أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016
775
التاريخ: 2023-08-12
684
التاريخ: 23-9-2016
803
التاريخ: 23-9-2016
911
|
ينبغي للحاج عند توجهه إلى الحج و خروجه من بلده أن يرد المظالم ، و يتوب الى اللّه توبة خالصة ، و يقطع علاقة قلبه عن الالتفات إلى ما ورائه ليكون متوجّها إلى اللّه بوجه قلبه ، و يقدّر أنه لا يعود ، و ليكتب وصيّة لأهله و لا ولاده ، و يتهيأ لسفر الاخرة فان ذلك بين يديه على قرب ، و أن يتأدّب بآداب السفر كلها كما هي مذكورة في موضعها و لا سيّما توسّع الزاد و تطيبه , و طيب الكلام ، و لينه ، و خفض الجناح ما استطاع.
فورد : بر الحجّ طيب الكلام و إطعام الطعام ، و ليس للحجّ المبرور جزاء إلا الجنة ، و عدم الاهتمام بالانفاق و بما اصيب في المال فدرهم منه يعدل سبعمأة في سبيل اللّه ، و أن يكون قلبه مطمئنا منصرفا الى ذكر اللّه و تعظيم شعائره محضرا عند كل حركة و سكون ، متذكرا به أمرا اخرويا يناسبه و يكون أشعث أغبر غير متزيّن ، و يمشي إن قدر خصوصا بين المشاعر.
فورد «ما عبد اللّه بشيء أفضل من المشي» ، لا لتقليل النفقة مع اليسار ، فانّ الركوب حينئذ أفضل كما ورد ، سيّما لمن ضعف بالمشي و ساء خلقه و قصر في العمل.
فورد : تركبون أحب إلي فان ذلك أقوى على الدّعاء و العبادة ، «و كان الحسن بن علي (عليه السلام) يمشي و يساق معه المحامل و الرجال»(1) ، و إذا حضرت الراحلة فليشكر اللّه بقلبه على تسخيره له الدواب لتتحمل عنه الأذى و تتخفف عنه المشقة(2).
فاذا دخل البادية متوجها إلى الميقات و مشاهدا لتلك العقبات فليتذكر فيها ما بين الخروج من الدنيا بالموت إلى ميقات يوم القيامة و ما بينهما من الأهوال و المطالبات.
و ليتذكر من هول قطاع الطريق هول سؤال منكر و نكير ، و من سباع البوادي عقارب القبر و ديدانه و ما فيه من الأفاعي و الحيات ، و من انفراده عن أهله و أقاربه وحشة القبر و كربته و وجدته ، و ليكن في هذه المخاوف في أعماله و أقواله متزوّدا لمخاوف القبر.
وليتذكر عند ليس ثوبي الاحرام لبس الكفن ولفّه فيه و أنه سيلقى اللّه ملفوفا في ثياب الكفن لا محالة فانه كما لا يلقى بيت اللّه إلا مخالفا عادته في الزيّ و الهيئة فلا يلقى اللّه بعد الموت إلا في زيّ مخالف لزيّ الدنيا ، و هذا الثوب قريب من ذلك الثوب إذ ليس فيه مخيط كما لا يخاط الكفن.
وأما الاحرام و التلبية بالميقات ، فليعلم أنه إجابة نداء اللّه(3) , فليرج أن يكون مقبولا و ليخش أن يقال له لا لبّيك و لا سعديك ، و ليكن بين الرجاء و الخوف ، مترددا و من حوله و قوته متبرئا و على فضل اللّه و كرمه متكلا ، فان وقت التلبية هو بداية الأمر و هو محل الخطر.
وقد ورد إن السجاد (عليه السلام) «لما أحرم و استوت به راحلته اصفر لونه و انتقض و وقع عليه الرعدة و لم يستطع أن يلبي فقيل له لم لا تلبي؟ , فقال : أخشى أن يقول لي ربي لا لبيك و لا سعديك ، فلما لبّى غشي عليه و سقط من راحلته فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه»(4).
__________________________
1- من لا يحضره الفقيه : ج 2 , ص 141.
2- فاذا اراد الخروج من البلد فليعلم عنده انه فارق الاهل و الوطن متوجها الى اللّه في سفر لا يضاهي اسفار الدنيا ، فليحضر في قلبه انه ماذا يريد؟ و اين يتوجه؟ و زيارة من يقصد؟ و انه متوجه الى ملك الملوك في زمرة الزائرين له الذين نودوا فاجابوا ، و شوقوا فاشتاقوا ، و استنهضوا فنهضوا و قطعوا العلايق و فارقوا الخلايق ، و اقبلوا على بيت اللّه عز و جل الذي فخم امره و عظم شأنه و رفع قدره ، تسليا بلقاء البيت عن لقاء رب البيت الى ان يرزقوا منتهى مناهم ، و ليحضر في قلبه رجاء القبول ثقة بفضل اللّه و تحقيقا لوعده لمن زار بيته.
3- اشارة الى قوله تعالى لابراهيم (عليه السلام) : {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } [الحج: 27].
4- لم نجد هذا الحديث كما هو انما وجدنا حديث قريب منه في المستدرك : ج 2 , ص 119 وفيه : عن الازدي انه قال في حديث و لقد حججت معه اي الصادق (عليه السلام) سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام كان كلما همّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه و كاد ان يخرّ من راحلته فقلت قل يابن رسول اللّه و لا بدّلك من ان تقول فقال يابن ابي عامر كيف اجسر ان اقول لبيك اللهم لبيك و أخشي ان يقول عز و جل لي لا لبيك و لا سعديك.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|