المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

احرف التمني
20-10-2014
القافية
24-03-2015
قيام المسلمين ضد الظلم
6-4-2016
نموذج خبر جاد اقتصادي
5/11/2022
أجر الحسنة ، عشرة أضعاف
3-10-2014
دفقة fluence
23-5-2019


الاختلالات السلوكية  
  
2777   01:34 مساءاً   التاريخ: 13-12-2016
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص106ـ109
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2022 2203
التاريخ: 17-10-2021 3583
التاريخ: 2023-02-14 1056
التاريخ: 20-4-2016 3051

 لقد وصف عالم النفس الشهير هاوفيلد مرحلة المراهقة في حياة الفتيات بمرحلة التحليق، ويعني بذلك أن أكثر أعضاء هذه الفئة يحلقن في عالم الخيال والمشاعر الى آفاق عالية جدا يتعرضن على أثره لمخاطر السقوط.

إن أسباب وبواعث هذه الحالة كثيرة، ومنها : أن المراهقة قابلة من الناحية النفسية للتعرض الى الانفعال والإثارة والتقلب في المزاج... إن حركة بسيطة أو صدمة نفسية خفيفة، من شأنها أن تثيرها بشدة وتخرجها عن صوابها. كما وتعتبر هذه المرحلة، بحسب رأي موريس دبس، فترة الاختلال والفوضى، في جانب النمو، يرافقها اعتلالات عديدة، منها الخمول والكسل، وتغير الأخلاق والسلوك بإيقاع متسارع(1).

ـ التناقض في السلوك :

يصرح الكثير من أولياء الأمور والمربين أن أفراد هذه الفئة أشخاص غامضون وغير مفهومين في سلوكهم وتصرفاتهم كما ويحمل المراهقون التصور نفسه تجاه الكبار، ويدعو أن الآخرين لا يدركون حاجاتهم ومتطلباتهم. ويعود السبب في ذلك في جانب منه الى ما يبدر من المراهقين من أفعال وتصرفات متناقضة أحيانا.

فتارة يبدون فرحين ونشطين وموزونين في تصرفاتهم الى درجة تسر أولياء الأمور وتدفعهم الى الإشادة برجاحة عقولهم، وفي أخرى يتحولون الى أشخاص شرورين ولجوجين، وتسوء أخلاقهم الى درجة يضيق بهم أولياء الأمور ذرعا، حتى قد يتمنى بعض أولياء الأمور، ممن لا طاقة لهم لتحملهم، أن يموتوا ليتخلص منهم الى الأبد.

ـ الجنوح الأخلاقي:

يتميز أعضاء هذه الفئة خلال مرحلة المراهقة، وخصوصا الفتيات، بميل شديد الى حياة الانطواء والانغلاق على النفس، والابتعاد عن المحيط الاجتماعي العام، ويصارعون أثناء ذلك بعض الأفكار والميول الشخصية في خلواتهم، ويؤدي ذلك بالتدريج الى تطرفهم في التعامل مع ما يحيط بهم من قضايا وأمور.

ففي الجانب الفكري، قد تنهار في أذهانهم الكثير من القيم والأعراف المقدسة ولا يعودوا يكترثون بها في حياتهم، فيندفعون الى تجاوزها وخرقها في أعمالهم وتصرفاتهم دون أدنى حساب لها، الى درجة تثير أعصاب أولياء الأمور وتضعهم في موقف الحيرة والحرج في كيفية التعامل معهم.

كما ويتصف أفراد فئة المراهقين في جانب السلوك الأخلاقي، بالتناقض والازدواجية. ففي سعيهم نحو الاستقلال بحياتهم يلاحظ أنهم يندفعون باتجاه التحلل في القضايا الجنسية تارة، ويظهرون الميل الى الورع والتقوى تارة أخرى. غير أن ميولهم في كلا الاتجاهين قلقة وغير ثابتة.

ـ الدوافع العدائية :

تجد الفتاة نفسها، خلال فترة المراهقة، في بعض الحالات، وكأنها افتقدت ما تتصف به من رقة وهدوء وصبر، حيث تصبح قلقة وحادة المزاج وتثور لأتفه الأسباب، الى درجة تندفع الى

استخدام العنف تجاه الأخوة والأخوات وتجاه الآخرين.

ومن أعراض هذه الحالة الهستيريا التي تبرز أثناء الأزمات، على شكل الهياج العصبي والصراخ والغضب الشديد ومحاولة الحاق الأذى بالنفس أو بالآخرين. ولا يخفى ما لهذه الحالة من خطورة على الشخص وعلى المحيطين به.

ـ المعارضة والعصيان :

إن فتاتكم المراهقة لا تعد اليوم تلك الفتاة المطيعة المسلّمة بأوامركم ونواهيكم بالأمس، بل أنها الآن تشعر أن لها شخصيتها وكيانها المستقل، وهي ليست مستعدة للرضوخ للقيود والشروط كالسابق، وحتى أنها تميل في بعض الحالات الى معارضة وجهات نظركم وإرشاداتكم والتمرد عليها.

تتميز الفتاة المراهقة بصفة خاصة في التعامل مع عملية التوجيه والإرشاد، فعندما تكون مسرورة وهادئة البال، تستقبل مطيعة برحابة صدر، لكنها عندما تكون غاضبة ومنزعجة من شيء ما، فإن مزاجها يتغير وتنزع نحو التمرد والعصيان. الا أن الغالب على سلوك المراهقة هو التمرد والمشاكسة.

إن الفتاة المراهقة تفسر في بعض الحالات آراء وتوجيهات الآخرين باعتبارها نوعا من الاعتداء على شخصيتها ولذا ترفضها ولا تأخذ بها، وإذا شعرت أن ما يطلب اليها فيه صيغة أمرية تتمرد عليه وتعصيه بشدة.

من المشاكل التي تواجهنا في التعامل مع أعضاء هذه الشريحة هو سذاجتهم في التعامل مع الأشياء، أي إن قراراتهم ومواقفهم من القضايا غالبا ما تكون لحظوية وغير محسوبة النتائج.

إن كل شيء لدى الفتيات في هذه المرحلة ساذج وآني، أخلاقهن، كلامهن، زينتهن، عنجهن ودلالهن، فرض أنفسهن على أنهن أثيرات ومحبوبات لدى الآخرين ...

ـ الأسباب :

إن الوضع الظاهري لها يدل على أن الفتاة تعاني من اعتلالات نفسية ناشئة عن التغييرات العضوية التي تحصل خلال فترة المراهقة، ومنها تزايد نشاط الغدد الداخلية وإفرازاتها الهرمونية في الدم، الأمر الذي يترك آثاره على الجوانب السلوكية.

وبعبارة أخرى تحصل خلال فترة المراهقة تغييرات عضوية كثيرة ومتسارعة لدى الفتاة يختل على أثرها تعادل الإفراز الهرموني من الغدد الداخلية أي يتغير على اثرها المزاج والسلوك بحسب التعبير الشائع.

_______________

1ـ البلوغ ، موريس دبس ، ص 9 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.