المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التحديات التي تواجه سلسلة التوريد عالميا
5-6-2016
طلوع الشمس من مغربها
2023-08-14
Prosodic features of the contact languages
2024-06-28
طفولة سعيدة تعني حياة سعيدة
21-4-2016
لوحة إصلاح توت عنخ آمون.
2024-06-18
الامراض التي تسببها فطريات البياض الزغبي
26-6-2016


مدح ابو النواس لأمام الرضا  
  
13724   09:21 صباحاً   التاريخ: 1-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص67-68.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

كان ممن مدح الامام (عليه السّلام) أبو نواس الشاعر المشهور و قد قال الشعر فيه مرتين و اجاد فيهما و هما:

1- إنّ الشعراء المعاصرين للامام قالوا فيه الشعر و مدحوه سوى أبي نواس فعوتب على ذلك‏ فقال هذه الأبيات الرائعة:

قيل لي أنت أوحد الناس طرا     في فنون من المقال النبيه‏

لك من جوهر الكلام نظام‏         يثمر الدر في يدي مجتنيه‏

فلما ذا تركت مدح ابن موسى‏   و الخصال التي تجمعن فيه‏

قلت: لا اهتدي لمدح إمام‏         كان جبريل خادما لأبيه‏

و هذه الأبيات الشائعة الذكر قد حفظها الناس جيلا بعد جيل و اعتبروها من روائع الشعر العربي لأنها عبرت عن احاسيسهم تجاه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و ما يحملون لهم من اكبار و تعظيم و من الطريف أن الذهبي الذي عرف بالحقد على أهل البيت قد علق على البيت الأخير من هذه الأبيات بقوله: قلت: هذا لا يجوز اطلاقه من أن جبريل خادم لأبيه و النص معدوم فيه ... و قد كذبت الرافضة على علي الرضا .. .

ان لأهل البيت (عليهم السلام) منزلة كريمة عند اللّه تعالى فقد ناهضوا الضالين من حكام أمية و بني العباس و جاهدوا في اللّه كأعظم ما يكون الجهاد حتى‏ تقطعت أوصالهم و سبيت نساؤهم و عانوا من الاضطهاد و التنكيل ما لا يوصف لمرارته و قسوته كل ذلك في سبيل اعلاء كلمة دين اللّه و نشر العدل بين الناس و لكن الذهبي و امثاله من المنحرفين عن الحق لا يعقلون ذلك.

2- خرج الامام الرضا (عليه السّلام) يوما على بغلة فارهة فدنا منه أبو نواس و سلم عليه و قال له: يا ابن رسول اللّه قلت: فيك أبياتا أحب أن تسمعها مني؟.

و بادر الامام قائلا:

قل:

فانبرى ابو نواس قائلا:

مطهرون نقيات ثيابهم‏            تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا

من لم يكن علويا حين ننسبه‏     فما له في قديم الدهر مفتخر

اولئك القوم أهل البيت عندهم‏    علم الكتاب و ما جاءت به السور

و هذه الابيات من أصدق الشعر و اروعها قد اقتبس الشطر الأول من القرآن الكريم قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] لقد طهرهم اللّه من الزّيغ و اذهب عنهم الرجس و جعلهم قدوة لعباده يهتدي بهم الحائر.

و أعجب الامام بهذه الابيات فقال لأبي نواس: قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد ..

ثم التفت الى غلامه فقال له: ما معك من فاضل نفقتنا؟ فقال: ثلاث مائة دينار قال: ادفعها له ثم لما ذهب الى بيته قال لغلامه: لعلّه استقلها سق إليه البغلة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.