أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3372
التاريخ: 7-4-2016
2918
التاريخ: 7-4-2016
3128
التاريخ: 7-4-2016
2975
|
من زعماء الشيعة وعيونهم الذين روعهم معاوية الزعيم المثالي عبد الله ابن هاشم المرقال فقد كان معاوية يحمل فى نفسه كمدا وحقدا عليه وذلك لولائه واخلاصه لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولموقف ابيه هاشم في يوم صفين ذلك الموقف الخالد الذي اخافه وارهبه حتى صمم على الهزيمة والفرار وللتشفي والانتقام منه فقد كتب الى عامله زياد رسالة يطلب فيها القبض على عبد الله لينكل به وهذا نص كتابه : أما بعد : فانظر عبد الله بن هاشم بن عتبة فشدّ يده الى عنقه ثم ابعث به إليّ .
ولما وصلت رسالة معاوية الى زياد قام فى طلبه وحينما علم بذلك عبد الله هرب واختفى منه وعلم به بعض الأوغاد فجاء الى معاوية ليتقرب إليه فأخبره انه قد اختفى عند امرأة مخزومية فكتب معاوية الى زياد ما يلي : أما بعد : فاذا اتاك كتابي هذا فاعمد الى حي بنى مخزوم ففتشه دارا دارا حتى تأتي الى دار فلانة المخزومية فاستخرج عبد الله بن هاشم المرقال منها فاحلق راسه والبسه جبة شعر وقيّده وغل يده الى عنقه واحمله على قتب بغير وطاء ولا غطاء واقدمه إلي ؛ وقام زياد ففتش حي بنى مخزوم حتى ظفر بعبد الله فحمله إليه بالكيفية التي ارادها وهو مهان الجانب محطم الكيان فوصل الى دمشق في يوم الجمعة وهو يوم القبول الذي اعده معاوية لمقابلة اشراف قريش ووجوه العراقيين ولم يشعر معاوية إلا وابن هاشم قد ادخل عليه فعرفه ولم يعرفه ابن العاص فالتفت معاوية إليه قائلا : يا أبا عبد الله هل تعرف هذا الفتى؟ قال : لا.
فقال معاوية هذا الذي يقول أبوه يوم صفين :
إني شريت النفس لما اعتلا وأكثر اللوم وما أقلا
أعور يبغي أهله محلا قد عالج الحياة حتى ملا
لا بد أن يفل أو يفلا أسلهم بذي الكعوب سلا
لا خير عندي في كريم ولى
فبهر ابن العاص وقال متمثلا :
وقد ينبت المرعى على دمن الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هيا
وتذكر ابن العاص مواقف أبيه يوم صفين فقال لمعاوية : دونك يا أمير المؤمنين الضب المضب فاشخب اوداجه على أثباجه ولا ترده الى أهل العراق فانه لا يصبر على النفاق وهم أهل غدر وشقاق وحزب ابليس ليوم هيجانه وإن له هوى سيوديه ورأيا سيطغيه وبطانة ستقويه وجزاء سيئة سيئة مثلها ؛ فانبرى إليه عبد الله كالأسد الغضبان مسددا له سهاما من القول غير هياب له قائلا : يا عمرو إن أقتل فرجل اسلمه قومه وأدركه يومه أفلا كان هذا منك إذ تحيد عن القتال ونحن ندعوك الى النزال وأنت تلوذ بشمال النطاف وعقائق الرصاف كالأمة السوداء والنعجة القوداء لا تدفع يد لامس؟
فالتاع ابن العاص ولم يستطع أن يقول شيئا سوى التهديد والتوعيد له قائلا : أما والله لقد وقعت في لهازم شدقم للأقران ذي لبد ولا أحسبك منفلتا من مخالب أمير المؤمنين .
فأجابه ابن هاشم غير معتن بتهديده قائلا : أما والله يا ابن العاص إنك لبطر فى الرخاء جبان عند اللقاء غشوم إذا وليت هياب إذا لقيت تهدر كما يهدر العود المنكوس المقيد بين مجرى الشوك لا يستعجل في المدة ولا يرتجي في الشدة أفلا كان هذا منك إذ غمرك أقوام لم يعنفوا صغارا ولم يمزقوا كبارا لهم أيد شداد وألسنة حداد يدعمون العوج ويذهبون الحرج يكثرون القليل ويشفون الغليل ويعزون الذليل؟ فلم يطق ابن العاص جوابا وبقي يفتش في حقيبة مكره عيبا يوصم به عبد الله فلم يجد شيئا سوى افتعال الكذب فقال : أما والله لقد رأيت أباك يومئذ تخفق احشاؤه وتبق أمعاؤه وتضطرب أصلاؤه كأنما انطبق عليه ضمد .
فانبرى إليه عبد الله مجيبا عن بهتانه وكذبه قائلا له : يا عمرو إنا قد بلوناك ومقالتك فوجدنا لسانك كذوبا غادرا خلوت بأقوام لا يعرفونك وجند لا يساومونك ولو رمت المنطق في غير أهل الشام لجحظ عليك عقلك ولتلجلج لسانك ولاضطرب فخذاك اضطراب القعود الذي أثقله حمله .
والتفت إليهما معاوية فقطع حديثهما قائلا : إيها عنكما ثم أمر باطلاق سراح عبد الله فاستاء ابن العاص لهذا العفو وانبرى الى معاوية يحرضه على الفتك والبطش به ويذكره مواقف أبيه هاشم في أيام صفين وقد نظم ذلك بأبيات من الشعر قال :
أمرتك أمرا حازما فعصيتني وكان من التوفيق قتل ابن هاشم
أليس أبوه يا معاوية الذي أعان عليا يوم حز الغلاصم
فلم ينثن حتى جرت من دمائنا بصفين أمثال البحور الخضارم
وهذا ابنه والمرء يشبه شيخه ويوشك أن تقرع به سن نادم
فأجابه عبد الله :
معاوي إن المرء عمرا أبت له ضغينة صدر غشها غير نائم
يرى لك قتلي يا ابن هند وإنما يرى ما يرى عمرو ملوك الأعاجم
على انهم لا يقتلون أسيرهم إذا منعت منه عهود المسالم
وقد كان منا يوم صفين نقرة عليك جناها هاشم وابن هاشم
قضى ما قضى منها وليس الذي مضى ولا ما جرى إلا كأضغاث حالم
واندفع معاوية قائلا :
أرى العفو عن عليا قريش وسيلة الى الله فى يوم العضيب القماطر
ولست أرى قتل العداة ابن هاشم بادراك ثاري في لؤي وعامر
بل العفو عنه بعد ما بان جرمه وزلت به إحدى الجدود العواثر
فكان أبوه يوم صفين جمرة علينا فأردته رماح نهابر
لقد روع عبد الله وأفزعه معاوية وهو لم يقترف ذنبا سوى ولائه لأمير المؤمنين (عليه السلام) الذي جعله ابن هند من أعظم الموبقات والجرائم وصرحت بعض المصادر أنه لم يعفو عنه بل أودعه فى ظلمات السجون.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|