المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ترجمة أبي القاسم العزفي
2024-12-02
تأثيرات الإعلان على الصحافة العربية
2024-12-02
عوائق الصحافة العربية
2024-12-02
خصائص الصحف العربية
2024-12-02
العوامل المؤثرة على مضمون الصحف
2024-12-02
السياسة التحريرية للصحف
2024-12-02



عبادة ومكارم اخلاق الامام الرضا (عليه السلام)  
  
6322   04:13 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص 179-183.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

روي انه كان جلوس الرضا (عليه السلام) في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح ولبسه الغليظ من الثياب حتى اذا برز للناس تزيَّن لهم، وكان (عليه السلام) اذا صلى الغداة وكان يصليها في اول وقت ثم يسجد فلا يرفع رأسه الى ان ترتفع الشمس، ثم يقوم فيجلس للناس او يركب ولم يكن احد يقدر أن يرفع صوته في داره كائناً من كان، وكانت قيمة في داره تنبه النساء بالليل وتأخذهن بالصلاة وكان ذلك من اشد ما عليهن حتى ان بعض الجواري تمنت الخروج من داره، وكان (عليه السلام) يكلم الناس قليلاً وكان كلامه وجوابه وتمثله انتزاعات من القرآن المجيد، وكان يختمه في كل ثلاث ويقول لو اردت ان اختمه في اقرب من ثلاث لختمتٍ ولكنِّي ما مررت بآية قط الا فكرت فيها وفي أي شيء انزلت وفي أي وقت فلذلك صرت اختم في كل ثلاثة ايام .

وروي عن ابي الصلت قال : جئت إلى باب الدار التي حبس فيها الرضا (عليه السلام) بسرخس وقد قيد فاستأذنت عليه السجان فقال لا سبيل لكم اليه فقلت : ولم قال : لأنه ربما صلى في يومه وليلته الف ركعة انما ينفتل في صلاته ساعة في صدر النهار وقبل الزوال وعند اصفرار الشمس فهو في هذه الاوقات قاعد في مصلاه يناجي ربه قال : فقلت له فاطلب لي في هذه الأوقات اذناً عليه فاستأذن لي عليه فدخلت عليه وهو قاعد في مصلاه متفكر، الخبر .

وعن ابراهيم بن العباس قال : ما رأيت ابا الحسن الرضا (عليه السلام) جفا احداً بكلامه قط، ولا اتكى بين يدي جليس له قط، ولا رأيته شتم احداً من مواليه ومماليكه قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط بل كان ضحكه التبسم، وكان اذا خلا ونصبت مائدته اجلس معه على مائدته مماليكه حتى البواب والسائس، وكان (عليه السلام) قليل النوم بالليل كثير السهر يحيي اكثر لياليه من اولها الى الصبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة ايام في الشهر ويقول ذلك صوم الدهر، وكان (عليه السلام) كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه، اقول ومن أراد أن يقف على ما كان يعمل (عليه السلام) في يومه وليله من العبادات فعليه ان يلاحظ الخبر المشهور المروي من رجاء بن ابي الضحاك الحميري عن ابيه عن معمر بن خلاد قال : كان ابو الحسن الرضا (عليه السلام) اذا اكل أُتي بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد الى اطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شيء شيئاً فيوضع في تلك الصحفة ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الآية، فلا اقتحم العقبة، ثم يقول: علم اللّه عز وجل ان ليس كل انسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم سبيل الى الجنة-. الكليني عن اليسع بن حمزة قال : كنت انا في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السلام) احدثه وقد اجتمع اليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام اذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال له: السلام عليك يا ابن رسول اللّه، رجل من محبيك ومحبيّ آبائك واجدادك (عليهم السلام)، مصدري من الحج، وقد افتقدت نفقتي وما معي ما ابلغ به مرحلة، فان رأيت ان تنهضني الى بلدي وللّه عليّ نعمة فاذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة، فقال له اجلس رحمك اللّه واقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وانا فقال اتأذنون لي في الدخول فقال له سليمان قدم اللّه امرك، فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب واخرج يده من اعلى الباب وقال اين الخراساني ؟ فقال ها أنا ذا فقال خذ هذه المئتي دينار واستعن بها في مؤونتك ونفقتك وتبرك بها ولا تتصدق بها عني واخرج فلا اراك ولا تراني، ثم خرج، فقال سليمان : جعلت فداك لقد اجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه، فقال : مخافة ان أرى ذل السؤال في وجهه لقضاء حاجته اما سمعت حديث رسول اللّه (صلى الله عليه واله) المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له، اما سمعت قول الأول :

متى آتِه يوماً لأطلب حاجة *** رجعت الى اهلي ووجهي بمائه

قال السبط في التذكرة وكان (عليه السلام) من الفضلاء الاتقياء الاجواد وفيه يقول ابو نواس:
انت اوحد الناس في*** كل كلام من المقال بديه

لك في جوهر الكلام فنون *** ينثر الدر في يدي مجتنيه

فعلى ما تركت مدح بن موسى *** والخصال التي تجمعن فيه

قلت : لا اهتدي لمدح امام *** كان جبريل خادماً لأبيه

قال ابن شهر أشوب عن موسى بن سيار قال : كنت مع الرضا (عليه السلام) وقد اشرف على حيطان طوس وسمعت واعية فاتبعتها فاذا نحن بجنازة فلما بصرت بها، رأيت سيدي وقد ثنى رجله عن فرسه ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأمها ثم اقبل عليّ وقال يا موسى بن سيار، من شيع جنازة وليٍّ من اوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه لا ذنب عليه، حتى اذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيدي قد اقبل فافرج الناس عن الجنازة حتى بدا له الميت فوضع يده على صدره ثم قال : يا فلان بن فلان ابشر بالجنة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة فقلت جعلت فداك هل تعرف الرجل فواللّه انها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا، فقال لي: يا موسى بن سيار اما علمت انا معاشر الأئمة تعرض علينا اعمال شيعتنا صباحاً ومساء فما كان من التقصير في اعمالهم سألنا اللّه الشكر لصاحبه .

وروي عن ياسر الخادم قال، كان الرضا (عليه السلام) اذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم، وكان (عليه السلام) اذا جلس على المائدة لم يدع صغيراً ولا كبيراً حتى السائس والحجام الا اقعده معه على مائدته .

وقال : قال لنا ابو الحسن ان قمت على رؤوسكم وانتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا ولربما دعا بعضنا، فيقال: هم يأكلون فيقول : دعوهم حتى يفرغوا .

وروى الشيخ الكليني عن رجل من اهل بلخ قال : كنت مع الرضا (عليه السلام) في سفره الى خراسان فدعا يوماً بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم، فقلت : جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال : مه ان الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والاب واحد والجزاء بالأعمال. اقول : هذا حاله (عليه السلام) مع الفقراء والرعايا ولكن لما دخل عليه الفضل بن سهل ذو الرياستين وقف بين يديه ساعة ثم رفع الرضا (عليه السلام) رأسه إليه فقال له : ما حاجتك قال الفضل : يا سيدي هذا كتاب كتبه امير المؤمنين وأنت اولى ان تعطينا مثل ما اعطى امير المؤمنين اذ كنت وليّ عهد المسلمين، فقال له الرضا (عليه السلام) : اقرأه وكان كتاباً في اكبر جلد فلم يزل قائماً حتى قرأه فلما فرغ قال له ابو الحسن (عليه السلام) : يا فضل لك علينا هذا ما اتقيت اللّه عز وجل، فنقض عليه امره في كلمة واحدة فخرج من عنده. روى عن ياسر الخادم قال : اكل الغلمان يوماً فاكهة فلم يستقصوا

اكلها، ورموا بها، فقال لهم ابو الحسن (عليه السلام) سبحان اللّه ان كنتم استغنيتم فان أناساً لم يستغنوا اطعموه من يحتاج اليه .

وروى انه (عليه السلام) رأى اسود يعمل مع غلمانه فقال لهم: قاطعتموه على أجرته فقالوا لا هو يرضى منا بما نعطيه فضربهم بالسوط وغضب لذلك غضباً شديداً .

وعن محمد بن سنان قال : قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) في ايام هارون انك شهرت نفسك بهذا الأمر وجلست مجلس ابيك وسيف هارون يقطر الدم، قال جرأني على هذا ما قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ان اخذ ابو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا اني لست بنبي وانا اقول لكم ان اخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا اني لست بإمام .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.