المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



كرامات الامام الرضا (عليه السلام)  
  
7018   04:01 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص349-351.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

روي عن الريان بن الصلت انّه قال: لمّا أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا (عليه السلام) فقلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصا من ثياب جسده لأكفّن به، و دراهم من ماله أصوغ بها لبناتي خواتيم ؛ فلمّا ودّعته شغلني البكاء و الأسى على فراقه عن مسألته ذلك، فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي، يا ريّان ارجع، فرجعت، فقال لي: أ ما تحبّ أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفّن فيه إذا فنى أجلك؟ أ و ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم ؟

فقلت: يا سيدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك فمنعني الغمّ بفراقك، فرفع (عليه السلام) الوسادة وأخرج قميصا فدفعه إليّ، و رفع جانب المصلّى فأخرج دراهم فدفعها إليّ، فعددتها فكانت ثلاثين درهما .

روي عن هرثمة بن أعين انّه قال: دخلت على سيّدي و مولاي يعني الرضا (عليه السلام) في دار المأمون، و كان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرضا (عليه السلام) قد توفي و لم يصحّ هذا القول، فدخلت أريد الاذن عليه .

قال: و كان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلمي و كان يتولّى سيدي حقّ ولايته و إذا صبيح قد خرج، فلمّا رآني قال لي: يا هرثمة أ لست تعلم انّي ثقة المأمون على سرّه و علانيته؟ قلت: بلى، قال: اعلم يا هرثمة انّ المأمون دعاني و ثلاثين غلاما من ثقاته على سرّه و علانيته في الثلث الأوّل من الليل، فدخلت عليه و قد صار ليله نهارا من كثرة الشموع و بين يديه سيوف مسلولة مشحوذة مسمومة، فدعا بنا غلاما غلاما و أخذ عليه العهد و الميثاق بلسانه و ليس بحضرتنا أحد من خلق اللّه غيرنا .

فقال لنا: هذا العهد لازم لكم انّكم تفعلون ما آمركم به و لا تخالفوا منه شيئا، قال: فحلفنا له، فقال: يأخذ كلّ واحد منكم سيفا بيده و امضوا حتّى تدخلوا على عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) في حجرته فان وجدتموه قائما أو قاعدا أو نائما فلا تكلّموه وضعوا أسيافكم عليه و اخلطوا لحمه و دمه و شعره و عظمه و مخّه، ثم اقلبوا عليه بساطه و امسحوا أسيافكم به و صيروا إليّ و قد جعلت لكلّ واحد منكم على هذا الفعل و كتمانه عشر بدر دراهم و عشر ضياع منتخبة و الحظوظ عندي ما حييت و بقيت.

قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا و دخلنا عليه في حجرته فوجدناه مضطجعا يقلّب طرف يديه و يتكلّم بكلام لا نعرفه، قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف و وضعت سيفي و أنا قائم أنظر إليه، و كأنّه قد كان علم بمصيرنا إليه، فليس على بدنه ما لا تعمل فيه السيوف، فطووا عليه بساطه و خرجوا حتى دخلوا على المأمون.

 فقال: ما صنعتم؟ قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين، قال: لا تعيدوا شيئا مما كان، فلمّا كان عند تبلّج الفجر، فخرج المأمون، فجلس مجلسه مكشوف الرأس محلّل الأزرار و أظهر وفاته، و قعد للتعزية ثم قام حافيا حاسرا فمشى لينظر إليه و أنا بين يديه، فلمّا دخل عليه حجرته سمع همهمة فأرعد، ثم قال: من عنده؟ قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين، فقال: اسرعوا و انظروا.

قال صبيح: فأسرعنا إلى البيت فإذا سيّدي (عليه السلام) جالس في محرابه يصلّي و يسبّح، فقلت: يا أمير المؤمنين هو ذا نرى شخصا في محرابه يصلّي و يسبّح، فانتفض المأمون وارتعد ثم قال: غررتموني لعنكم اللّه، ثم التفت إليّ من بين الجماعة فقال: يا صبيح أنت تعرفه فانظر من المصلّي عنده؟ قال صبيح: فدخلت و تولّى المأمون راجعا، فلمّا صرت عند عتبة الباب قال (عليه السلام) لي: يا صبيح، قلت: لبيك يا مولاي، و قد سقطت لوجهي، فقال: قم يرحمك اللّه: { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [الصف: 8] .

 قال: فرجعت إلى المأمون، فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم، فقال لي: يا صبيح ما وراءك؟ قلت له: يا أمير المؤمنين هو و اللّه جالس في حجرته و قد ناداني و قال لي كيت و كيت .

قال: فشدّ أزراره و أمر بردّ أثوابه و قال: قولوا انّه كان غشي عليه و انّه قد أفاق .

قال هرثمة: فأكثرت للّه تعالى شكرا و حمدا ثم دخلت على سيّدي الرضا (عليه السلام) فلمّا رآني قال: يا هرثمة لا تحدّث بما حدّثك به صبيح أحدا الّا من امتحن اللّه قلبه للإيمان بمحبتنا و ولايتنا، فقلت: نعم يا سيدي، ثم قال لي: يا هرثمة و اللّه لا يضرّنا كيدهم شيئا حتى يبلغ الكتاب أجله‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.