أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016
862
التاريخ: 23-9-2016
803
التاريخ: 2024-03-18
576
التاريخ: 23-9-2016
765
|
قال النبيّ (صلى الله عليه واله) «من زار قبري بعد موتي كمن هاجر إليّ في حياتي فان لم تستطيعوا فابعثوا إليّ بالسلام فانه يبلغني»(1)، و قال (صلى الله عليه واله) لعليّ (عليه السلام): «يا أبا الحسن ان اللّه جعل قبرك و قبر ولدك بقاعا من بقاع الجنّة و عرصات من عرصاتها ، و ان اللّه جعل قلوب نجباء من خلقه و صفوة من عباده تحنّ(2) , إليكم و تحتمل المذلة و الأذى فيكم ، فيعمّرون قبوركم و يكثرون زيارتها تقرّبا منهم إلى اللّه و مودّة منهم لرسوله اولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي و الواردون حوضي و هم زواري و جيراني غدا في الجنة.
يا عليّ من عمر قبوركم و شاهدها فكأنّما أعان سليمان بن داود (عليه السلام) على بناء بيت المقدس و من زار قبورهم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الاسلام ، و خرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته امّه.
فابشر يا عليّ و بشّر أولياءك و محبّيك من النعيم بما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر و لكن حثالة(3) , من النّاس يعيّرون زوّار قبوركم كما تعير الزّانية بزناها اولئك شرار امتي لا تنالهم شفاعتي و لا يردون حوضي»(4).
و قال الصّادق (عليه السلام): «لو أن أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن عليّ لكان تاركا حقّا من حقوق رسول اللّه (صلى الله عليه واله)، لأن حقّ الحسين فريضة من اللّه واجبة على كلّ مسلم»(5).
و الأخبار في فضل زيارة الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) و ثوابها و لا سيّما زيارة أبي عبد اللّه الحسين و أبي الحسن الرّضا (عليه السلام) و فضلهما على الحجّة و العمرة و الغزوة أكثر من أن تحصى.
و لعلّ السرّ في فضل زيارتهم على تلك العبادات ان في زيارتهم صلة و برّا لهم و لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) و أمير المؤمنين (عليهم السّلام) و فاطمة (عليهم السّلام) و شيعتهم و محبّيهم بل سائر النبيين و الوصيّين (عليهم السّلام)، و إدخال سرور عليهم و إجابة لهم و تجديد عهد لولايتهم و احياء لأمرهم و تبكيتا(6) لأعدائهم(7).
و في ذلك كلّه رجاء لما عند اللّه الذي لا يخيب من رجاه و طلب لرضاه سبحانه الذي يرضى لمن أرضاه.
و هي مع ذلك كله عبادة للّه تعالى و مسرّة له عز ذكره من جهة إدخال السّرور على رسوله و على ذرّيته و أوصيائه ، و من جهة الاتيان بعبادته المأمور بها و مسرّة لهم من هذه الجهة أيضا و قد ثبت و تقرر جلالة قدر المؤمن عند اللّه و ثواب صلته و برّه و إدخال السرور عليه من جهة كونه مؤمنا فحسب فما ظنك بمن عصمه اللّه عن الخطأ و طهّره من الرّجس و جعله إماما للمؤمنين و قدوة للمتقين و له خلق السّماوات و الأرضين و جعله صراطه و سبيله و عينه و دليله و بابه الذي يؤتى منه و حبله المتّصل بينه و بين عباده من رسل و أنبياء و حجج و أولياء هذا.
مع أن مقابرهم مشاهد أرواحهم العليّة المقدّسة و محال حضور أشباحهم البرزخيّة النّورية ، فانهم هناك يشهدون و هم احياء عند ربهم يرزقون بما آتاهم من فضله فرحون.
و أمّا الحجّة و العمرة و الغزوة و غير ذلك فانها و إن كان فيها إنفاق أموال و رجاء آمال و إشخاص أبدان و هجران أوطان و تحمل مشاق و شهود شعاير و حضور مشاعر ، إلّا أنّها ليست بتلك المثابة في المثوبة لأن هذه إنما هي عبادة للّه تعالى و إجابة لأمره عز ذكره و مسرّة له و لأوليائه بالاتيان بالعبادة فحسب ، و ليست فيها جميع تلك الامور التي نبهنا عليها هناك.
مع أنّها تتأتّى من كل مدّع للاسلام و إن كان ناصبيّا بخلاف تلك ، فانّها لا تتأتّى إلّا ممّن كان يعرف قدرا من قدرهم و طرفا من منزلتهم و لو ناقصا.
قال الرّضا (عليهم السّلام): «إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه و شيعته و إن من غاية الوفاء بالعهد و حسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة»(8).
_________________________
1- جامع الاخبار : ص 21 , و تهذيب الاحكام : ج 6, ص 3 , و دعائم الاسلام : ج 1 , ص 296.
2- الحنين : الشوق تحن اليكم أي تشتاق اليكم.
3- حثالة ككناسة : القشارة و ما لا خير فيه و الردى من كل شيء و هي بالمهملة ثم المثلثة.
4- تهذيب الاحكام : ج 6 , ص 22.
5- تهذيب الاحكام : ج 6 , ص 42, كامل الزيارات : ص 122.
6- التبكيت : الغلبة بالحجة و التقريع.
7- على ما ورد في رواية معارية بن وهب عن الصادق(عليهم السّلام) حيث قال: دخلت على أبي عبد اللّه(عليهم السّلام) فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته فسمعته و هو يناجي ربه و هو يقول :
يا من خصنا بالكرامة و خصنا بالوصية و وعدنا الشفاعة و اعطانا علم ما مضى و ما بقي و جعل أفئدة من الناس تهوي الينا، اغفر لي و لاخواني و لزوار قبر أبي الحسين صلوات اللّه عليه الذين انفقوا اموالهم و اشخصوا ابدانهم رغبة في برنا و رجاء لما عندك في صلتنا و سرورا ادخلوه على نبيك صلواتك عليه و آله و اجابه منهم لامرنا و غيظا ادخلوه على عدونا، ارادوا بذلك رضاك فكافهم غدا بالرضوان، و اكلاءهم بالليل و النهار، و اخلف على اهاليهم و اولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف ، و اصحبهم و اكفهم شر كل جبار عنيد و كل ضعيف من خلقك او شديد« الى ان قال» اللهم ان اعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص الينا و خلافهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التى غيرتها الشمس ، و ارحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة أبي عبد اللّه(عليهم السّلام) و ارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا، و ارحم تلك القلوب التي جزعت و احترقت لنا، و ارحم تلك الصرخة التى كانت لنا، اللهم اني استودعك تلك الانفس و تلك الابدان حتى نوافيهم على الحوض يوم العطش ، فما زال و هو ساجد يدعو بهذا الدعاء و قال في آخره : يا معاوية ان من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الارض.
8- علل الشرائع : ص 459.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|