أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-30
1412
التاريخ: 20-11-2018
2592
التاريخ: 24-6-2016
26300
التاريخ: 20-4-2016
2920
|
الإنسان كائن اجتماعي, يعيش بين أفراد مختلفين من نوعه, مؤثراً فيفهم, ومتأثراً بهم والجماعة تحدد له مواصفات سلوكية, وتضع له التحديدات التي يجب أن يكون سلوكه في إطارها. وبمعنى آخر تحدد الجماعة للفرد صوراً مقننة أو قواعد مقررة للسلوك .
لذلك يعرّف المعيار الاجتماعي بأنه (تكوين فرضي معناه ميزان أو مقياس أو قاعدة، او إطار مرجعي للخبرة والادراك والاتجاهات الاجتماعية، والسلوك الاجتماعي) (1). وهو السلوك الاجتماعي النموذجي الذي يتكرر بقبول اجتماعي دون رفض أو نقد ويعتبر اطاراً مرجعياً مشتركاً للناس يحكمون بواسطته على الأفراد وسلوكياتهم في الجماعة والمجتمع. كما نضيف بأن الاتجاهات المشتركة للناس التي تسير لهم سبل التفاعل والتواصل, هي معايير اجتماعية لهم.
والاطار المرجعي : يعني الاصطلاح الذي يوضح نوع الأرضية التي تؤثر في طريقة الإدراك ومعناها الواسع . متضمناً العوامل الموضوعية والذاتية التي تؤثر في طريقة إدراك الشكل مثلاً فعندما ندرك أن هذا المنزل صغير, أو هذا الشخص سيء أو هذا الطعام ردئ, فنحن نفعل ذلك على أسس من المستويات المعينة والمختلفة والتي تكون أطر المرجع التي بواسطتها نصدر احكامنا, وهذه الأحكام بدورها تحدد اتجاهات السلوك لاحقاً, فإذا حكمنا على الطعام المقدم إلينا بأنه رديء فإننا نتوقف عن تناوله .
ـ وهناك نوعان من الأطر المرجعية :
النوع الأول : يخص الفرد ويميزه عن بقية أفراد المجتمع, أي أنه ذاتي يتصل بشخصيته دون بقية الشخصيات في المجتمع .
النوع الثاني : وهو الذي يشترك فيه مع بقية أفراد المجتمع, حيث يمكن تمييز الاتجاهات العامة المشتركة, وهذا له دور في تمييز أفراد ثقافة عن أفراد ثقافة أخرى, لاختلاف الأطر المرجعية.
وحتى يكون الفرد أطره المرجعية لا بدّ في البداية من تشرب الاتجاهات السائدة في الأسرة والمجتمع. ثم يأتي دور الاستعمال, إذ إنه يدرك أنها تمده بقدر مشترك بينه وبين أفراد مجتمعه, الذي يبني عليه اتصاله وتعامله معهم. ويمكن تنمية أو تكوين المعايير الاجتماعية نحو أي شيء في الوجود حقيقيا ام خياليا(2) .
وتلعب المعايير الاجتماعية دوراً مهماً في حياة أفراد الجماعة, وتسهل سبل التقدم والنجاح ويتضح هذا فيما يلي (3) : ــ
1ـ تحدد ما يجب أن يكون وما يجب أن لا يكون في سلوك أفراد الجماعة .
2ـ تسهل سلوك الفرد لدرجة تتمشى مع ما ترتضيه الجماعة والمجتمع ككل .
3ـ تحدد الأدوار الاجتماعية وتنظيم سلوك الأفراد في المواقف الاجتماعية .
4ـ تحدد السلوك المتوقع, وهو عادة ما يكون السلوك المثالي .
ـ أنواع المعايير الاجتماعية وكيفية تكوينها (4) :
أ ـ المعايير الخاصة بالأشياء المادية : لا يستطيع أفراد أي جماعة اهمال الأشياء الموجودة في بيئتهم , فهم يعتمدون عليها أثناء تفاعلهم, وكلما كان الاعتماد كبيراً, كان تكوين الجماعة لهذه المعايير ضرورياً وأكيداً ففي البيئة الصحراوية تعتبر الجمال العنصر المهم فيها, إذ عليها يعتمدون في مختلف جوانب حياتهم, فيكونون المعايير والمعاني المشتركة حولها لأنها تيسر لهم سبل التعاون.
ب ـ المعايير الخاصة بأفراد الجماعة : تتكون معايير نحو الأفراد الآخرين في الجماعة من خلال الاشتراك في النشاطات والتعاون والتكامل, فكل فرد في الجماعة هو شيء مهم بالنسبة للآخرين, وتتكون المعايير والمعاني المشتركة عن طريق الوظائف التي يحتلها أفراد الجماعة وما يترتب عليها .
جـ ـ المعايير الخاصة بالجماعات الأخرى : تتكون المعايير أيضاً بالنسبة لجماعات وتكتسب لديهم معنى واحداً يمكنهم أن يتعاملوا على أساسه, فجماعة البيض في أمريكا ينظرون إلى الزنوج كجماعة أخرى, ويكونون معاني مشتركة تعلق بهم وذلك من خلال تفاعلهم وتعاملهم مع جماعة الزنوج. وهكذا تصبح الجماعة ومعاييرها الاجتماعية هي الاطار المرجعي الأساسي الذي يقوم عليه بناء الجماعات .
د ـ المعايير الخاصة بالمؤسسات الاجتماعية : في كل مجتمع يوجد عدد من النشاطات المعينة المهمة بالنسبة للصالح العام المشترك, وترتبط هذه النشاطات بمواجهة المشاكل المختلفة في حياة الجماعة من عمل وزواج وتربية أطفال... الخ. والوصول إلى حلول مناسبة لهذه المشاكل, وبذلك يصلون إلى معايير محددة يرتبط بها شعور مشترك نتيجة للسلوك المشترك نحوها, ولكي يتحقق المجتمع من تنفيذ هذه الأنشطة والتزام الأفراد بها يفرض قوانين لبقاء القيم الأساسية التي تتركز حولها هذه المؤسسات, فتصبح هذه المؤسسات الاجتماعية اطراً مرجعية لا يمكن التخلص منها بالنسبة لجميع أفراد المجتمع .
إن جميع هذه المعايير تؤدي إلى غرض واحد, وهو إمداد الأفراد في المجتمع بمعان موحدة مشتركة يتعاملون على أساسها ويتفاهمون, كما تمدهم بالأهداف المشتركة .
ـ أما العوامل التي تحدد قوة المعايير ومدى الالتزام بها فهي (5): ــ
ـ تماسك الجماعة وجاذبيتها لأعضائها: فكلما كانت الجماعة متماسكة وجاذبيتها شديدة لأعضائها, كان مدى مسايرة الأعضاء للمعايير لدى أعضاء الجماعة ازدادت مسايرتهم لها.
ـ وضوح المعايير : كلما وضحت المعايير لدى أعضاء الجماعة ازدادت مسايرتهم لها .
ـ وجود أغلبية : إذا أجمعت الأغلبية على معيار معين , فإن الفرد ينحاز لها, وخاصة في وجود ثقة عالية لديهم في رأي الأغلبية .
ـ ضغوط الجماعة على المخالفين لمعاييرها: يؤدي ضغط الجماعة على الأفراد في أن يأخذ هؤلاء الأفراد بمعاييرها, وتتمثل هذه الضغوط في الاستنكار, والمقاطعة, والعزل, والرفض.
ـ زيادة عدد مرات التعرض لمعايير الجماعة مما يسهل معرفتها ومسايرتها .
ـ أهمية عمل الجماعة : فكلما زادت أهميته, كلما زادت مسايرة الأعضاء لمعاييرها .
ـ عوامل أخرى مثل صغر سن عضو الجماعة, وتواضع تعليمه, ووجود حوافز سابقة للملتزمين بمعايير الجماعة, وزيادة جو التسلط والاستبداد .
___________
1ـ حامد زهران , علم النفس الاجتماعي , مرجع سابق , ص120 .
2ـ محمد لبيب النجيحي , مرجع سابق , ص129 – 130 .
3ـ حامد زهران , علم النفس الاجتماعي , مرجع سابق ص 121 .
4ـ عبد الله الرشدان , علم الاجتماع التربوي , مرجع سابق , ص192 – 193 .
5ـ حامد زهران , مرجع سابق ص130 – 131 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|