أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
979
التاريخ: 13-11-2016
864
التاريخ: 2023-12-16
1113
التاريخ: 13-11-2016
946
|
العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام عائدا ما تعود السنة او الشهر او الاسبوع يجتمع الناس فيه من وحي العادات او العبادات . وقد يختص العيد بمكان بعينه او يكون مطلقا (1).
ولسكان بلاد الشام اعياد مختلفة كل حسب عاداته وتقاليده فلم تصل الينا معلومات عن العيد عند الانباط لقلة المصادر والمراجع التي تناولت هذا الموضوع لذلك سوف نتناول العيد عند التدمريون .
العيد عند التدمريين :-
لقد كان للتدمريون اعياد ومناسبات يحتفلون بها ويعدون العدة لها (2) ومن هذه الاعياد العيد السنوي في تدمر في يوم السادس من نيسان ، وهو يوم له جلالة وقدسية على ما يظهر عند التدمريون حيث انه في يوم 6 نيسان تم تأسيس وبناء (معبد بعل) الذي يعد من اكبر معابد المدينة وبيت اربابها (3) ، ويسمى هذا العيد باليونانية بـ (اليوم الطيب) .
ولقد زودتنا المنحوتات بوصف للاحتفال الديني بهذا العيد في (معبد بعل) نفسه وان كان بل رباً رافدي الاصل الا ان اكثر المتحمسين له وبناة بيته في طوره القديم والجديد هم من القبائل العربية ثم ان الطقوس الاساسية التي كانت مكرسة له كالطواف والموكب هي عربية خالصة وكانت شائعة في عهد الوثنية(4).
ولنتصور هذا المعبد بحرمه المركزي الشاهق وبأعمدته المذهبة التيجان وصحنه الرحيب ، وبأبوابه المذهبة وكؤوسه وصوانيه ومباخره الذهبية وقد وافته القبائل من كل حدب وصوب (5) ، ودخل تحت اروقته الواسعة وفي صحنه عشرات الالوف من المتعبدين شيبا وشبابا ونساء واطفالا وقد ارتدوا جميعا افخر ما لديهم من الثياب وتطيب الرجال (6) وشذبوا من لحاهم ، وتزينت النساء وقد تجمع باعة التحف والطيوب والزهور والمأكل الشعبية (7) يتقدمهم مئات الكهنة (القمر او الافلاك) (8) على رأسهم الكاهن الكبير لمعبد بل اكبر شخصية دينية في المدينة وهم حليقوا الرؤوس واللحي يرتدون الملابس البيضاء منها المطرزة بالعقيق والزمرد (9) وفوقها معاطف مثبتة الى الكتف الايمن وفوق اكتاف المعاطف تطريز بالعقيق، وهذه المعاطف مرصعة بالأحجار الكريمة ، وهم يعتمرون بقلانس اسطوانية عليها اكاليل بسيطة او مزهرة وبأيديهم البخور واباريق الزيت المعطر والنخيل.. وها هم الكهنة الكبار المولجون بقدس الاقداس وها هم المرتلون والعازفون والمصفقون والعرافون والخدم ثم نرى زعماء البيوت التدمرية ورجال الدولة وكبار الزوار وممثل روما (10) .
واذا ما نظرنا الى الجهة الغربية نرى النذور من المواشي (11) تدخل على المنحدر ويتجمع الناس للنظر اليها وهي تتدافع لتصل الى المذبح الكبير الذي ستطل الدماء فيه وتسيل قنوات ، ورائحة البخور والاس (12) والارز والطيوب المتصاعدة من المباخر والمذابح تملأ جو نيسان الدافئ ، والاشربة المحلاة بالعسل تراق باسم رب الارباب وأواني الطقوس (13) وآلاتها تغسل في الحوض المقدس(14).
اما عن سير الطقوس وترتيبها فهناك طقس اساسي (15) معروف في العيد وهو الطواف الذي يثير حماس الجمهور وهو يتضمن انزال صنم الرب من محراب في يمين الهيكل المركزي وحمله على سرير (16) مذهب والنزول به على منحدر الى الباحة ، والمرجح انه كان يحُمل بعد ذلك على جمل كريم ويطاف به حول الهيكل ووراءه نساء محجبات وكهنة .
ولقد عثر على مشهد لهذا الطواف منقوش على جسر حجري كبير كان في سقف رواق المعبد (17) وهذا المشهد يمثل جملا عليه قبة حمراء يقوده سادن او كاهن وامامه وخلفه رجال رافعو الايدي (18) . وان هذا المشهد مطابق لما نعرفه عن الطقوس الدينية للعرب قبل الاسلام .
اما عن الوليمة (19) التي كانت تعد في هذا العيد فان الأضحيات التي كانت تذبح فيها ، كانت تذبح بأيدي كهنة مغتسلين متطهرين يحملون سكاكين خاصة ويتبعون اجراءات دقيقة ، ثم تجهز بعد ذلك وليمة مقدسة في غرفة المائدة لا يدخلها الا الكهنة الكبار وعلية القوم ويكون الدخول لهذه الوليمة ببطاقات صغيرة من الفخار (20).
__________
(1) ابن فارس ، ابو الحسن احمد بن زكريا ، معجم مقاييس اللغة ، ج4 ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، القاهرة – 1966 ، ص120 ؛ ابن سيده ، المخصص ، مج2 ، ص232 ، مج13 ، ص102 ؛ ابن منظور ، لسان العرب ، مج3 ، ص318 ؛ الفيروز ابادي ، القاموس المحيط ، مج1 ، ص319 ؛ الزبيدي ، تاح العروس ، مج2 ، ص438 ؛ علي ، المفصل ، ج5 ، ص101 .
(2) علي، تاريخ العرب، ج4، ص677؛ الحاج، حضارة العرب، ص153,
(3) عاقل، تاريخ العرب، ص150؛ مظهر، قصة الديانات، ص24.
(4) مظهر ، المرجع نفسه ، ص25 ؛ البني ، تدمر والتدمريون ، ص199 ؛ عاقل ، المرجع نفسه ، ص150 .
(5) البني، المرجع نفسه، ص199؛ Malcolm, A. R., Colledge the Arts of Palmyre, London, 1976, P. 42. .
(6) علي، المفصل، ج5، ص36.
(7) خان ، الاساطير العربية ، ص127 ؛ علي ، تاريخ العرب ، ج5 ، ص196 .
(8) خان، المرجع نفسه، ص127؛ الدبس، الموجز في تاريخ سورية، ص229.
(9) علي ، تاريخ العرب ، ج5 ، ص200 .
(10) البني ، المرجع السابق ، ص200 ؛ سيريغ ، تدمر والشرق ، مج2 ، ص63 .
(11) القلقشندي ، صبح الاعشى ، ج4 ، ص91 .
(12) القلقشندي ، المصدر نفسه ، ج4 ، ص92 .
(13) البني، المرجع نفسه، ص201.
(14) علي، المفصل، ج5، ص66.
(15) عاقل ، المرجع السابق ، ص151 ؛ سريغ ، المرجع نفسه ، مج2 ، ص63 .
(16) الزبيدي ، تاج العروس ، مج3 ، ص264 .
(17) البني ، المرجع نفسه ، ص201 ؛ سيريغ ، المرجع نفسه ، مج2 ، ص66 .
(18) عاقل ، تاريخ العرب ، ص152 ؛ الجارم ، اديان العرب ، ج1 ، ص22 .
(19) الالوسي ، بلوغ الارب ، ج1 ، ص386 ؛ علي ، المفصل ، ج5 ، ص70 .
(20) الملاح، الوسيط، ص190؛ زهدي، الفن السوري، ص93.
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
مؤسسة بيت الحكمة: ندوة دار الرسول الأعظم ناقشت أفكار المستشرقين عن السيرة النبوية
|
|
|