أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
3365
التاريخ: 16-3-2016
3406
التاريخ: 26-6-2019
4468
التاريخ: 16-3-2016
3375
|
كان ابن الزّبير لاجئاً إلى مكّة فراراً مِن البيعة ليزيد وقد ثقل عليه اختلاف الناس على الإمام الحُسين (عليه السّلام) وإجماعهم على تعظيمه وتبجيله وزهد الناس وانصرافهم عنه ؛ لأنّه لمْ يكن يتمتع بصفة محبوبة ولا بنزعة كريمة.
يقول زيد بن علي الجذعاني : وكانت فيه خلال لا تصلح معها الخلافة ؛ لأنّه كان بخيلاً ضيّق العطن سيّئ الخُلُق حسوداً كثير الخلاف ؛ أخرج محمّد بن الحنفيّة ونفى عبد الله بن عباس إلى الطائف , ومِنْ مظاهر ذاتياته الشحّ والبخل وفيه يقول الشاعر :
رأيتُ أبا بكر وربُّك غالبٌ على أمره يبغي الخلافةَ بالتمرِ
وقد عانى الشعب في أيّام حكمه القصير الجوع والحرمان كما عانت الموالي التي بالغت في نصرته أشدّ ألوان الضيق وقد عبّر شاعرهم عن خيبة أملهم في نصرته يقول :
إنّ المواليَ أمستْ وهي عاتبةٌ على الخليفةِ تشكو الجوع والسَّغبا
ماذا علينا وماذا كان يرزؤنا أيّ الملوكِ على مَنْ حولنا غلبا
وأظهر ابن الزّبير النسك والطاعة والتقشف ؛ تصنّعاً لصيد البسطاء وإغراء السذّج , وقد وصفه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بقوله : ينصب حبالة الدين لاصطفاء الدنيا .
ومِن المؤكد أنّه لمْ يكن يبغي في خروجه على سلطان بني أُميّة وجه الله ؛ وإنّما كان يبغي المُلْك والسلطان وقد أدلى بذلك عبد الله بن عمر حينما ألحّت عليه زوجته في مبايعته وذكرت له طاعته وتقواه فقال لها : أما رأيت بغلات معاوية التي كان يحجّ عليها الشهباء؟ فإنّ ابن الزّبير ما يريد غيرهن , وعلى أيّ حالٍ فإنّ ابن الزّبير لمْ يكن شيء أثقل عليه مِنْ أمر الحُسين ؛ لعلمه بأنّه لا يبايعه أحد مع وجود الحُسين (عليه السّلام) ؛ لأنّه ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فليس على وجه الأرض أحدٌ يساميه ولا يساويه كما يقول ابن كثير , وأكّد ذلك أوكلي قال : إنّ ابن الزّبير كان مقتنعاً تماماً بأنّ كلّ جهوده ستضيع عبثاً طالماً بقي الحُسين على قيد الحياة ولكن إذا أصابه مكروه فإنّ طريق الخلافة سيكون ممهّداً له , وكان يشير على الإمام بالخروج إلى العراق للتخلّص منه ويقول له : ما يمنعك مِنْ شيعتك وشيعة أبيك؟ فو الله لو أنّ لي مثلهم ما توجّهت إلاّ إليهم , ولمْ يمنح ابن الزّبير النصيحة للإمام ولمْ يخلص له في الرأي ؛ وإنّما أراد أنْ يستريح منه , ولمْ تخفَ على الإمام دوافعه فراح يقول لأصحابه : إنّ هذا ـ وأشار إلى ابن الزّبير ـ ليس شيء مِن الدنيا أحبّ إليه مِنْ أن أخرج مِن الحجاز وقد علم أنّ الناس لا يعدلونه بي ؛ فودّ أنّي خرجت حتّى يخلو له , ولمْ تحفل السلطة الاُمويّة بابن الزّبير وإنّما وجّهت جميع اهتمامها نحو الإمام الحُسين (عليه السّلام).
استبعد الشيخ محمّد الغزالي أنّ ابن الزّبير قد أشار على الحُسين بالخروج إلى العراق ليستريح منه قال : فعبد الله بن الزّبير اتقى الله وأعرق في الإسلام مِنْ أنْ يقترف هذه الدنية , وهذا الرأي بعيد عن الواقع ؛ فإنّ ابن الزّبير لمْ تكن له أيّة حريجة في الدين فهو الذي أجّج نار الفتنة في حرب الجمل وزج أباه فيها وقد تهالك على السلطان وضحّى بكلّ شيء في سبيله وقد كان مِنْ
أعدى الناس للعترة الطاهرة ومَنْ كان هذا شأنه فهل يكون تقيّاً وعريقاً في الإسلام؟!
ومِن الآراء الرخيصة ما ذهب إليه أنيس زكريا المعروف بنزعته الاُمويّة أنّ مِنْ أهمّ الأسباب التي أدّت إلى قتل الإمام الحُسين (عليه السّلام) تشجيع ابن الزّبير له في الخروج إلى العراق فقد كان له أثره المهم في نفسه , وهذا القول مِنْ أهزل الآراء ؛ فإنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) لمْ يتأثر بقول ابن الزّبير ولمْ ينخدع بتشجيعه له وإنّما كانت هناك عوامل أُخرى حفّزته إلى الخروج إلى العراق .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|