تشمل هذه المجموعة الاملاح المعدنية السامة ذات الخصائص التالية : -

1- تأثير مزدوج : - تأثير موضعي يظهر بعد بضع دقائق من ملامسة السم للنسج وآخر تشاهد مظاهره في قسم من الاحشاء الجسمية كالقلب والكبد والكليتين وذلك بعد امتصاص السم .

ولذلك فلا يترك السم أثرا في الفم والبلعوم والمرئ لعدم ملامسته للغشاء المخاطي لهذه الاعضاء فترة تكفي لا ظهار آُثار التخريش .

2- تبدو أعراض التسمم بعد فترة من التناول تختلف تبعا لطبيعة وكمية السم وحالة المعدة ومحتوياتها .

3- يسبب السم التهابا في الجهاز الهضمي وتظهر اعراضه على هيئة غثيان وقيء ومغص واسهال .

4- يطرح السم خارج الجسم ويعثر عليه في البول بعد مدة أقلها 30 دقيقة ويستمر ذلك لعدة أيام او أسابيع أحيانا بعد الجرعة الاخيرة .

5- تطرح غالبية السموم في القناة الهضمية وان لم يكن تناولها عن طريق الفم .

6- تقاوم هذه المجموعة من السموم التفسخ ويمكن العثور عليها مختبريا في الانسجة الرخوة المضمحلة لجثة متفسخة بصورة متقدمة .

7- تسبب هذه المواد تسمما حادا ومزمنا ويعثر عليها مختبريا في الحالة الثانية في الشعر والاظافر ونهايات العظام الطويلة .

الزرنيخ : - عرفت الخصائص السامة لمركب الزرنيخ منذ زمن بعيد جدا فهي أكثر السموم المستعملة شيوعا في قتل البشر عندنا والبهائم النافعة كالاغنام والابقار في بعض البلدان العربية الاخرى لغرض الانتقام من مالكها لما لهذا السم من مميزات يعرف معظمها الكثير من أفراد الشعب نذكر أهمها :-

1- سهولة الحصول على السم لكونه في متناول اليد ومعروف كسم من قبل الكثير من الناس .

2- السم عديم الطعم والرائحة فلا يشعر الشخص به عند تناوله الطعام المقدم له والحاوي على السم .

3- يساعد لونه الاصفر على خلطه واخفاء معالمه مع غالبية المواد الغذائية المستعملة عندنا والتي تتميز بأنها صفراء اللون كالمرق والتمر والمعجنات السكرية .

4- لا تظهر أعراض التسمم بعد تناول السم مباشرة وقد تتأخر لساعات عديدة سيما ان كان الطعام غنيا بالمادة الدهنية وعليه فأن ظهور الاعراض بعد فترة طويلة لا يوحي بالشك بأن الحالة تسممية

5- ان الكمية القاتلة من المركب الزرنيخي المستعمل عندنا بكثرة وهو كبريتيد قليلة بحيث لا تجلب انتباه من يتناول طعاما دسّ فيه هذا السم .

6- تشبه الاعراض التسممية الناجمة عن سم الزرنيخ كثيرا اعراض التهاب المعدة والامعاء الامر الذي يؤدي احيانا الى الاعتماد بأن الحالة مرضية وليست تسممية .

مصارده واستعماله : تباع مركبات الزرنيخ عندنا في الاسواق حيث تستعمل في الصناعة ولابادة الحشرات النباتية ولتغطيس الاغناء لقتل حشرات أصوافها ولازالة الشعر عن جسم الانسان ، ويباع للغرض الاخير داخل علب من ورق المقوى على هيئة مسحوق مكون من كبريتيد الزرنيخ بنسبة الربع تقريبا مع مادة اوكسيد الكالسيوم ويعرف الخليط محليا بالنورة أو دواء الحمام أو الحناء البيضاء كما يستعمل المركب نفسه لتحضير بعض المتفجرات المصنوعة محليا والمعروفة بالبوتاس وتتكون من مقادير متساوية في الغالب من الزرنيخ الاصفر التجاري وكلورات البوتاسيوم ويعرف الزرنيخ الاصفر محليا بالهالج ويتكون من كبريتيد الزرنيخ ومن ثالث اوكسيد الزرنيخ .ان غالبية وقائع التسمم الزرنيخي في العراق جنائية وان كبريتيد الزرنيخ التجاري (الهالج) هو المركب الوحيد الذي يستعمل في الحالات التي شاهدناها ويلي ذلك التسمم العارضي المسبب عن تناول بعض الاطفال لقسم من مركباته جهلا ، ثم الانتحاري .

الزئبق : - تعتبر كافة مركبات الزئبق من المواد السامة اذا امتصت بكمية كافية لاحداث التسمم . اما معدن الزئبق فلا يسمم يبلغ منه مقداراً ما لأنه يمر بسرعة خلال القناة الهضمية وهو الوحيد من المعادن ذي الصفة السائلة في الحرارة الاعتيادية .ولونه مائل للزرقة وبراق فضي المظهر ان كان نفيا . يتبخر بكميات قليلة اذا تعرض لحرارة درجتها 13 سنتغراد فأكثر .

استعماله : - تستعمل المركبات الزئبقية في صناعات مختلفة منها تحضير حشوة كبسولة العتاد الناري الحاوية على فلمنادت الزئبق كما تستعمل لطلاء المرايا ولا بادة الفطريات والحشرات وبالاضافة لهذا فأن عددا من العقاقير العلاجية تحوي مركبات زئبقية متنوعة الامر الذي يجعل المركبات الزئبقية في متناول اليد كما قد يعرض العمال المهنيين احيانا لداء التزأبق .

ان وقائع التسمم بالزئبق التي شاهدناها كانت انتحارية وعارضية نتجت عن تناول خبز حضر من حنطة معالجة بمادة الكرونوسن او ما شابهها كالفلسان - مركب زئبقي يخلط مع القمح لوقايته من المرض - .

الانتيمون : - مادة معدنية رمادية اللون عديمة الطعم والرائحة تستعمل في صناعة حروف الطباعة والمطاط وحشوة كبسولات العتاد الناري وتستعمل بعض مركباتها لمعالجة داء البلهارزيا . يحصل التسمم أحيانا بعد زرق المركبات المذكورة بسبب تراكم الانتيمون او عدم مراعاة الاصول في استعمالها . وقد كانت الحالات التسممية التي شاهدناها عارضية حصلت اثر زرق بعض مركباته العضوية لقصد المعالجة .