أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
6323
التاريخ: 1-8-2016
3539
التاريخ: 19-05-2015
3353
التاريخ: 15-10-2015
3567
|
روي انه كان جلوس الرضا (عليه السلام) في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح ولبسه الغليظ من الثياب حتى اذا برز للناس تزيَّن لهم، وكان (عليه السلام) اذا صلى الغداة وكان يصليها في اول وقت ثم يسجد فلا يرفع رأسه الى ان ترتفع الشمس، ثم يقوم فيجلس للناس او يركب ولم يكن احد يقدر أن يرفع صوته في داره كائناً من كان، وكانت قيمة في داره تنبه النساء بالليل وتأخذهن بالصلاة وكان ذلك من اشد ما عليهن حتى ان بعض الجواري تمنت الخروج من داره، وكان (عليه السلام) يكلم الناس قليلاً وكان كلامه وجوابه وتمثله انتزاعات من القرآن المجيد، وكان يختمه في كل ثلاث ويقول لو اردت ان اختمه في اقرب من ثلاث لختمتٍ ولكنِّي ما مررت بآية قط الا فكرت فيها وفي أي شيء انزلت وفي أي وقت فلذلك صرت اختم في كل ثلاثة ايام .
وروي عن ابي الصلت قال : جئت إلى باب الدار التي حبس فيها الرضا (عليه السلام) بسرخس وقد قيد فاستأذنت عليه السجان فقال لا سبيل لكم اليه فقلت : ولم قال : لأنه ربما صلى في يومه وليلته الف ركعة انما ينفتل في صلاته ساعة في صدر النهار وقبل الزوال وعند اصفرار الشمس فهو في هذه الاوقات قاعد في مصلاه يناجي ربه قال : فقلت له فاطلب لي في هذه الأوقات اذناً عليه فاستأذن لي عليه فدخلت عليه وهو قاعد في مصلاه متفكر، الخبر .
وعن ابراهيم بن العباس قال : ما رأيت ابا الحسن الرضا (عليه السلام) جفا احداً بكلامه قط، ولا اتكى بين يدي جليس له قط، ولا رأيته شتم احداً من مواليه ومماليكه قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط بل كان ضحكه التبسم، وكان اذا خلا ونصبت مائدته اجلس معه على مائدته مماليكه حتى البواب والسائس، وكان (عليه السلام) قليل النوم بالليل كثير السهر يحيي اكثر لياليه من اولها الى الصبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة ايام في الشهر ويقول ذلك صوم الدهر، وكان (عليه السلام) كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه، اقول ومن أراد أن يقف على ما كان يعمل (عليه السلام) في يومه وليله من العبادات فعليه ان يلاحظ الخبر المشهور المروي من رجاء بن ابي الضحاك الحميري عن ابيه عن معمر بن خلاد قال : كان ابو الحسن الرضا (عليه السلام) اذا اكل أُتي بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد الى اطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شيء شيئاً فيوضع في تلك الصحفة ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الآية، فلا اقتحم العقبة، ثم يقول: علم اللّه عز وجل ان ليس كل انسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم سبيل الى الجنة-. الكليني عن اليسع بن حمزة قال : كنت انا في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السلام) احدثه وقد اجتمع اليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام اذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال له: السلام عليك يا ابن رسول اللّه، رجل من محبيك ومحبيّ آبائك واجدادك (عليهم السلام)، مصدري من الحج، وقد افتقدت نفقتي وما معي ما ابلغ به مرحلة، فان رأيت ان تنهضني الى بلدي وللّه عليّ نعمة فاذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة، فقال له اجلس رحمك اللّه واقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وانا فقال اتأذنون لي في الدخول فقال له سليمان قدم اللّه امرك، فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب واخرج يده من اعلى الباب وقال اين الخراساني ؟ فقال ها أنا ذا فقال خذ هذه المئتي دينار واستعن بها في مؤونتك ونفقتك وتبرك بها ولا تتصدق بها عني واخرج فلا اراك ولا تراني، ثم خرج، فقال سليمان : جعلت فداك لقد اجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه، فقال : مخافة ان أرى ذل السؤال في وجهه لقضاء حاجته اما سمعت حديث رسول اللّه (صلى الله عليه واله) المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له، اما سمعت قول الأول :
متى آتِه يوماً لأطلب حاجة *** رجعت الى اهلي ووجهي بمائه
لك في جوهر الكلام فنون *** ينثر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح بن موسى *** والخصال التي تجمعن فيه
قلت : لا اهتدي لمدح امام *** كان جبريل خادماً لأبيه
قال ابن شهر أشوب عن موسى بن سيار قال : كنت مع الرضا (عليه السلام) وقد اشرف على حيطان طوس وسمعت واعية فاتبعتها فاذا نحن بجنازة فلما بصرت بها، رأيت سيدي وقد ثنى رجله عن فرسه ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأمها ثم اقبل عليّ وقال يا موسى بن سيار، من شيع جنازة وليٍّ من اوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه لا ذنب عليه، حتى اذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيدي قد اقبل فافرج الناس عن الجنازة حتى بدا له الميت فوضع يده على صدره ثم قال : يا فلان بن فلان ابشر بالجنة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة فقلت جعلت فداك هل تعرف الرجل فواللّه انها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا، فقال لي: يا موسى بن سيار اما علمت انا معاشر الأئمة تعرض علينا اعمال شيعتنا صباحاً ومساء فما كان من التقصير في اعمالهم سألنا اللّه الشكر لصاحبه .
وروي عن ياسر الخادم قال، كان الرضا (عليه السلام) اذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم، وكان (عليه السلام) اذا جلس على المائدة لم يدع صغيراً ولا كبيراً حتى السائس والحجام الا اقعده معه على مائدته .
وقال : قال لنا ابو الحسن ان قمت على رؤوسكم وانتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا ولربما دعا بعضنا، فيقال: هم يأكلون فيقول : دعوهم حتى يفرغوا .
وروى الشيخ الكليني عن رجل من اهل بلخ قال : كنت مع الرضا (عليه السلام) في سفره الى خراسان فدعا يوماً بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم، فقلت : جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال : مه ان الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والاب واحد والجزاء بالأعمال. اقول : هذا حاله (عليه السلام) مع الفقراء والرعايا ولكن لما دخل عليه الفضل بن سهل ذو الرياستين وقف بين يديه ساعة ثم رفع الرضا (عليه السلام) رأسه إليه فقال له : ما حاجتك قال الفضل : يا سيدي هذا كتاب كتبه امير المؤمنين وأنت اولى ان تعطينا مثل ما اعطى امير المؤمنين اذ كنت وليّ عهد المسلمين، فقال له الرضا (عليه السلام) : اقرأه وكان كتاباً في اكبر جلد فلم يزل قائماً حتى قرأه فلما فرغ قال له ابو الحسن (عليه السلام) : يا فضل لك علينا هذا ما اتقيت اللّه عز وجل، فنقض عليه امره في كلمة واحدة فخرج من عنده. روى عن ياسر الخادم قال : اكل الغلمان يوماً فاكهة فلم يستقصوا
اكلها، ورموا بها، فقال لهم ابو الحسن (عليه السلام) سبحان اللّه ان كنتم استغنيتم فان أناساً لم يستغنوا اطعموه من يحتاج اليه .
وروى انه (عليه السلام) رأى اسود يعمل مع غلمانه فقال لهم: قاطعتموه على أجرته فقالوا لا هو يرضى منا بما نعطيه فضربهم بالسوط وغضب لذلك غضباً شديداً .
وعن محمد بن سنان قال : قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) في ايام هارون انك شهرت نفسك بهذا الأمر وجلست مجلس ابيك وسيف هارون يقطر الدم، قال جرأني على هذا ما قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ان اخذ ابو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا اني لست بنبي وانا اقول لكم ان اخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا اني لست بإمام .
|
|
لتجنب "بكتيريا قاتلة".. تحذير من أطعمة لا يجب إعادة تسخينها
|
|
|
|
|
الهند تنجح بإطلاق صاروخ باليستي من غواصة نووية
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تعقد ندوة عن ذاكرة التطرّف وأثرها في السلم المجتمعي
|
|
|