معقّم لعمليات تحتمل التلوّث بالجراثيم .
قال الدكتور بولمان ـ الجرّاح النسائي ـ : وعندي كلّ المعطيات الايجابيّة كي أُفكر بهذه المادّة البسيطة التي تجيب على كلّ الأسئلة حول مشاكل الجروح والقروح المتقيّحة .. فهي مادّة غير مخرّشة ، وغير سامّة ، وعقيمة بذاتها ، مضادّة للجراثيم ، مغذّية للجلد ، رخيصة ، سهلة التحضير ، سهلة الاستعمال .. وفوق كلّ ذلك فهي مادة جداً فعّالة (2) .
فسبحانه عزّ من قائل : ( فِيهِ شفاءٌ للناس ) !!
10 ـ يساعد على الهضم بفعّالية الأنزيمات التي يحويها ، ويُخفض الحموضة المعدية الزائدة ، وفعّال في معالجة استطلاق البطن ( الإسهال ) ، ويمنع حدوث الإمساك أيضاً ، كما يُفيد في معظم أمراض الكبد والصفراء ، وفي السلّ والسعال ، والتهاب القصبات ، ومعالجة الربو وذات الرئة ، والتهاب حواف الأجفان ، والقرنية ، وحروق العين ، والنزلات الشعبية في الأنف ، والتهاب اللوزات والبلعوم المزمن .
وفوق ذلك فإنّ العسل يزيد إرواء العضلة القلبية ويمدّها بالطاقة بشكل ممتاز ، وغير ذلك كثير ، يطول شرحها .
فسبحانه من عظيم ، حيث وكلّ حشرة صغيرة لإعداد هكذا مركّب عجيب كثير الخاصّية كبير الفائدة خطير الشأن .
وتمضي الأبحاث بغزارة على العسل ، والكلّ يشعر أنّه ما زال في هذا العجين الغريب ، الكثير من الأسرار {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85].
________________________
(1) مع الطبّ في القرآن الكريم : ص182 نقلاً عن كتاب ( العسل فيه شفاء للناس ) للدكتور نزار الدقر .
(2) مع الطبّ في القرآن : 191 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|