أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-8-2016
3684
التاريخ: 2024-07-24
499
التاريخ: 1-8-2016
4076
التاريخ: 19-05-2015
3855
|
إنّ شخصيّة الإمام أبي محمّد الرضا ( عليه السّلام ) قد احتلت عواطف العلماء والمؤلّفين في كلّ جيل وعصر ، وتمثّل ذلك في جمل الثناء والتعظيم على شخصيّته ، وإليك بعض ما ورد من الثناء عليه :
الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) :
لقد أشاد الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) بولده الإمام الرضا ، وقدّمه على السادة الأجلّاء من أبنائه ، وأوصاهم بخدمته ، والرجوع إليه في أمور دينهم ، فقال لهم :
« هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) ، سلوه عن أديانكم ، واحفظوا ما يقول لكم ، فإنّي سمعت أبي جعفر بن محمد ( عليه السّلام ) يقول لي : إنّ عالم آل محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) لفي صلبك ، وليتني أدركته فإنّه سميّ أمير المؤمنين . . . »[1].
المأمون :
وأعلن المأمون العباسي فضل الإمام الرضا ( عليه السّلام ) في كثير من المناسبات :
1 - قال المأمون للفضل بن سهل وأخيه : « ما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل - يعني الإمام علي بن موسى - على وجه الأرض »[2].
2 - أشاد المأمون بالإمام الرضا ( عليه السّلام ) أيضا في رسالته التي بعثها للعباسيين الذين نقموا عليه بولاية العهد للإمام ( عليه السّلام ) قائلا :
« ما بايع له المأمون - أي للإمام الرضا - إلّا مستبصرا في أمره عالما بأنّه لم يبق أحد على ظهرها - أي على ظهر الأرض - أبين فضلا ، ولا أظهر عفّة ، ولا أورع ورعا ، ولا أزهد زهدا في الدنيا ، ولا أطلق نفسا ، ولا أرضى في الخاصّة والعامّة ، ولا أشدّ في ذات اللّه منه ، وانّ البيعة له لموافقة لرضى الربّ »[3].
قال أبو الصلت عبد السلام الهروي ، وهو من أعلام عصره :
« ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا ، ولا رآه عالم إلّا شهد له بمثل شهادتي ، ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان ، وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم ، حتى ما بقي منهم أحد إلّا أقرّ له بالفضل وأقرّ على نفسه بالقصور . . . »[4]
وقال زعيم الشيعة الشيخ محمّد بن محمّد النعمان العكبري البغدادي الملقّب بالشيخ المفيد :
« وكان الإمام القائم بعد أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) ابنه أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) لفضله على جماعة اخوته ، وأهل بيته ، وظهور علمه وحلمه وورعه ، واجتماع الخاصّة والعامّة على ذلك فيه ، ومعرفتهم به منه »[5].
وقال جمال الدين أحمد بن علي النسّابة ، المعروف بابن عنبة :
« الإمام الرضا يكنى أبا الحسن ولم يكن في الطالبيّين في عصره مثله ، بايع له المأمون بولاية العهد ، وضرب اسمه على الدراهم والدنانير ، وخطب له على المنابر »[6].
وقال جمال الدين ، أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي : « الإمام أبو الحسن الهاشمي العلوي ، الحسيني ، كان إماما عالما . وكان سيد بني هاشم في زمانه ، وأجلّهم ، وكان المأمون يعظّمه ويبجّله ويخضع له ، ويتغالى فيه ، حتى جعله وليّ عهده . . . »[7].
وقال ابن ماجة : « كان - أي الإمام الرضا - سيد بني هاشم ، وكان المأمون يعظّمه ، ويبجّله ، وعهد له بالخلافة ، واخذ له العهد . . . »[8]
قال ابن حجر : « كان الرضا من أهل العلم والفضل مع شرف النسب . . »[9].
قال اليافعي : « الإمام الجليل المعظّم ، سلالة السادة الأكارم : علي بن موسى الرضا ، أحد الأئمة الاثني عشر ، أولي المناقب الذين انتسبت الاماميّة إليهم ، وقصروا بناء مذهبهم عليهم . . »[10].
والذهبي الذي عرف بالبغض والعداء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) لم يسعه إلّا الاعتراف بفضل الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ، بقوله :
« الإمام أبو الحسن بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي . . وكان سيد بني هاشم في زمانه ، وأحلمهم ، وأنبلهم ، وكان المأمون يعظّمه ، ويخضع له ويتغالى فيه ، حتى أنه جعله ولي عهده . . »[11].
قال الشبراوي : « كان رضي اللّه عنه كريما جليلا ، مهابا موقّرا وكان أبوه موسى الكاظم ( عليه السّلام ) يحبّه حبّا شديدا »[12].
مدحه أبو نؤاس - الشاعر المشهور - الذي ترك مدحه إعظاما له ، وقد أجاد فيما قال ، حين عوتب على عدم مدحه الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بعد توليته لولاية العهد[13] فقال مجيبا :
قيل لي أنت أوحد الناس طرّا * في فنون من المقال النبيه
لك من جوهر الكلام نظام * يثمر الدر في يدي مجتنيه
فلماذا تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمّعن فيه
قلت : لا اهتدي لمدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه
وخرج الإمام الرضا ( عليه السّلام ) يوما على بغلة فارهة ، فدنا منه أبو نؤاس ، وسلّم عليه وقال له : « يا ابن رسول اللّه ! قلت فيك أبياتا أحب أن تسمعها مني »
فقال له : « قل » . فانبرى أبو نؤاس قائلا :
مطهّرون نقيّات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم كلّما ذكروا
من لم يكن علويّا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر
أولئك القوم أهل البيت عندهم * علم الكتاب وما جاءت به السور[14]
وأعجب الإمام ( عليه السّلام ) بهذه الأبيات فقال لأبي نؤاس :
« قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد . . » .
ثم التفت إلى غلامه فقال له : ما معك من فاضل نفقتنا ؟ فقال : ثلاثمائة دينار ، قال : ادفعها له . فلما ذهب إلى بيته ، قال لغلامه : لعلّه استقلّها ، سق إليه البغلة[15].
وهام دعبل الخزاعي في الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ، وكان مما قاله فيه :
لقد رحل ابن موسى بالمعالي * وسار بيسره العلم الشريف
وتابعه الهدى والدين طرّا * كما يتتبع الألف الأليف[16]
[1] كشف الغمة : 3 / 107 ، أعيان الشيعة : 4 / ق 2 / 100 .
[2] الارشاد : 2 / 261 ، أعيان الشيعة : 4 / ق 3 / 133 .
[3] الطرائف : 279 .
[4] إعلام الورى : 2 / 64 وعنه في كشف الغمة : 3 / 106 ، 107 .
[5] الإرشاد : 2 / 247 .
[6] عمدة الطالب : 198 .
[7] مسند الإمام الرضا : 1 / 136 .
[8] أعيان الشيعة : 4 / ق 2 / 85 .
[9] تهذيب التهذيب : 7 / 389 .
[10] مرآة الجنان : 2 / 11 .
[11] تاريخ الإسلام : 8 / 34 .
[12] الاتحاف بحب الأشراف : ص 88 .
[13] الأئمة الاثني عشر ، لابن طولون : 98 - 99 .
[14] خلاصة الذهب المسبوك : 200 .
[15] الاتحاف بحب الاشراف : 60 ، نزهة الجليس : 2 / 105 ، كشف الغمة : 3 / 107 .
[16] ديوان دعبل : 108 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|