المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Mason,s Theorem
23-1-2019
السبورات الخارجية Exospores
9-4-2018
تفتيش المساكن والدخول إليها
3-9-2019
Cyclophilins
31-12-2017
الوصف النباتي للثوم
7-12-2020
وجوب الابتداء في الطواف من الحجر الأسود.
27-4-2016


الاستبداد والقمع والارهاب اسلوب فاشل  
  
3271   09:47 صباحاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص273-274
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

لقد اكد علماء النفس والتربية والتعليم الفشل الذريع لأساليب الاستبداد والتعنت والقمع والارهاب في تربية الاطفال وحتى الكبار، لان الحياة في ظل تلك الاساليب الشاذة تصبح جحيما لا يطاق لذلك حذر الاسلام الحنيف قبل اربعة عشر قرنا من الركون اليها في ادارة الدولة او ادارة الاسرة وحاربها حرباً لا هوادة فيها، لأنها اساليب عقيمة تضر بسلامة الفرد والاسرة والمجتمع، وتؤدي إلى افدح الاضرار و اخطر النتائج.

إن النجاح في ادارة الاسرة لا يكون ابدا عن طريق الظلم والتعدي والبطش والشدة وانما يتحقق في ظل الحب والرحمة وحسن الخلق والاحترام المتبادل، لان الاسرة هي الاساس للسعادة، والمهد الحقيقي لتربية الاطفال الاسوياء الشرفاء.

والواقع ان اسلوب قيادة الاسرة او الدولة له دخل كبير في جميع شؤون الحياة سواء كانت تربوية ام غيرها، مادية او معنوية لذا اصبح من الممكن ان نعرف الاوضاع الظاهرية والادبية للأسرة او الامة عن طريق سلوك قادتها وامرائها، وعلى هذا الاساس تأتي مقولة امير المؤمنين علي (عليه السلام): ( الناس بأمرائهم اشبه منهم بآبائهم)(1).

اجل، ان تأثير محيط الاسرة وقدرة الوالدين على بناء وتربية ابنائهم صغاراً كانوا ام كبارا كبير ومهم جداً، وان تأثير محيط الدولة وسلوك حكومتها هو ايضا كبير ومهم جداً على الناشئة والرعية جميعاً.

وطبيعي ان تأثير الحكام والامراء في بناء وتربية المجتمع ابلغ من تأثير الاسرة في هذا المجال، لذلك يجب ان تتضافر جهود الاسرة والدولة معاً من اجل ايجاد المناخ الملائم لتربية وتعليم الصغار والكبار على حد سواء وتوجيههم نحو الانضباط الاخلاقي والتوازن المادي والمعنوي، والتحلي بالفضائل والقيم الانسانية السامية، لكي تنطلق مسيرة الحياة للفرد والمجتمع والدولة نحو التكامل والرقي بصورة صحيحة ودائمة.

وعلى كل حال، فان الاسرة او الدول التي تدار على اساس الحرية والعدل والقانون والمحبة والاحترام المتبادل تتوفق في حياتها وتتمكن من تحقيق اهدافها التربوية والاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

عكس الاسرة او الدولة التي تلجأ إلى الادارة عن طريق الاستبداد و العنجهية والركون إلى وسائل القمع والضغط والارهاب اسلوباً لها في الحياة، فهي حتما لا تحصد الا الخيبة والفشل والخسران المبين.

ومن هنا يجب ان يتفهم الجميع رعاةً ورعية مسؤولياتهم تجاه تربية ابنائهم، وان يشمّروا عن سواعدهم من اجل تثقيفهم، وتربيتهم تربية اسلامية انسانية صحيحة. لكي نحصل على الاجيال السوية التي يعتمد عليها في القيادة والادارة، والنهوض والبناء والتقدم والا نبقى نحصد الفشل وخيبة الامل والتقهقر، وحياة الذل والهوان التي رفضها اسلامنا العظيم وقائدنا الكريم محمد (صلى الله عليه واله) والأئمة المعصومون سلام الله عليهم اجمعين.

_____________

1ـ  بحار الأنوار : ج17، ص129




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.