المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

هل نشأت الأجنحة في الحشرات كزوجين منذ البداية؟
14-1-2021
أنواع الحقول الجيوحرارية
6-6-2021
المواد النانوية
2023-11-20
Condensed Structural Formula
11-6-2019
Negation- Sentential and manner-type negation
2023-04-26
Plant Development
27-10-2015


الاعتدال في الصداقة  
  
4488   01:57 مساءاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص140-142
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-16 236
التاريخ: 22-12-2021 2566
التاريخ: 8-1-2022 2504
التاريخ: 19-1-2016 4794

من الأمور المهمة والواجب ملاحظتها في الصداقة لكي تستمر ولا تؤدي إلى نتائج سيئة ملؤها الحسرة والندم ، ينبغي رعاية حدود الصداقة وقوانينها، وعدم الافراط فيها، الاخذ بجانب الحزم والاحتياط والاعتدال. لأن كثيراً ما تتبدل الاحوال والاوضاع والظروف، وتصطدم المصالح والمنافع ويظهر الاختلاف في العلاقة بين الاصدقاء، فيتحول الحب إلى عداء وبغض وغضب وانتقام.

وفي هذه الحالة يستطيع الصديق المطلع على اسرار صديقه السابق ان يوجِّه اليه ضربات موجعة قد تشقي حياته، وربما تهلكه في بعض الاحيان.

لذا نرى ان الامام الصادق (عليه السلام) قد منع الافراط في مودة الصديق وحبه إلى حد افشاء الاسرار الخاصة والخطيرة فهو (عليه السلام) يقول:

(لا يطلع صديقك من سرك إلاّ على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك، فإن الصديق ربما كان عدواً)(1).

اجل، ان الإمام الصادق (عليه السلام) يقدم نوعاً راقياً من انواع التربية التي ينبغي ان يلتزم بها الإنسان في مسيرته الحياتية وان يكون دائما معتدلاً في حبه لأصدقائه، محافظاً على اسراره الخطيرة ولا يبوح بها لأي صديق كان، لأن الصديق ربما كان عدوا فيفتك به، وينتقم منه.

جاء في كتاب (رسالة الاخلاق ص323) ان احد علماء الغرب يقول:

(واذا تجاوزنا هذه المرحلة ، يأتي دور موضوع كيفية العِشرة والصداقة مع الاصدقاء، هناك كثير من الناس لا يزالون مضطربين قلقين ، يفشون بأخص اسرارهم إلى اصدقائهم فما ان تنقطع اواصر الصداقة والمحبة حتى ينتهي الامر إلى العداء، وبالسلاح الذي اعطي من قبل من اسرار صديقه يدمره تدميراً).

ويخطئ آخرون من طريق آخر : فهم لا يألون جهدا في العداء مع اعدائهم ، وبُعد لأي من الزمن حينما تنقشع سُحُب الغضب والكدر، وتهمد نيران العدوان، يحترقون بنار الالم والحسرة والخجل على ما قاموا به من عمل).

علينا ان نعمل هنا بما يراهُ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بهذا الخصوص، حيث وضح ذلك بكلمة شريفة له (عليه السلام) مليئة بالحكمة والموعظة، فهو يقول:

(أحبب حبيبك هوناً ما عسى ان يكون بغيضك يوماً ما وأبغِض بغيضك هوناً ما فعسى ان يكون حبيبك يوما ما)(2).

اجل، هكذا هي التربية الإسلامية، التي قوّى اصولها وجذّرها رسول الرحمة والانسانية محمد (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار (عليهم السلام) الذين ضحوا بأنفسهم من اجل هداية وتربية الفرد والمجتمع والانسانية جمعاء، تربية حسنة راقية ملؤها الود والخير وعموم المنفعة والإحسان فالأجدر بنا ان نسير على خطاهم وننشر مثل هذه التربية المتكاملة، لنجني ثمارها ونرقى في سّلم التكامل والحضارة.

_________

1- وسائل الشيعة: ج8، ص502، ح6.

2- وسائل الشيعة:ج8، ص502.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.