المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



مقتل مسلم ومسير الحسين نحوا العراق  
  
3498   12:39 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد الى معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص316-319.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /

لما قتل مسلم وهاني (رحمة الله عليهما) بعث عبيد الله بن زياد برأسيهما مع هاني بن ابي حية الوادعي، والزبير بن الاروح التميمي، إلى يزيد بن معاوية وأمر كاتبه أن يكتب إلى يزيد بما كان من أمر مسلم وهاني، فكتب الكاتب وهو عمرو بن نافع فأطال فيه وكان أول من أطال في الكتب فلما نظر فيه عبيد الله كرهه فقال: ما هذا التطويل وما هذا الفضول؟ اكتب: أما بعد فالحمد لله الذي أخذ لأمير المؤمنين حقه، وكفاه مؤنة عدوه، أخبر أمير المؤمنين ان مسلم بن عقيل لجأ إلى دار هاني بن عروة المرادى، وانى جعلت عليهما المراصد والعيون ودسست اليهما الرجال وكدتهما حتى استخرجتهما، وأمكن الله منهما، فقدمتهما وضربت أعناقهما وقد بعث اليك برأسيهما مع هاني بن أبى حية الوادعي والزبير بن الاروح التميمي وهما من أهل السمع والطاعة والنصيحة، فليسئلها أمير المؤمنين عما أحب من أمرهما فان عندهما علما وصدقا و ورعا والسلام.

 فكتب اليه يزيد:

اما بعد فانك لم تعد ان كنت كما احب عملت عمل الحازم، وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش وقد اغنيت وكفيت وصدقت ظني بك ورأيي فيك، وقد دعوت رسوليك فسألتهما وناجيتهما فوجدتهما في رأيهما وفضلهما كما ذكرت، فاستوص بهما خيرا، وانه قد بلغني ان حسينا قد توجه إلى العراق فضع المناظر والمسالح واحترس واحبس على الظنة واقتل على التهمة واكتب إلى فيما يحدث من خبر أنشاء الله تعالى.

وكان خروج مسلم بن عقيل رحمة الله عليه بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة سنة ستين، وقتله (ره) يوم الاربعاء لتسع خلون منه يوم عرفة، وكان توجه الحسين صلوات الله عليه من مكة إلى العراق في يوم خروج مسلم بالكوفة وهو يوم التروية بعد مقامه بمكة، بقية شعبان وشهر رمضان وشوالا وذا العقدة وثمان ليال خلون من ذي الحجة سنة ستين، وكان قد اجتمع اليه (عليه السلام) مدة مقامه بمكة نفر من اهل الحجاز، ونفر من اهل البصرة انضافوا إلى اهل بيته ومواليه.

ولما أراد الحسين (عليه السلام) التوجه إلى العراق طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، وأحل من احرامه وجعلها عمرة، لأنه لم يتمكن من تمام الحج مخافة ان يقبض عليه بمكة فينفذ إلى يزيد بن معاوية، فخرج (عليه السلام) مبادرا باهله وولده ومن انضم اليه من شيعته، ولم يكن خبر مسلم قد بلغه لخروجه في يوم خروجه على ما ذكرناه.

فروى عن الفرزدق الشاعر انه قال : حججت بأمي في سنة ستين، فبينا انا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم اذلقيت الحسين بن على (عليهما السلام)، خارجا من مكة مع أسيافه وأتراسه، فقلت: لمن هذا القطار؟.

فقيل: للحسين بن على (عليهما السلام)، فأتيته فسلمت عليه وقلت له: أعطاك الله سؤلك وأملك فيما تحب بأبي انت وأمي يا بن رسول الله ما أعجلك عن الحج؟.

فقال: لو لم أعجل لآخذت، ثم قال لى: من أنت؟.

قلت: أمرؤ من العرب، فلا والله ما فتشني عن أكثر من ذلك، ثم قال لى: أخبرني عن الناس خلفك؟.

فقلت: الخبير سئلت، قلوب الناس معك وأسيافهم عليك، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء .

فقال: صدقت لله الامر، وكل يوم هو في شأن، ان نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على اداء الشكر، وان حال القضاء دون الرجاء، فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته، فقلت له: اجل بلغك الله ما تحب وكفاك ما تحذر، وسألته عن أشياء من نذور ومناسك فأخبرني بها، وحرك راحلته وقال: السلام عليك، ثم افترقنا.

وكان الحسين بن على (عليهما السلام) لما خرج من مكة اعترضه يحيى بن سعيد بن العاص ومعه جماعة أرسلهم عمرو بن سعيد اليه، فقالوا له: انصرف إلى أين تذهب فأبى عليهم ومضى، وتدافع الفريقان واضطربوا بالسياط وامتنع الحسين وأصحابه منهم امتناعا قويا وسار حتى اتى التنعيم فلقى غيرا قد اقبلت من اليمن، فاستأجر من اهلها جمالا لرحله وأصحابه، وقال لاصحابنا: من أحب أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كرائه، وأحسنا صحبته، ومن أحب ان يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراه على قدر ما قطع من الطريق، فمضى معه قوم وامتنع آخرون.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.