المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تضرعه إلى اللّه  
  
3345   10:38 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص99-101.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016 3625
التاريخ: 26-5-2022 1786
التاريخ: 30-3-2016 4055
التاريخ: 11-4-2016 3346

من انابته إلى اللّه أنه كان دائم التضرع و الاستكانة إليه تعالى و كان يدعو بهذا الدعاء الشريف: الهي احمدك على حسن صنيعك إلي و سبوغ نعمائك علي و جزيل عطائك عندي و على ما فضلتني به من رحمتك و اسبغت‏ علي من نعمتك فقد احسنت عندي ما يعجز عنه شكري و لو لا احسانك إلي و سبوغ نعمائك علي ما بلغت احراز حظي و لا اصلاح نفسي و لكنك ابتدأتني بالإحسان و رزقتني في أموري كلها الكفاية و صرفت عني جهد البلاء و منعت مني محذور القضاء .

الهي فكم من بلاء جاهد قد صرفت عني و كم من نعمة سابغة أقررت بها عيني و كم من صنيعة كريمة لك عندي أنت الذي اجبت عند الاضطرار دعوتي و أقلت عند العثار زلتي و أخذت لي من الأعداء بظلامتي‏.

إلهي ما وجدتك بخيلا حين سألتك و لا منقبضا حين اردتك بل وجدتك لدعائي سامعا و لمطالبي معطيا و وجدت نعماك علي سابغة في كل شأن من شأني و كل زمان من زماني فأنت عندي محمود و صنيعك لدي مبرور تحمدك نفسي و لساني و عقلي حمدا يبلغ الوفاء و حقيقة الشكر حمدا يكون مبلغ رضاك عني فنجني من سخطك يا كهفي حين تعييني المذاهب و يا مقيلي عثرتي فلولا سترك عورتي لكنت من المفضوحين و يا مؤيدي بالنصر فلولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين و يا من وضعت له الملوك نير المذلة على اعناقها فهم من سطواته خائفون و يا أهل التقوى و يا من له الأسماء الحسنى اسألك أن تعفو عني و تغفر لي فلست بريئا فاعتذر و لا بذي قوة فأنتصر و لا مفر لي فافر و استقيلك عثراتي و اتنصل إليك من ذنوبي التي قد أوبقتني و أحاطت بي فأهلكتني منها فررت إليك رب تائبا فتب علي متعوذا فأعدني مستجيرا فلا تخذلني سائلا فلا تحرمني معتصما فلا تسلمني داعيا فلا تردني خائبا دعوتك يا رب مسكينا مستكينا مشفقا خائفا وجلا فقيرا مضطرا إليك اشكو إليك يا إلهي ضعف نفسي عن المسارعة فيما وعدته أولياءك و المجانبة عما حذرته اعداءك و كثرة همومي و وسوسة نفسي .

إلهي لم تفضحني بسريرتي و لم تهلكني بجريرتي ادعوك فتجيبني و إن كنت بطيئا حين تدعوني و أسألك كل ما شئت من حوائجي و حيث ما كنت وضعت عندك سري فلا ادعو سواك و لا ارجو غيرك لبيك لبيك تسمع من شكا إليك و تلقى من توكل عليك و تخلص من اعتصم بك و تفرج عمن لاذ بك.

الهي فلا تحرمني خير الآخرة و الأولى لقلة شكري و اغفر لي ما تعلم من ذنوبي إن تعذب فأنا الظالم المفرط المضيع الآثم المقصر المضجع‏ المغفل حظ نفسي و ان تغفر فأنت ارحم الراحمين.

يفيض هذا الدعاء الشريف بالاستكانة و التذلل و الخضوع إلى اللّه الخالق العظيم و قد حمد الإمام (عليه السلام)  عن إيمان و معرفة و اخلاص و اعترف بعجزه عن أداء شكره لما أولاه من النعم و لما اسدى عليه من الألطاف التي لا تحصى و طلب منه بعد ذلك المغفرة و العفو مستجيرا و معتصما به و قد ابدى (عليه السلام) من الخوف و الوجل من اللّه تعالى مما يهز أعماق النفوس و دخائل القلوب .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.