أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-16
236
التاريخ: 22-12-2021
2566
التاريخ: 8-1-2022
2504
التاريخ: 19-1-2016
4794
|
من الأمور المهمة والواجب ملاحظتها في الصداقة لكي تستمر ولا تؤدي إلى نتائج سيئة ملؤها الحسرة والندم ، ينبغي رعاية حدود الصداقة وقوانينها، وعدم الافراط فيها، الاخذ بجانب الحزم والاحتياط والاعتدال. لأن كثيراً ما تتبدل الاحوال والاوضاع والظروف، وتصطدم المصالح والمنافع ويظهر الاختلاف في العلاقة بين الاصدقاء، فيتحول الحب إلى عداء وبغض وغضب وانتقام.
وفي هذه الحالة يستطيع الصديق المطلع على اسرار صديقه السابق ان يوجِّه اليه ضربات موجعة قد تشقي حياته، وربما تهلكه في بعض الاحيان.
لذا نرى ان الامام الصادق (عليه السلام) قد منع الافراط في مودة الصديق وحبه إلى حد افشاء الاسرار الخاصة والخطيرة فهو (عليه السلام) يقول:
(لا يطلع صديقك من سرك إلاّ على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك، فإن الصديق ربما كان عدواً)(1).
اجل، ان الإمام الصادق (عليه السلام) يقدم نوعاً راقياً من انواع التربية التي ينبغي ان يلتزم بها الإنسان في مسيرته الحياتية وان يكون دائما معتدلاً في حبه لأصدقائه، محافظاً على اسراره الخطيرة ولا يبوح بها لأي صديق كان، لأن الصديق ربما كان عدوا فيفتك به، وينتقم منه.
جاء في كتاب (رسالة الاخلاق ص323) ان احد علماء الغرب يقول:
(واذا تجاوزنا هذه المرحلة ، يأتي دور موضوع كيفية العِشرة والصداقة مع الاصدقاء، هناك كثير من الناس لا يزالون مضطربين قلقين ، يفشون بأخص اسرارهم إلى اصدقائهم فما ان تنقطع اواصر الصداقة والمحبة حتى ينتهي الامر إلى العداء، وبالسلاح الذي اعطي من قبل من اسرار صديقه يدمره تدميراً).
ويخطئ آخرون من طريق آخر : فهم لا يألون جهدا في العداء مع اعدائهم ، وبُعد لأي من الزمن حينما تنقشع سُحُب الغضب والكدر، وتهمد نيران العدوان، يحترقون بنار الالم والحسرة والخجل على ما قاموا به من عمل).
علينا ان نعمل هنا بما يراهُ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بهذا الخصوص، حيث وضح ذلك بكلمة شريفة له (عليه السلام) مليئة بالحكمة والموعظة، فهو يقول:
(أحبب حبيبك هوناً ما عسى ان يكون بغيضك يوماً ما وأبغِض بغيضك هوناً ما فعسى ان يكون حبيبك يوما ما)(2).
اجل، هكذا هي التربية الإسلامية، التي قوّى اصولها وجذّرها رسول الرحمة والانسانية محمد (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار (عليهم السلام) الذين ضحوا بأنفسهم من اجل هداية وتربية الفرد والمجتمع والانسانية جمعاء، تربية حسنة راقية ملؤها الود والخير وعموم المنفعة والإحسان فالأجدر بنا ان نسير على خطاهم وننشر مثل هذه التربية المتكاملة، لنجني ثمارها ونرقى في سّلم التكامل والحضارة.
_________
1- وسائل الشيعة: ج8، ص502، ح6.
2- وسائل الشيعة:ج8، ص502.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|