المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Sigma Polynomial
29-4-2022
التكتلات الاقتصادية - منظمة التجارة الأوربية الحرة
26-5-2022
استخدام المحاصيل الصائدة في المكافحة في الزراعة العضوية Trap Cropping
2024-04-05
الخمريات في الشعر الأموي
25-12-2015
Nasals
2024-05-27
السيد حيدر ابن السيد حسين ابن السيد علي
27-7-2017


الأولاد والسعادة  
  
1980   05:15 مساءً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : السيد علي بن الحسين العلوي
الكتاب أو المصدر : الأثر الخالد في الولد والوالد
الجزء والصفحة : ص9ــ10
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2017 1829
التاريخ: 12-1-2016 2738
التاريخ: 12-1-2016 2312
التاريخ: 29-5-2022 5452

الانسان منذ نعومة أظافره يحب السعادة ويهرب من الشقاء ، فأنّه يسعى ويجد بكلّ قواه لنيل السعادة والعيش الرغيد المفعم بالراحة والهناء ويحاول بكلّ طاقاته أن يسعد نفسه أولا ثمّ أسرته ومجتمعه والحق سعادة الانسان والمجتمع في نظام الإسلام الشامل الذي سنّه الله وأنزله والبشرية منذ ميلادها وحتى اليوم وغدا لم تجد نظاماً رصينا في قوانينه ومقاصده وطريقه كالدين الإسلامي القويم اذ هو دين الله والفطرة والعقل السليم.

والإسلام جاء لإسعاد الانسان وإدارة دفة السفينة البشرية وسوقها نحو ساحلها المأمون وشاطئها المأمون شاطئ السعادة والعدالة والحرية وساحل الرفاه والسلام والتقدم والأزهار والوصول الى الكمال المطلق وتوحيد الله الأعظم .

والنصر حليف الإسلام شاءت الأعداء أم أبت والله متم نوره ولو كره المشركون ، وقد أمرنا أن ندعو لسعادة أولادنا ونطلب من الله ذلك وهم أجنّة في بطون أمهاتهم .

جاء في بحار الأنوار ج 5 ص 155 : بإسناده عن كتاب علل الشرائع عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : تعتلج النطفتان في الرحم فأيهما كانت أكثر جاءت تشبهها فأن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله وان كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه وقال : تحول النطفة في الرحم أربعين فمن أراد أن يدعو الله عز وجل ففي تلك الأربعين قبل أن تخلق ثم يبعث الله عز وجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها الى الله عز وجل فيقف منه ما شاء الله فيقول : الهي أشقي ام سعيد ؟ فيوحى الله عز وجل من ذلك ما يشاء ، ويكتب الملك فيقول اللهم كم رزقه وما أجله ؟ ثمّ يكتبه ويكتب كلّ شيء يصيبه في الدنيا بين عينيه ثمّ يرجع به فيردّه في الرحم فذلك الله عز وجل :{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}[الحديد: 22].

عن رسول الله (صلّى الله عليه و آله) قال : ثلاث من سعادة المرء المسلم في الدنيا الجار الصالح والمسكن الواسع والمركب البهي(1) .

إن الله تعالى وكّل بالرحم ملكا يقول : أي رب نطفة أي رب علقة ، أي رب مضغة ، فإذا أراد أن يقضي خلقها ، قال : أي رب شقي أو سعيد ذكر أو انثى ؟ فما الرزق فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمّه . العزيز في كل مكان هناك أشياء عزيزة ، كالدرهم والدينار مثلا ، فكثيرا ما يعـدو الانسان بك قواه ليصطادهما ، فلا يقادان له ، ولا يعتكفان بساحته ، واذا ظفر بهذين العزيزين ، تراه يصرفهما بكل سهولة ورغبة في الأعز منهما ، كأن لا عزّة لهما على طول الخط ... وهناك أشياء عزيزة أيضا ، لكن لا كالدرهم والدينار ، ولا يجمعهما وجه شبه ابدا . منها: الولد الرشيد ، المعين لأبويه على حروف الزمان ، والأخذ بأيديهما عند العجز والكبر  فمثله النعمة الكبرى ، والجوهرة الثمينة ، بل انه هو النفس العزيزة وأعّز منها . فيا أيها الأولاد كونوا للآباء عونا وزينا حتى تعزوا في الدنيا والآخرة .

ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ثلاثة أشياء في كل زمان عزيزة وهي الاخاء في الله تعالى  والزوجة الصالحة الاليفة تعينه في دين الله عزّ وجل : والولد الرشيد ، ومن وجد الثلاثة فقد أصاب خير الدارين ، والحظ الأوفر من الدنيا والآخرة الخ(2) .

ـ المقوم :

لابد لكل شيء من مقوّم ، فالفرد ـ مثلاً ـ لا يقوّمه الا النوع ، والنوع لا يقوّمه الاّ الجنس والفصل وهكذا . ولا يوجد في الدنيا ما لا مقوّم له . هكذا شاءت ارادة الله تعالى ، لذا نرى أن قوّام بعض الأشياء ببعض بحيث لولا المقوّم ـ بكسره الواو ـ لما وجد المقوّم ـ بفتح الواو ـ .

ـ من ذلك قيل إن سبعة أشياء لا قوام لها إلا بسبعة منها : الولد بوالده(3).

_____________

1ـ نهج الفصاحة ص 260 حديث 1257.

2ـ جاء في كتاب مصباح الشريعة الباب الخامس والخمسون ص 36.

3ـ معدن الجواهر ص 60.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.