أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2016
644
التاريخ: 15-11-2016
662
التاريخ: 15-11-2016
729
التاريخ: 15-11-2016
1719
|
[نص الشبهة]
إن يزيدا لم يأمر بقتل الحسين عليه السلام ، والذين قتلوه أشخاص موظفون عند يزيد من دون علمه .
الجواب :
أولا : اتفق المحدثون والمؤرخون على أن يزيد بن معاوية أرسل إلى عامله على المدينة أن يأخذ له البيعة جبرا من الحسين عليه السلام فإن أبى فليقتله ! ثم لما تخلص الإمام الحسين عليه السلام من حاكم المدينة ، وذهب إلى مكة ، أرسل إليه يزيد من يغتاله ولو عند الكعبة ! وعندما توجه الحسين عليه السلام إلى العراق بعث يزيد زيادا بن أبيه واليا على العراق ، وأمره أن يرسل جيشا إلى الحسين ، ولا يقبل منه إلا بأن يبايع يزيد أو ينزل على حكمه فيه ! وأمره إن أبى أن يقتله ويوطئ الخيل صدره وظهره ، ويبعث اليه برأسه ! وفي هذه المدة التي امتدت أكثر من خمسة أشهر ، من نصف رجب حيث هلك معاوية إلى العاشر من شهر محرم ، كانت المراسلات بين يزيد وعماله في الحجاز والعراق متواصلة في قضية الحسين عليه السلام فالذي يدعي أن ابن زياد تصرف من نفسه بدون أمر يزيد ، فهو جاهل أو مكابر !
ثانيا : العجب كل العجب من هؤلاء الذين يحبون يزيد بن معاوية ، ويسلكون طريق المكابرة الوعر لتبرئته من دم الحسين عليه السلام ! ! فماذا أعجبهم في يزيد الذي شهد في حقه الثقاة أنه كان فاسقا سكيرا يلعب بالكلاب والقرود ، ويترك الصلاة ، وينكح المحرمات ! أما يرون أنه يكفي لمن شكك في مسؤولية يزيد عن قتل الحسين عليه السلام أن يرجع إلى مصادر الحديث والتاريخ مثل تاريخ الإسلام للذهبي ، وتاريخ ابن كثير ، وهما حنبليان محبان لابن تيمية ، وغيرهما كالطبري وابن الأثير وابن خلدون ، وابن عساكر .
بل إلى مجاميعهم الحديثية التي روت مخزيات يزيد ! لكن أصل بلاء هذه الحفنة المشككة من ابن تيمية الذي بلغ من تعصبه ونصبه ، أنه حاول تبرئة يزيد ، وأغمض عينيه عن الأحاديث ومصادر التاريخ ، وعن آراء علماء المذاهب وأئمتهم ! ( قال في كتابه رأس الحسين 207 : ( إن يزيد لم يظهر الرضا بقتله وإنه أظهر الألم لقتله ، والله أعلم بسريرته ! وقد علم ( ! ) أنه لم يأمر بقتله ابتداء ، ولكنه مع ذلك ما انتقم من قاتليه ، ولا عاقبهم على ما فعلوه إذ كانوا قتلوه لحفظ ملكه ! ولا قام بالواجب في الحسين وأهل بيته ، ولم يظهر له من العدل وحسن السيرة ما يوجب حمل أمره على أحسن المحامل ، ولا نقل أحد أنه كان على أسوأ الطرائق التي توجب الحد ! ولكن ظهر من أمره في أهل الحرة ، ما لا نستريب أنه عدوان محرم ) ! انتهى .
ومعنى كلامه الأخير أنه يستريب ويشك في أن قتل الحسين عليه السلام عدوان محرم ! كما حاول أن يبرئ يزيد باللف والدوران وزعم أنه يعلم أنه لم يأمر بقتل الحسين ابتداء ! ! أي أمر بقتله إن لم يبايع ! ! لكن ابن تيمية بسبب نصبه وسوء توفيقه حكم بجواز لعن يزيد لإحداثه في المدينة وقتله الصحابة غير الحسين عليه السلام ! قال في كتابه رأس الحسين ص 205 : ( ويزيد بن معاوية قد أتى أمورا منكرة منها وقعة الحرة ، وقد جاء في الصحيح عن علي رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه واله ) قال : المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا . من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا . وقال : من أراد أهل المدينة بسوء أماعه الله كما ينماع الملح في الماء . ولهذا قيل للإمام أحمد : أتكتب الحديث عن يزيد ؟ فقال : لا ، ولا كرامة ، أو ليس هو الذي فعل بأهل الحرة ما فعل ؟ ! وقيل له : إن قوما يقولون إنا نحب يزيد ! فقال : وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ ! فقيل : فلماذا لا تلعنه ؟ فقال : ومتى رأيت أباك يلعن أحدا ) . انتهى .
ثالثا : لا قيمة لمحاولة ابن تيمية تبرئة يزيد ، بعد أن حكم كبار علماء المذاهب بأن يزيدا هو الذي قتل الحسين عليه السلام وتبرؤوا من يزيد وأفتوا بجواز لعنه ، وبعضهم أفتى بكفره !
وهذه بعض أقوالهم : ألف ابن الجوزي وهو من كبار علماء الحنابلة كتابا خاصا في وجوب لعن يزيد والبراءة منه ، سماه ( الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد ) وقد أثبت فيه أن يزيدا هو الذي قتل الحسين عليه السلام وبين فيه فتوى إمام المذهب أحمد بن حنبل وغيره بلعن يزيد .
وقال القندوزي في ينابيع المودة : 3 / 33 : ( فإن ابن الجوزي في كتابه المسمى بالرد على المتعصب العنيد المانع من لعن يزيد : سألني سائل عن يزيد بن معاوية . فقلت له : يكفيه ما به . فقال : أيجوز لعنه ؟ قلت : قد أجازه العلماء الورعون ، منهم أحمد بن حنبل ، فإنه ذكر في حق يزيد ما يزيد على اللعنة .
ثم روى ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى أنه روى كتابه المعتمد في الأصول بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل رحمهما الله قال : قلت لأبي : إن قوما ينسبوننا إلى تولي يزيد ! فقال : يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ، ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه ؟ ! فقلت : في أي آية ؟ قال : في قوله تعالى : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) ( محمد : 22 ) فهل يكون فساد أعظم من القتل ؟ ! قال ابن الجوزي : وصنف القاضي أبو يعلى كتابا ذكر فيه بيان من يستحق اللعن وذكر منهم يزيد ، ثم ذكر حديث : ( من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .
( وفي الكنى والألقاب للقمي : 1 / 92 : ( قال السبط ابن الجوزي : ولما لعنه جدي أبو الفرج على المنبر ببغداد بحضرة الإمام الناصر وأكابر العلماء ، قام جماعة من الجفاة من مجلسه فذهبوا ، فقال جدي : ( ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود ) (هود:95 ) .
وحكى لي بعض أشياخنا عن ذلك اليوم أن جماعة سألوا جدي عن يزيد فقال : ما تقولون في رجل ولي ثلاث سنين ، في السنة الأولى قتل الحسين بن علي ، وفي الثانية أخاف المدينة وأباحها ، وفي الثالثة رمى الكعبة بالمجانيق وهدمها ؟ ! فقالوا نلعن ! فقال فالعنوه ! وقال جدي في كتاب الرد على المتعصب العنيد : وقد جاء في الحديث لعن من فعل مالا يقارب عشر معشار فعل يزيد ، ثم ذكر لعن الواشمات والمتوشمات والمصورين وآكل الربا وموكله ولعنت الخمرة على عشرة وجوه . انتهى .
( وروى الهيثمي في مجمع الزوائد : 9 / 193 ، ووثق رواته ، قال : ( وعن الضحاك بن عثمان قال خرج الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطا لولاية يزيد بن معاوية ، فكتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد وهو واليه على العراق : إنه قد بلغني أن حسينا قد سار إلى الكوفة ، وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلاد ، وابتليت به من بين العمال ، وعندها تعتق أو تعود عبدا كما تعتبد العبيد ، فقتله عبيد الله بن زياد وبعث برأسه إليه فلما وضع بين يديه تمثل بقول الحصين بن حمام المري : نفلق هاما من رجال أحبة . . . الينا وهم كانوا أعق وأظلما
( ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 3 / 115 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق : 14 / 214 : 65 / 396 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء : 3 / 305 ، وابن كثير في النهاية : 8 / 178 ، وغيرهم ) .
( وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : 4 / 37 ، في ترجمة يزيد : ( كان قويا شجاعا ، ذا رأي وحزم وفطنة ، وفصاحة وله شعر جيد . وكان ناصبيا ، فظا ، غليظا ، جلفا ، يتناول المسكر ، ويفعل المنكر . افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرة ، فمقته الناس . ولم يبارك في عمره . وخرج عليه غير واحد بعد الحسين . كأهل المدينة قاموا لله ، وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري ، ونافع بن الأزرق ، وطواف بن معلى السدوسي وابن الزبير بمكة ) . انتهى .
( وقال الآلوسي في تفسيره : 26 / 73 في تفسير قوله تعالى : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. ( من يقول إن يزيد لم يعص بذلك ، ولا يجوز لعنه فينبغي أن ينظم في سلسلة أنصار يزيد . وأنا أقول إن الخبيث لم يكن مصدقا بالرسالة للنبي ( صلى الله عليه واله ) وإن مجموع ما فعله مع أهل حرم الله وأهل حرم نبيه ( صلى الله عليه واله ) وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات ، وما صدر منه من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر . ولا أظن أن أمره كان خافيا على أجلة المسلمين إذ ذاك ، ولكن كانوا مغلوبين مقهورين ولم يسعهم إلا الصبر . . . إلى أن يقول : وأنا أذهب إلى جواز لعن مثله على اليقين ، ولو لم يتصور أن يكون له مثل .
ثم قال : نقل البرزنجي في الإشاعة ، والهيثمي في الصواعق أن الإمام أحمد لما سأله ابنه عبد الله عن لعن يزيد قال : كيف لا يلعن من لعنه الله في كتابه ؟ ! فقال عبد الله : قرأت كتاب الله عز وجل فلم أجد فيه لعن يزيد ، فقال الإمام : إن الله يقول : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله . وأي فساد وقطيعة أشد مما فعله يزيد . ثم ذكر جزم وتصريح جماعة من العلماء بكفره ولعنه ، منهم القاضي أبو يعلى ، والحافظ ابن الجوزي .
ثم نقل قول التفتازاني : لا نتوقف في شأنه لعنة الله عليه وعلى أعوانه وأنصاره .
ثم نقل من تأريخ ابن الوردي والوافي بالوفيات لابن خلكان قول يزيد عند ورود نساء الحسين وأطفاله والرؤوس على الرماح وقد أشرف على ثنية جيرون ونعب
الغراب : لما بدت تلك الحمول وأشرقت * تلك الشموس على ربى جيرون
نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل * فلقد قضيت من النبي ديوني
وعلق بقوله : يعني أنه قتله بمن قتل رسول الله يوم بدر ، كجده عتبة وخاله ولد عتبة وغيرهما ، وهذا كفر صريح . . . الخ .). انتهى .
( وقال الشوكاني في نيل الأوطار : 7 / 147 : ( لقد أفرط بعض أهل العلم فحكموا بأن الحسين رضي الله عنه باغ على الخمير السكير الهاتك لحرمة الشريعة المطهرة ، يزيد بن معاوية لعنهم الله ! فيا للعجب من مقالات تقشعر منها الجلود ، ويتصدع من سماعها كل جلمود ! ) .
( وقال الجاحظ في الرسالة الحادية عشر في بني أمية من رسائله ص 398 : ( المنكرات التي اقترفها يزيد من قتل الحسين وحمله بنات رسول الله ( صلى الله عليه واله ) سبايا ، وقرعه ثنايا الحصين بالعود ، وإخافته أهل المدينة ، وهدم الكعبة ، تدل على القسوة والغلظة ، والنصب ، وسوء الرأي ، والحقد والبغضاء والنفاق والخروج عن الايمان ، فالفاسق ملعون ، ومن نهى عن شتم الملعون فملعون ) .
( وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب : 1 / 68 : ( قال التفتازاني في شرح العقائد النسفية : اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين ، أو أمر به ، أو أجازه ، أو رضي به ، والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت رسول الله مما تواتر معناه وإن كان تفصيله آحادا ، فنحن لا نتوقف في شأنه ، بل في كفره وإيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه ).
( وقال الشبراوي في كتابه الإتحاف بحب الأشراف ص 62 ، بعد أن ذكر أعمال يزيد : ( ولا يشك عاقل أن يزيد بن معاوية هو القاتل للحسين ، لأنه هو الذي ندب عبيد الله بن زياد لقتل الحسين ) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|