المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

كيف نثبت إمامة الامام الجواد عليه السلام في صغر سنّه ؟
21-12-2021
اثر الايون الشائع : العرض الأول :
29-11-2015
الانفاق في سبيل الله
2024-10-23
الفعل الجامد
12-5-2022
معنى الصورة الأدبية
27-7-2017
خطوات عمل الشريحة المجهرية للاكاروسات
19-7-2021


قيام المسلمين ضد الظلم  
  
4038   01:02 صباحاً   التاريخ: 6-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص272-277
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016 2813
التاريخ: 5-4-2016 3534
التاريخ: 5-03-2015 4660
التاريخ: 5-03-2015 3377

أخذ المسلمون يتحدثون في أنديتهم عن مظالم عثمان وعن احداثه واستبداده بشؤونهم وتبديده لثرواتهم وتنكيله بأخيار الصحابة وأعلام الدين وتلاعب مروان وبني أميّة بشؤون الدولة وغير ذلك من الاحداث الجسام وقد انتشر التذمر وعم السخط والاستياء جميع انحاء البلاد فاجتمع أهل الحل والعقد وذوو السابقة في الاسلام فكاتبوا الامصار يستنجدون بهم ويطلبون منهم العون وارسال القوات المسلحة للقيام بقلب الحكم القائم وهذا نص مذكرتهم لأهل مصر : من المهاجرين الاولين وبقية الشورى الى من بمصر من الصحابة والتابعين أما بعد : ان تعالوا إلينا وتداركوا خلافة رسول الله قبل أن يسلبها أهلها فان كتاب الله قد بدل وسنة رسوله قد غيرت واحكام الخليفتين قد بدلت فننشد الله من قرأ كتابنا من بقية اصحاب رسول الله والتابعين باحسان إلا أقبل إلينا وأخذ الحق لنا وأعطاناه فأقبلوا إلينا ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وأقيموا الحق على المنهاج الواضح الذي فارقتم عليه نبيكم وفارقكم عليه الخلفاء غلبنا على حقنا واستولى على فيئنا وحيل بيننا وبين أمرنا وكانت الخلافة بعد نبينا خلافة نبوة ورحمة وهي اليوم ملك عضوض من غلب على شيء أكله ؛ وحفلت هذه الرسالة بذكر الاحداث الخطيرة التي ابتلي بها العالم الاسلامي من جراء الحكم القائم وهي :

1 ـ تبديل كتاب الله والغاء أحكامه العادلة .

2 ـ تغيير سنة النبي (صلى الله عليه واله) واهمال ما اثر عنه في عالم الحكم والسياسة .

3 ـ الاعراض عن سيرة الشيخين .

4 ـ استئثار السلطة بالفيء وصرفه على مصالحها الخاصة .

5 ـ صرف الخلافة الاسلامية عن مفاهيمها البناءة وطاقاتها الثرة الى ملك عضوض لا يعتني بأهداف الامة ولا يرع مصالحها ؛ وقد اوجبت هذه الاحداث زعزعة الكيان الاسلامي وتهديد الحياة الاسلامية بالدمار وقد واصل الناقمون على عثمان جهادهم فبعثوا برسالة أخرى الى المرابطين في الثغور من اصحاب النبي يطلبون منهم القدوم الى يثرب لإقامة الخلافة وهذا نص رسالتهم : انكم انما خرجتم ان تجاهدوا في سبيل الله عز وجل تطلبون دين محمد (صلى الله عليه واله) فان دين محمد قد أفسده خليفتكم فأقيموه , واستجابت الامصار الاسلامية لهذا النداء فأرسلت وفودها الى يثرب للاطلاع على الاوضاع الراهنة ودراسة الموقف وما يحتاجه من علاج والوفود التي أقبلت هي :

أ ـ الوفد المصري : أرسلت مصر وفدا عدده اربع مائة شخص وقيل اكثر من ذلك بقيادة محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن عديس البلوي .

ب ـ الوفد الكوفي : أرسلت الكوفة وفدها بقيادة الزعيم مالك الاشتر وزيد بن صوحان العبدي وزياد بن النضر الحارثي وعبد الله بن الاصم العامري وعلى الجميع عمرو بن الأهثم .

ج ـ الوفد البصري : نزح من البصرة حكيم بن جبلة في مائة رجل ولحقه بعد ذلك خمسون وفيهم ذريح بن عباد العبدي وبشر بن شريح القيسي وابن المحرش وغيرهم من الاعيان والوجوه .

ورحبت الصحابة بالوفود واستقبلتها بمزيد من الابتهاج والشكر وأخذت تذكر لها احداث عثمان التي لا تتفق بظاهرها وواقعها مع الدين وحرضوها على الايقاع به والاجهاز عليه لتستريح الامة من حكمه ؛ ورأى الوفد المصري قبل كل شيء أن يرفع مذكرة الى عثمان يدعوه فيها الى التوبة والاستقامة في سياسته فكتبوا ذلك وهذا نصه : أما بعد فاعلم ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فالله الله ثم الله الله فانك على دنيا فاستتم معها آخرة ولا تنسى نصيبك من الآخرة فلا تسوغ لك الدنيا واعلم انا لله ولله نغضب وفي الله نرضى وإنا لن نضع سيوفنا عن عواتقنا حتى تأتينا منك توبة مصرحة أو ضلالة مجلحة مبلجة فهذه مقالتنا لك وقضيتنا إليك والله عذيرنا منك والسلام ؛ واضطرب عثمان من الامر وقرأ الرسالة بإمعان وأحاط الثوار به فبادر إليه المغيرة وطلب منه الاذن بالكلام معهم فاذن له وانطلق إليهم فلما رأوه صاحوا به : يا أعور وراءك! يا فاجر وراءك! يا فاسق وراءك! فرجع خائبا ودعا عثمان عمرو بن العاص وطلب منه ان يكلم القوم فمضى إليهم وسلم فما ردوا (عليه السلام) وقالوا له : ارجع يا عدو الله! ارجع يا ابن النابغة! فلست عندنا بأمين ولا مأمون , وعلم عثمان ان لا ملجأ له إلا الامام أمير المؤمنين فاستغاث به وطلب منه ان يدعو القوم الى كتاب الله وسنة نبيه فأجابه الامام الى ذلك ولكن شرط عليه ان يعطيه عهد الله وميثاقه على الوفاء بما قال فأعطاه ذلك ومضى الامام الى القوم فلما رأوه قالوا له : وراءك!

قال : لا , بل امامي تعطون كتاب الله وتعتبون من كل ما سخطتم وعرض عليهم ما بذله عثمان لهم , فقالوا : أتضمن ذلك عنه؟

فقال (عليه السلام) : نعم .

قالوا : رضينا ؛ وأقبل وجوههم وأشرافهم مع أمير المؤمنين حتى دخلوا على عثمان فعاتبوه على اعماله فاعتتبهم من كل شيء وطلبوا منه أن يكتب لهم كتابا يلتزم فيه على نفسه بالعمل على كتاب الله وسنة نبيه وتوفير الفيء للمسلمين فأجابهم الى ذلك وكتب لهم ما نصه : هذا كتاب من عبد الله عثمان أمير المؤمنين لمن نقم عليه من المؤمنين والمسلمين أن لكم أن اعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه يعطى المحروم ويؤمن الخائف ويرد المنفي ولا تجمر فى البعوث ويوفر الفيء وعلي ابن أبي طالب ضمين للمؤمنين والمسلمين على عثمان الوفاء بما في هذا الكتاب , وشهد فيه كل من الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد ابن مالك أبي وقاص وعبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وسهل بن حنيف وأبو ايوب خالد بن زيد وكتب ذلك في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين من الهجرة وأخذ القوم الكتاب وانصرفوا وطلب منه الامام أمير المؤمنين ان يخرج الى الناس ويعلن لهم أنه قد استجاب لهم ونفذ طلباتهم ففعل عثمان ذلك واعطى الناس عهدا ان يسير فيهم على كتاب الله وسنة نبيه وأن يوفر لهم الفيء ولا يؤثر به أحدا من أرحامه وذوي قرباه ورجع المصريون الى بلادهم ودخل مروان على عثمان فقال له : تكلم واعلم الناس ان اهل مصر قد رجعوا وان ما بلغهم عن امامهم كان باطلا فان خطبتك تسير في البلاد قبل ان يتحلب الناس عليك من امصارهم فيأتيك من لا تستطيع دفعه , لقد دعاه ان يعلن الكذب ويقول غير الحق فامتنع من اجابته اولا ولكنه انصاع أخيرا لقوله فخرج واعتلى أعواد المنبر وقال :  أما بعد : إن هؤلاء القوم من أهل مصر كان بلغهم عن امامهم أمر فلما تيقنوا أنه باطل ما بلغهم رجعوا الى بلادهم , واندفع المسلمون الى الانكار عليه فناداه عمرو بن العاص : اتّق الله يا عثمان فانك قد ركبت نهابير وركبناها معك فتب الى الله نتب معك  ؛ فزجره عثمان وصاح به : وإنك هناك يا ابن النابغة؟ قملت والله جبتك منذ تركتك من العمل؟

وارتفعت من جميع جنبات المسجد أصوات الانكار وهي ذات لهجة واحدة : اتق الله يا عثمان اتق الله ؛ فانهارت قواه ولم يجد بدا من أن يعلن التوبة على هذا الإفك ونزل عن المنبر ومضى الى منزله , وهذه البادرة تدل على ضعفه وهزال ارادته وتلاعب مروان فى شؤونه وسيطرته على جميع اموره وأنه لا قدرة له على مخالفته والتغلب عليه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.