المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التفسير الباطني  
  
15822   07:19 مساءاً   التاريخ: 9-3-2016
المؤلف : السيد محمد علي ايازي
الكتاب أو المصدر : المفسرون حياتهم ومنهجهم
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 86- 87 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الإجتهادي /

تفسير رمزي يرفض الظاهر ويهوي الى الباطن من دون تذوق وجداني وكشف باطني ، ويدّعي من فسره أن لكل محسوس ظاهراً وباطناً ، فظاهره ما تقع الحواس عليه ، وباطنه ما يحويه العلم به بأنه فيه ، واستدلوا بتفسيرهم ومنهجهم بقوله تعالى : {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات : 49] ، وقوله : {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان : 20] ، وقوله : {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام : 120] ، واستدلوا أيضاً بقوله النبي صلى الله عليه واله  (ما نزلت عليّ من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن) (1) .

انّ التفسير الباطني يقوم على أساس اصطناع نوع من المماثلة بين معنيين لا تربط بينهما أية علاقة حقيقية ، لا علاقة لغوية ، ولا علاقة عقلية في إيجاد العلة الأصولية المشتركة المنضبطة ، أو الاستدلال بالشاهد على الغائب ، أو بالحد الأوسط الذي يجمع بين مقدمتي القضية المنطقية) (2) . وقد يكون التفسير رمزياً فيه علاقة في إيجاد الربط المشتركة بعلاقة لغوية أو عقلية .

ونموذج من ذلك ، تأويلهم في قوله تعالى : {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً } [البقرة : 22] . بالوحي الصادر من الله للأنبياء والسماء هي شريعة الحق أو تجلي الوحي فسالت قلوب الرسل التي احتملت من الوحي قدر ما ينتفع به أهل دوره . .

وفي الحقيقة كان التفسير الباطني يقوم على أساس التأويل بينما يوجّه الباطنية تأويل النص في نطاق الايمان والظاهر في نطاق الإسلام ويقول بأن الإسلام لا يشمل الايمان ولا يقوم بموجباته ، ولكن الايمان يشمل الإسلام وما يتفرع منه وان كانوا يؤكدون أن المؤمن لا يُفضل الباطن على الظاهر وإنما عليه أن يُقر ويعمل بالظاهر أيضاً . ولابد أن تعلم الباطن بعد اكمال تعلم الظاهر حسب تعاليم الامام ، المكلف بالسهر على إقامة الأحكام وتنفيذ التأويل ومضمون آيات القرآن الكريم (3) . إلا ان تمام همهم إعطاء الآيات معنى باطنياً لا يفهم من ظاهر الكلام ولو كان بالتدبر والتفكر أو استفادة شاهد من محل آخر .

ولكن هذا المنهج يوجب بطلان الثقة بالألفاظ وسقط به منفعة كلام الله تعالى ، فان ما يسبق منه الى الفهم لا يوثق به والباطن لا ضبط له ، مضافاً الى ان ذلك تأويل يميل صاحبه نصرة مذهبه وعقيدته من دون الثقة على الاستدلال .

ومن أبرز سمات هذا التفسير ، التفاسير الرمزية الموجودة في الآثار الباطنية ، كالتفسير الرمزي للحروف المقطعة ، وتفسير بعض مذهب الإسماعيلية والبهائية و . . . ولكن لم يبق من الباطنية تفسير كامل ، بل الموجود منها تفسير بعض الآيات في الكتب الكلامية والتفاسير الدارجة .

في توضيح هذا البحث نذكر كلاماً من الدكتور محسن عبد الحميد تعريفاً بهذا المنهج :

(لا ريب أن الباحث المنصف عندما يستعرض التفاسير الباطنية ، ويدرس ما فيها من اتجاهات وأفكار ، يوقن أن القضية الباطنية لا تتصل بتفسير القرآن ، أو محاولة فهمه ، وإنما تتصل بمذاهب ونحل كونتها مصادر الثقافات والأديان الغريبة عن طبيعة الإسلام ، سواء تلك التي تتصل بمبادئه أم مقاصده ، أي أن الباطنية عندما رأت أن النص الإسلامي عائق أمامها في سبيل الوصول الى مآربها ، ألغته إلغاء تاماً ، ووضعت تلك الأفكار والفلسفات وبقايا الأديان المحرّفة بدل النص الذي يمثل دين الإسلام . إذ من غير المقبول ولا المعقول أن يلغي المسلم الذي يريد المحافظة على دين الإسلام اللغة العربية إلغاء تاماً من حياة النص الذي نزل بها لا بغيرها كي يبيّن الرسول ما نزل اليه لقومه . .

نعم من الممكن أن يحصل خلاف في فهم المعنى داخل اللغة ، معانيها ومقاصدها ، هذا شيء ، وقطع النص من حياة اللغة شيء آخر؛ لأنه يؤدي الى الغاء أصل التفاهم بين البشر ، وإدخال الفساد القاطع في أسس الفكر الإنساني) (4) .

والخلاصة يندرج التفسير الباطني ضمن التفسير بالرأي ، بل هو أوضح مصاديقه وأبرزها وبلحاظ طبيعته يطلق عليه عنوان التطبيق والذي ارتضاه الباطنية يسميه التأويل وصار مدرسة وطريقة في النظر الى القرآن وقالوا ان المقصود بالقرآن باطنه دون ظاهره المعلوم باللغة واعتبروا أن نسبة الباطن الى الظاهر كنسبة اللب الى القشر وأن التمسك به يستوجب ترك ظاهره وهذا الاتجاه متشدد الى الغاية ومحاولة لإظهار االغرابة وخطورة على الشرع وأصوله وأحكامه ومقاصده ويوجب إبطال القواعد من الكلام وصرف الخلق عن اللسان .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

1- أنظر: عبد الحميد ، تطور تفسير القرآن الكريم/ 172 ، بحار الأنوار ، 89/ 94 ، بيروت ، وأصول الكافي ، 1/ 374 ، والموافقات ، 3/ 346 وكمالي دزفولي ، قانون التفسير/ 327 .

2- نفس المصدر/ 203 .

3- قاضي نعمان ، تأويل الدعائم ، 1/ 11 . بيروت ، دار الأضواء ، تحقيق الدكتور عارف تامر .

4- تطور تفسير القرآن الكريم/ 202 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .