أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-8-2016
3682
التاريخ: 1-8-2016
3235
التاريخ: 19-05-2015
3788
التاريخ: 29-1-2023
2599
|
روي عن الريان بن الصلت انّه قال: لمّا أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا (عليه السلام) فقلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصا من ثياب جسده لأكفّن به، و دراهم من ماله أصوغ بها لبناتي خواتيم ؛ فلمّا ودّعته شغلني البكاء و الأسى على فراقه عن مسألته ذلك، فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي، يا ريّان ارجع، فرجعت، فقال لي: أ ما تحبّ أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفّن فيه إذا فنى أجلك؟ أ و ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم ؟
فقلت: يا سيدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك فمنعني الغمّ بفراقك، فرفع (عليه السلام) الوسادة وأخرج قميصا فدفعه إليّ، و رفع جانب المصلّى فأخرج دراهم فدفعها إليّ، فعددتها فكانت ثلاثين درهما .
روي عن هرثمة بن أعين انّه قال: دخلت على سيّدي و مولاي يعني الرضا (عليه السلام) في دار المأمون، و كان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرضا (عليه السلام) قد توفي و لم يصحّ هذا القول، فدخلت أريد الاذن عليه .
قال: و كان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلمي و كان يتولّى سيدي حقّ ولايته و إذا صبيح قد خرج، فلمّا رآني قال لي: يا هرثمة أ لست تعلم انّي ثقة المأمون على سرّه و علانيته؟ قلت: بلى، قال: اعلم يا هرثمة انّ المأمون دعاني و ثلاثين غلاما من ثقاته على سرّه و علانيته في الثلث الأوّل من الليل، فدخلت عليه و قد صار ليله نهارا من كثرة الشموع و بين يديه سيوف مسلولة مشحوذة مسمومة، فدعا بنا غلاما غلاما و أخذ عليه العهد و الميثاق بلسانه و ليس بحضرتنا أحد من خلق اللّه غيرنا .
فقال لنا: هذا العهد لازم لكم انّكم تفعلون ما آمركم به و لا تخالفوا منه شيئا، قال: فحلفنا له، فقال: يأخذ كلّ واحد منكم سيفا بيده و امضوا حتّى تدخلوا على عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) في حجرته فان وجدتموه قائما أو قاعدا أو نائما فلا تكلّموه وضعوا أسيافكم عليه و اخلطوا لحمه و دمه و شعره و عظمه و مخّه، ثم اقلبوا عليه بساطه و امسحوا أسيافكم به و صيروا إليّ و قد جعلت لكلّ واحد منكم على هذا الفعل و كتمانه عشر بدر دراهم و عشر ضياع منتخبة و الحظوظ عندي ما حييت و بقيت.
قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا و دخلنا عليه في حجرته فوجدناه مضطجعا يقلّب طرف يديه و يتكلّم بكلام لا نعرفه، قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف و وضعت سيفي و أنا قائم أنظر إليه، و كأنّه قد كان علم بمصيرنا إليه، فليس على بدنه ما لا تعمل فيه السيوف، فطووا عليه بساطه و خرجوا حتى دخلوا على المأمون.
فقال: ما صنعتم؟ قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين، قال: لا تعيدوا شيئا مما كان، فلمّا كان عند تبلّج الفجر، فخرج المأمون، فجلس مجلسه مكشوف الرأس محلّل الأزرار و أظهر وفاته، و قعد للتعزية ثم قام حافيا حاسرا فمشى لينظر إليه و أنا بين يديه، فلمّا دخل عليه حجرته سمع همهمة فأرعد، ثم قال: من عنده؟ قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين، فقال: اسرعوا و انظروا.
قال صبيح: فأسرعنا إلى البيت فإذا سيّدي (عليه السلام) جالس في محرابه يصلّي و يسبّح، فقلت: يا أمير المؤمنين هو ذا نرى شخصا في محرابه يصلّي و يسبّح، فانتفض المأمون وارتعد ثم قال: غررتموني لعنكم اللّه، ثم التفت إليّ من بين الجماعة فقال: يا صبيح أنت تعرفه فانظر من المصلّي عنده؟ قال صبيح: فدخلت و تولّى المأمون راجعا، فلمّا صرت عند عتبة الباب قال (عليه السلام) لي: يا صبيح، قلت: لبيك يا مولاي، و قد سقطت لوجهي، فقال: قم يرحمك اللّه: { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [الصف: 8] .
قال: فرجعت إلى المأمون، فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم، فقال لي: يا صبيح ما وراءك؟ قلت له: يا أمير المؤمنين هو و اللّه جالس في حجرته و قد ناداني و قال لي كيت و كيت .
قال: فشدّ أزراره و أمر بردّ أثوابه و قال: قولوا انّه كان غشي عليه و انّه قد أفاق .
قال هرثمة: فأكثرت للّه تعالى شكرا و حمدا ثم دخلت على سيّدي الرضا (عليه السلام) فلمّا رآني قال: يا هرثمة لا تحدّث بما حدّثك به صبيح أحدا الّا من امتحن اللّه قلبه للإيمان بمحبتنا و ولايتنا، فقلت: نعم يا سيدي، ثم قال لي: يا هرثمة و اللّه لا يضرّنا كيدهم شيئا حتى يبلغ الكتاب أجله .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|