أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3615
التاريخ: 6-03-2015
3499
التاريخ: 6-4-2016
5159
التاريخ: 7-03-2015
3821
|
لم تتّفق كلمة المسلمين في شيء كاتّفاقهم على فضل أهل البيت وعلوّ مقامهم العلمي والروحي وانطوائهم على مجموعة الكمالات التي أراد اللّه للإنسانية أن تتحلّى بها .
ويعود هذا الاتّفاق إلى جملة من الأصول ، منها تصريح الذكر الحكيم بالموقع الخاص لأهل البيت ( عليهم السّلام ) من خلال النصّ على تطهيرهم من الرجس ، وأنّهم القربى الذين تجب مودّتهم كأجر للرسالة التي أتحف اللّه بها الإنسانية جمعاء ، وأنّهم الأبرار الذين أخلصوا الطاعة للّه وخافوا عذاب اللّه وتحلّوا بخشية اللّه ، فضمن لهم الجنّة والنجاة من عذابه .
والإمام الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) هو أحد أهل البيت المطهّرين من الرجس بلا ريب ، بل هو ابن رسول اللّه بنصّ آية المباهلة التي جاءت في حادثة المباهلة مع نصارى نجران ، وقد خلّد القرآن الكريم هذا الحدث في سورة آل عمران في الآية 61 قوله تعالى :
{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61].
وروى جمهور المحدّثين بطرق مستفيضة أنّها نزلت في أهل البيت ( عليهم السّلام ) وهم : رسول اللّه وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، والأبناء هنا هما الحسنان بلا ريب .
وتضمّن هذا الحدث تصريحا من الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) بأنّهم خير أهل الأرض وأكرمهم على اللّه ، ولهذا فهو يباهل بهم ، واعترف أسقف نجران أيضا قائلا :
« إني لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله »[1].
وهكذا دلّت القصة كما دلّت الآية على عظيم منزلتهم وسموّ مكانتهم وأفضليتهم ، وأنّهم أحبّ الخلق إلى اللّه ورسوله ، وأنّهم لا يدانيهم في فضلهم أحد من العالمين .
ولم ينصّ القرآن الكريم على عصمة أحد غير النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) من المسلمين سوى أهل البيت ( عليهم السّلام ) الذين أراد اللّه أن يطهّرهم من الرجس تطهيرا[2] ، ولئن اختلف المسلمون في دخول نساء النبيّ في مفهوم أهل البيت فإنهم لم يختلفوا في دخول عليّ والزهراء والحسنين في ما تقصده الآية المباركة[3].
ومن هنا نستطيع أن نفهم السرّ الكامن في وجوب مودّتهم والالتزام بخطّهم ، وترجيح حبّهم على حبّ من سواهم بنص الكتاب العزيز[4] ، فإنّ عصمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) أدلّ دليل على أنّ النجاة في متابعتهم حينما تتشعّب الطرق وتختلف الأهواء ، فمن عصمه اللّه من الرجس كان دالا على النجاة وكان متّبعه ناجيا من الغرق .
ونصّ النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) - كما عن ابن عباس - بأنّ آية المودّة في القربى حينما نزلت وسأله بعض المسلمين عن المقصود من القرابة التي أوجبت على المسلمين طاعتهم قائلا : إنّهم عليّ وفاطمة وابناهما[5] .
ولا يتركنا القرآن الحكيم حتى يبيّن لنا أسباب هذا التفضيل في سورة الدهر التي نزلت لبيان عظمة الواقع النفسي الذي انطوى عليه أهل البيت والإخلاص الذي تقترن به طاعتهم وعباداتهم بقوله تعالى : {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 9 - 12].
لقد روى جمهور المفسّرين والمحدّثين أنّ هذه السورة المباركة نزلت في أهل البيت ( عليهم السّلام ) بعد ما مرض الحسنان ، ونذر الإمام صيام ثلاثة أيام شكرا للّه إن برئا ، فوفوا بنذرهم أيّما وفاء ، وفاء فيه أروع أنواع الايثار ، حتى نزل قوله تعالى : {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا } [الإنسان: 5- 7] فشكر اللّه سعيهم على هذا الإيثار والوفاء بما أورثهم في الآخرة ، وبما حباهم من الإمامة للمسلمين في الدنيا حتى يرث الأرض ومن عليها .
[1] نور الأبصار : 122 - 123 وراجع تفاسير الجلالين وروح البيان والكشّاف والبيضاوي والرازي ، وصحيح الترمذي : 2 / 166 ، وسنن البيهقي : 7 / 63 ، وصحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة ، ومسند أحمد : 1 / 85 ، ومصابيح السنة : 2 / 201 .
[2] الأحزاب ( 33 ) : 33 .
[3] راجع التفسير الكبير للفخر الرازي ، وتفسير النيسابوري ، وصحيح مسلم : 2 / 33 ، وخصائص النسائي : 4 ، ومسند أحمد : 4 / 107 ، وسنن البيهقي : 2 / 150 ، ومشكل الآثار : 1 / 334 ، ومستدرك الحاكم : 2 / 416 ، وأسد الغابة : 5 / 521 .
[4] قال تعالى في سورة الشورى الآية 23 مخاطبا رسوله الكريم : قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى . وقال في سورة سبأ الآية 47 : ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ .
[5] راجع التفسير الكبير والطبري والدرّ المنثور في تفسير آية المودّة
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|