المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

وقوع خطأ أداري يبرر فسخ العقد الاداري
15-6-2016
الخيانة والخبث‏ في القران الكريم
21-01-2015
مخارج الحروف
30-7-2016
Simple Benzene Naming
20-8-2019
ملك الوحي يخبر رسول اللّه
4-5-2017
الخلل الواقع في الصلاة‌ عمدا
10-10-2016


تحول النقد الأدبي الى بلاغة  
  
1587   01:50 مساءً   التاريخ: 4-6-2017
المؤلف : مصطفى عبد الرحمن إبراهيم
الكتاب أو المصدر : في النقد الأدبي القديم عند العرب
الجزء والصفحة : ص186
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /

النقد الأدبي أبو البلاغة العربية، في حجره نشأت وفي رحابه درجت، فهي تنسب إليه، وتنبثق عنه، ولهذا توثقت الصلة بينهما، فالنقد نظرات فاحصة في الأدب، تتبين من خلالها محاسنه ومساوئه وتنكشف بها وجوه كماله ونقصه ومواطن جماله وقبحه، وأسباب ما أصاب من رفعة أو ضعة وهذه النظرات في استمرارها وفيما تكشف عنه وجهت أولئك الناظرين الى دراسة الأساليب البيانية في هذا الأدب، ومهدت لتبين الأسباب التي يتحقق بالتزامها جمال الكلام، وهذه الأسباب هي التي تحولت الى تلك القواعد والأسس والأصول للبلاغة العربية.

والملاحظ ارتباط البلاغة بالنقد الأدبي كان قوياً وشاملاً في القرون الأولى، وكانت الروح الأدبية مسيطرة غالبة على هذا الارتباط وبهذا كانت دراسة البلاغة في ظل النقد الأدبي أدبية مثالية، تتجه الى بيان ما ينبغي أن يكون عليه القول الحسن، وما به أن يكون جميلا. فلما اتضحت النزعة الفلسفية المنطقية والاتجاه الكلامي في دراسة البلاغة تميزت عن النقد الأدبي، وأخذت الصبغة العلمية. وصارت دراستها قاعدة وصفية، تتجه الى بيان القواعد الاصطلاحية في تعريف التشبيه وأقسامه والاستعارة وأنواعها وهكذا، وبهذا ابتعدت البلاغة عن النقد في أخص خصائصه، وهو التذوق الأدبي(1)

وفي نهاية القرن الرابع الهجري، ظهرت كلمة البلاغة بمدلولها الاصطلاحي المعروف وألف عبد القاهر الجرجاني كتاب (أسرار البلاغة)

وهو مدرك لهذا المدلول تمام الإدراك. ويقول المؤرخون للبلاغة إن عبد القاهر هو الذي وضع الأسس الواضحة لهذا العلم، بتأليفه كتاب (دلائل الإعجاز) في (علم المعاني) و(أسرار البلاغة) في (علم البيان)(2).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1)في النقد الأدبي عند العرب د/ محمد ظاهر درويش ص30.

2)تاريخ النقد الأدبي والبلاغة، د / محمد زغلول سلام ص23.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.