المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24

صفات الهدي وبعض احكامه
2024-11-16
Unknown
23-2-2019
بيان طرق مشيخة التهذيب (القسم الثاني).
2023-07-31
Principle of Permanence
11-12-2018
الظواهر الجوية التي قد تؤدي إلى كوارث طبيعية
28-11-2017
[خدعة رفع المصاحف]
18-10-2015


الالتفات وتنوّع الكلام في القرآن  
  
1583   01:53 صباحاً   التاريخ: 17-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص 384-387 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / التحريف ونفيه عن القرآن /

ممّا أُخذ على القرآن : عدم نَسجه على منوالٍ واحد ، فهناك ظاهرة الالتفات وتنوّع الخطاب والانتقال والرجوع والقطع والوصل... وإلى أمثال ذلك من التنقّل الكلامي ، زَعَموا أنّه قد يُشوّش على القارئ فهم المعاني ! (1)

لكنّه جهلٌ بأساليب البديع من كلام العرب ، وما ذاك الالتفات وهذا التنقّل في الخطاب إلاّ تطريةً في الكلام ، تزيد في نشاط السامعين وتسترعي انتباههم لفهم مناحي الكلام أكثر وأنشط .

والشيء الذي أَغَفلوه أنّهم حَسِبوا من صياغة القرآن أنّها صياغة كتاب ، في حين أنّها صياغة خطاب .

إنّ لصياغة الكتاب مُمَيزّات تختلف عن مُمَيّزات صياغة الخطاب ، فقضيّة الجري على منوالٍ واحد هي خاصّة بصياغة الكتاب ، أمّا التنوّع والتنقّل والالتفات فهي من خاصّة صياغة الخطاب ، سواء أكان نَظماً أم نَثراً ، فلا يتقيّد الناطق بالاطّراد في سياقٍ واحد ، بل له الانتقال والتحوّل أثناء الكلام حسبما ساقته دلائل المقام .

فهذا عزيز مصر ـ ينقل كلامه القرآن حينما واجه امرأته ويوسف على حالة استنكرها ـ يقول : { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} [يوسف : 29] ، فيُخاطب يوسف أَوّلاً ، ثُمَّ يَلتفت إلى امرأته يُوبّخها .

وكِلا الخطابَين مُنساق في نسقٍ واحد ولكن في واجهتَين ، وقد نَقله القرآن على شاكلته الأُولى . والقرآن كلّه من هذا القبيل ؛ لأنّه كلام اللّه واجه به عباده في صياغة خطاب ولم ينزل في صياغة كتاب ؛ ومِن ثَمَّ كانت فيه هذه الكثرة من الالتفات والتنقّل في الكلام ، الأمر الذي زادَ في طرواته وزانَ في طُلاوته .

يقول تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } [الفتح : 8 ، 9].

يبتدئ الكلام بالخطاب مع الرسول ويتحوّل مِن فوره إلى مواجهة المؤمنين .

ثُمَّ الضماير المتتابعة الثلاثة ( وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ ) يعود الأَوّلان منها إلى النبيّ والثالث إلى اللّه ! وهذا من مداورة الكلام مِن وِجهةٍ إلى وِجهة ، ويُعدُّ من أَلطف صُنع البديع .

ولا يخفى أنّ مِثل هذا لا يدخل في متشابه الكلام بعد معروفيّة مراجع الضمائر لدى المخاطبينَ النابهينَ ، وهو من حُسن الوجازة وظريف البيان ( في ظاهر إبهام وواقع إحكام ) سهلاً ممتنعاً يكسو الكلام حلاوةً مُمتعة .

فبدلاً من أن يكون الكلام مشوَّهاً مضطرب المفاد ـ حسبما رَاقه المُتعرّب المتكلّف ـ أصبح حلواً سائغاً يستلذّه المستمع النبيه .

ومِثله في القرآن كثير ويكون من لطيف صُنع البديع .

وبديعةُ الالتفات كانت غرّة البدائع التي ازدان بها كلام ربّ العالمينَ ، وقد بحثنا عنها وعن أنواع ظرائفها عند البحث عن روائع فنون بدائع كلامه تعالى ( في المجلّد الخامس من التمهيد ) ، ونبّهنا هناك على أنّه لابدّ في كلّ التفاتة من فائدة رائعة وراء تَطرية الكلام والتفنّن فيه لتزيده رَونقاً فوق روعته ، وأَتينا بأَمثلة لذلك .

وهنا ـ في الآية الّتي تَمثّل بها المُتكلّف من سورة يونس ـ نقول : إنّه يزيد مبالغةً في الاستنكار :

قال تعالى : {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا} [يونس : 21].

يعني : أنّ أُولئك الكَفَرة الجُحُود إذا كشف اللّه عنهم ضرَّهم ، فبدلاً من أنْ يشكروا ، تَراهم يكفرون نعمةَ اللّه ، ويحاولون تغطيتها بأنواع الملتبسات...

فيُمثّل لذلك ركوبهم البحر ومواجهة الطوفان : {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ } [يونس : 22 ، 23] .

فبدأ يواجههم في الخطاب ، لكنّه في الأثناء يُغيّر وِجهة الكلام إلى التكلّم عن غائبينَ ؛ ليُحوّل وِجهة السامعين من كونهم مخاطبينَ إلى كونهم ناظرينَ مستمعين ، وذلك للتمكّن في نفوسهم من استقباح ما يشهدونه من فضيع الحال وشنيع المَآل ، فيلمسوا قَباحة العمل وهم يرونه مِن كَثَب ، فيكونوا هم الحاكمينَ على فعالهم بالتقبيح .

قال الزمخشري : ما فائدة صرف الكلام عن الخطاب إلى الغَيبَة ؟

قال : المبالغة ، كأنّه يذكر لغيرهم حالهم ؛ ليُعجبهم منها ويستدعي منهم الإنكار والتقبيح (2) .

وذلك لأنّ القبيح من الغير يبدو أقبح ممّا لو ذُكر عن النفس .

وهكذا التنقّل من شأن إلى شأن كان من خاصّيّة الكلام إذا كان خطاباً لا كتاباً ، يتنقّل فيه المتكلّم من حالٍ إلى حال ، وربّما من موضوعٍ إلى موضوع آخر ، ثُمّ يعود  إلى موضوعه الأَوّل حَسبَما يقتضيه الحال والمقام ، والتنقّل ظاهرة قرآنيّة شاملة ولا سيّما في السور الطوال .

مثلاً نراه يتعرّض لمسألة الطلاق والعدد في آيات ( البقرة : 228 ـ 237 ) وينتقل إلى الترغيب في المحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى ( الآية : 238 ) وصلاة الخوف ( الآية : 239 ) ويَذكر المُتوفّى عنها زوجها ( الآية : 240 ) ثُمَّ يعود إلى ذكر المطلّقات ( الآية : 241 ) الأمر الذي لم يكن متناسباً لو كان الكلام كتاباً ، ويجوز في الخطاب ، وهذا أيضاً في القرآن كثير .

إذن ، فلا موضع لسفاسف الأباعد من عدم الالتئام في نَظم القرآن .

قال هاشم العربي ـ بشأن آية الكرسي بعد ما وَصَفها بفخامة اللفظ والمحتوى بحيث لا يوجد لها نظير في جميع القرآن ـ : إنّها بين جارتَيها ( الآية السابقة عليها واللاحقة لها ) كقطعة ديباج رُقّع بها ثوب كِرباس ، قال : وأكثر القرآن على هذه الصفة من عدم القِران بين آياته ، والانتقال توّاً من الأَوْج إلى الحضيض ومِن ذِكر الجنّة والمغفرة إلى ذِكر المحيض (3) .

____________________________
(1) هاشم العربي محلق ترجمة كتاب الإسلام ، ص423 .

(2) الكشّاف ، ج2 ، ص338 .

(3) ملحق ترجمة كتاب الإسلام ، ص439 وهو آخر رسالته .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .