أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
2322
التاريخ: 2023-04-16
1356
التاريخ: 21-7-2016
1406
التاريخ: 21-7-2016
1908
|
المناط في صحة الأعمال و فسادها هو القصد و النية ، تعلم أن كل عمل لم يكن خالصا لوجه اللّه و أريد به غيره سبحانه ينبغي أن يترك و يعرض عنه ، و إن كان خالصا له تعالى مقصودا على قصد صحيح لا ينبغي تركه لمجرد بعض الوساوس و الخواطر الشيطانية.
فان الشيطان يدعو أولا إلى ترك العمل فان لم يجب يدعو إلى الرياء ، فإذا أيس منه يقول : هذا العمل ليس خالصا ، بل هو رياء ، فأي فائدة منه؟!.
ثم الاعمال إما من الطاعات اللازمة التي لا تعلق لها بالغير، كالصلاة و الصوم و الحج و أمثالها ، أو من الطاعات المتعدية التي لها تعلق بالخلق ، كالإمامة والقضاء والحكومة والافتاء والوعظ والتذكير والتعليم والتدريس وإنفاق المال و غير ذلك.
والقسم الأول : إن دخله الرياء قبل الفعل ، بأن يكون باعثه الرياء دون الخلوص و القربة فينبغي أن يترك و لا يشرع فيه ، و إن دخله بعد العقد أو معه ، فلا ينبغي أن يترك ، لأنه وجد له باعث ديني ، و إنما طرأه باعث الرياء ، فليجاهد في دفع الرياء و تحصيل الإخلاص ، و يرد نفسه إليه قهرا بالمعالجات التي نذكرها , و مهما كان في المجاهدة مع نفسه معاتبا لها قاهرا عليها في ميلها إلى الرياء ، و وجد من طبعه كراهية هذا الميل ، فالنجاة في حقه مرجوة ، و لعل اللّه يسامحه بعظيم رحمته , و أما إذا لم يكن في مقام المجاهدة ، و لم يكن كارها مما يجد في نفسه من الميل إلى الرياء بل أعطى زمام الاختيار إلى النفس الامارة ، و هي تراءى في الاعمال ، و هو يتبعها في ذلك من غير قهر عليها و كراهية لفعلها ، فلا ريب في فساد أعماله وأولوية تركها ، و ان كان باعثها ابتداء محض القربة و دخلها الرياء مع العقد أو بعده.
وأما القسم الثاني : المتعلق بالخلق - اعنى امامة الصلاة و القضاء و التدريس و الافتاء و الوعظ و الإرشاد و أمثال ذلك - فاخطارها عظيمة ، و مثوبتها جسيمة , فمن له أهليه ذلك من حيث العلم - ان كان ذا نفس قوية لا يعتني بالناس و لا تزعجها وساوس الخناس و له معرفة تامة بعظمة ربه و قدرته و سائر صفاته الكمالية ، بحيث شغله ذلك عن الالتفات إلى الخلق و ما في أيديهم حتى يرائي لأجلهم او يختار رضاهم على رضا ربه - فالأولى لمثله ألا يترك هذه المناصب ليفوز بمثوبتها العظيمة , و ان كان ذا نفس ضعيفة ، كخيط مرسل في الهواء تفيئها الريح مرة هكذا و مرة هكذا فهو لا يأمن الرياء و سائر اخطارها , فاللازم لمثله تركها , و لذلك كان أهل اليقين من السلف يتدافعون هذه المناصب ما وجدوا إليه سبيلا , و ورد ما ورد من الأخبار في عظم خطرها و كثرة آفاتها و لزوم التثبت و الاحتياط لمن يزاولها و ما ورد من الوعيد الشديد في حق العلماء السوء يكفي للزوم الحذر عن فتن العلم و غوائله , و مما يقصم ظهور أمثالنا من الذين يقولون ما لا يعلمون و يأمرون بما لا يفعلون ، قول عيسى بن مريم (عليهما السلام) : «يا علماء السوء! تصومون و تصلون و تتصدقون و لا تفعلون ما تؤمرون!
وتدرسون ما لا تعلمون فيا سوء ما تحكمون! تتوبون بالقول و الاماني ، و تعلمون بالهوى ، و ما يغني عنكم أن تتقوا جلودكم و قلوبكم دنسة! بحق أقول لكم : لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب و تبقى فيه النخالة كذلك أنتم! تخرجون الحكم من أفواهكم و يبقى الغل في صدوركم! يا عبيد الدنيا! كيف يدرك الآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته و لا تنقطع منها رغبته! بحق أقول لكم: إن قلوبكم تبكي من أعمالكم ، جعلتم الدنيا تحت ألسنتكم و العمل تحت أقدامكم بحق أقول لكم: أفسدتم آخرتكم بصلاح دنياكم ، فصلاح الدنيا أحب إليكم من صلاح الآخرة! فاي ناس أخس منكم لو تعلمون! و بلكم! حتى متى تصفون الطريق للمدلجين و تقيمون في محلة المتحيرين كأنكم تدعون أهل الدنيا ليتركوها لكم! مهلا مهلا! ويلكم! ما ذا يغنى عن البيت المظلم أن يوضع السراج فوق ظهره و جوفه وحش مظلم! كذلك لا يغني عنكم أن يكون نور العلم بأفواهكم و اجوافكم منه وحشة معطلة , يا عبيد الدنيا! توشك الدنيا أن تقلعكم عن اصولكم فتلقيكم على وجوهكم ، ثم تكبكم على مناخركم ، ثم تأخذ خطاياكم بنواصيكم! يدفعكم العلم من خلفكم ، ثم يسلمكم إلى الملك الديان حفاة عراة فرادى! فيوقفكم على سوآتكم ، ثم يخزيكم بسوء أعمالكم!!» هذا و يعرف الصادق المخلص من أهل هذه المناصب بأنه إذا ظهر من هو أعدل و أحسن وعظا وأكثر علما منه وأشد قبولا للناس فرح به و لم يحسده و إذا حضر الأكابر و الأعاظم مجلسه أو اقتدوا به لم يتغير كلامه و لم يتفاوت حاله ، بل يبقى على ما كان عليه ، و ينظر إلى عباد اللّه بعين واحدة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|