المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



القافية  
  
2262   02:17 صباحاً   التاريخ: 24-03-2015
المؤلف : الأخفش الأوسط
الكتاب أو المصدر : القوافي
الجزء والصفحة : ص1-2
القسم : الأدب الــعربــي / العروض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015 3271
التاريخ: 24-03-2015 3771
التاريخ: 25-03-2015 3917
التاريخ: 24-03-2015 1551

اعلمْ أن القافية آخر كلمة في البيت. وإنما قيل لها قافيةٌ لأنها تقفو الكلام. وفي قولهم قافية دليل على أنّها ليست بالحرف، لأن القافية مؤنثةٌ، والحرف مذكر، وإن كانوا قد يؤنثّون المذكّر. ولكن هذا قد سمع من العرب. وليست تؤخذ الأسماء بالقياس. ألا ترى أنَّ رجلاً وحائطاً وأشباه ذلك لا تؤخذ بالقياس، وإنما ننظر ما سمّته العرب فنتّبعه.

والعرب لا تعرف الحروف. أخبرني من أثق به أنّهم قالوا لعربي فصيح: أنشدنا قصيدةً على الدال وغيرها من الحروف، فإذا هم لا يعرفون الحروف.

وأنشد أحدهم:

لا يشتكين ألماً ما أنقين

ما دام مخّ في سلامي أوعينْ

فقلت: أين القافية؟ فقال: أنقين. وقالوا لأبي حية: ابن لنا قصيدة على القاف. فقال:

كفى بالنأي من أسماء كاف ... وليس لحبِّها إذ طال شافِ

ولم يعرف القاف.

وقد يجعل بعضهم القافية كلمتين. سألت أعرابياً، وأنشد:

بناتُ وطِّاءِ على خدِّ اللّيلْ

لأمِّ من لم يتَّخذهنَّ الويلْ

فقلت: أين القافية؟ فقال: خدّ الليل، لأنَّه إنما يريد الكلام الذي هو آخر البيت، لا يبالي قلَّ أو كثر، بعد أن يكون آخر الكلام.

وقد جعل بعض العرب البيت قافية. قال حسّان:

فنحكم بالقوافي من هجانا ... ونضربُ حينَ تختلط الدماءُ

وبعض العرب يجعل القوافي القصائد. وسمعت عربياً يقول: عنده قوافٍ كثيرةٌ، فقلت: وما القوافي؟ فقال: القصائد وسألت آخر فصيحاً. فقال: القافية القصيدة. ثم أنشد:

وقافية مثلِ حدِّ السِّنا ... نِ تبقى ويهلكُ من قالَها

يعني القصيدة. وأخبرني من أثق به أنه سمع هذا البيت:

نبّئتُ قافيةً قيلتْ تناشدها ... قومٌ سأتركُ في أعراضهم ندبا

ومن زعم أنَّ حرفَ الرَّويِّ هو القافيةُ، لأنه لازمٌ له، قلتَ له: إنَّ الأسماء لا تؤخذ بالقياس، إنما ننظرُ ما تسمّي العرب فنسمّي به. ونقول له: صحّة البيت لازمة، فهلاَّ تجعلها قافية. وتأليفه لازم له وبناؤه، فهلاَّ تجعل كلَّ واحدٍ من ذا قافية؟ ومن زعم أنَّ النصف الآخر كلَّه قافيةٌ قلت له: فما باله إذا بني البيت كلُّه إلا الكلمة التي هي آخره قيل: بقيت القافية. ولو قال لك شاعرٌ: اجمع لي قوافي، لم تجمع له أنصافاً، وإنما تجمع له كلمات، نحو: غلام وسلام.

ولو كانت القوافي هي الحروف كان قولُ الشاعر:

يا دارَ سلمَى، يا اسلَمي ثم اسلّمي

مع قوله:

فخندفُ هامةُ هذا العالمِ

غيرَ معيب، لأن القافيتين متفقتان إذ كانتا ميمين، ولجاز قال مع قيل، لأنك تقول: إذا اتفقت القوافي صحّ البناء وإذا تتّفق فسد. فإن كانت الحروف هي القوافي، فقد اتفقت في قال وقيل، لأنهما لامان. وإذا سمعت العرب مثل هذا قالوا: اختلفت القوافي. فقولهم: اختلفت القوافي، يدلُّ على أنهم لا يعنون الحروف. وجميع من ينظر في الشعر إذا سمع مثل هذا قال: اختلفت القوافي. فقولهم: اختلفت القوافي، يدلّ على أنهم لا يعنون الحروف.

والقافية عند الخليل ما بين آخر حرف من البيت إلى أول ساكن يليه مع المتحرّك الذي قبلَ الساكن. وقد جاء بيت من قول العرب:

وقافية بين الثنيّة والضّرس

زعموا أنّه يعني به الضاد. ولا أراه عناها، ولكنه أراد شدّة البيت وقال بعضهم: أراد السين. وأكثر الحروف تكون بين الثّنيّة والضرس. وإنما يجاوز الثنية من الحروف أقلهّا. وقد يجوز أن تجعل السين هي القافية في مجاز الكلام، لأنه آخر الحروف. ويجوز في هذا القياس أن تكونَ الياءُ التي للوصل، وجميع حروف الوصل، إذا لم يكن بعدهنَّ شيءٌ قافيةً. وجميع حروف الخروج كلُّ واحد منها قافية على المجاز، لأنه آخر الحروف.

إلى ذا رأيت العربَ يقصدون. وعلى ذا فسّر الخليل من غير أن يكون سمّى. ولكن ذكر اختلاف القوافي، فقال: يكون في القوافي التأسيس والرّدف وأشباه ذلك. فلو كانت عنده الحروف لم يكن يقول هذا، لأنَّ الحرفَ الواحد لا يكون فيه أشياء من نحو التأسيس والرّدف.

وقد وضع الخليل أسماء من الأفعال للقوافي. منها فيعل وفاعل وفال وفيل. فجعل كلِّ واحد من ذا قافية.

وعدة القوافي ثلاثون قافية، يجمعها خمسة أسماء: متكاوس، متراكبٌ، متداركٌ، متواترٌ، مترادفٌ.

فللمتكاوس منها واحدةٌ. وهي كلٌّ قافيةٍ تولت فيها أربع متحرّكات بين ساكنين، وذلك فعلتن، أربعة أحرفٍ متحركة بين نونها ونون الجزء الذي قبلها.

وللمتراكب أربعٌ. وذلك كلّ قافيةٍ توالت فيها ثلاثة أحرف متحركة بين ساكنين، وهي مفاعلتن مفتعلن فعلن، لأن في فعلن نوناً ساكنة، وآخر الجزء الذي قبله نونٌ ساكنةٌ، وفعل إذا كان يعتمد على حرفٍ متحرك نحو: فعول فعل، اللام الآخرة ساكنةٌ، واللام في فعول متحركةٌ.

وللمتدارك ستّ قواف. وذلك كلّ قافية توالي فيها حرفان متحركان بين ساكنين، وهي متفاعلن مستفعلن مفاعلن فاعلن، وفعل، إذا اعتمد على حرف ساكن، نحو فعولن فعل، اللام من فعل ساكنةٌ، والنونُ من فعلون ساكنةٌ، وإذا اعتمد على حرف متحرك، نحو فعول فل، اللام من فل ساكنة والواو من فعول ساكنةٌ.

وكان الخليلُ لا يجيز سقوط نون فعولن بعدها فل. ويقول: لأنَّ الحذف قد أخل به، فلا يحتمل ما قبله الزّحاف. ولا أراه إلا محتملاً، لأنه لم يكن معاقباً له.

وقد ذكر الخليل في الجملة ثلاثين قافية. ولم يذكر في التفسير إلا تسعاً وعشرين. فلا أدري أيّهما كان منه الغلط. إلا أنهم قد رووا هذا هكذا وقد ذكروا ما أخبرتك به.

وللمتواتر سبع. وذلك كل قافية فيها حرف متحرك بين حرفين ساكنين، وهي مفاعيلن فاعلاتن فعلاتن مفعولن وفعولن، فعلن، وفل إذا اعتمد على حرف ساكن، نحو فعولن فل.

وللمترادف اثنتا عشرة. وذلك كل قافية اجتمع في آخرها ساكنان، وهي متفاعلان مستفعلان مفتعلان مفاعلان فعلتان فاعليان فعليان مفعولان فاعلان فعلان مفاعيل فعول.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.