المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17777 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التبيان في تفسير القرآن  
  
1985   03:33 مساءاً   التاريخ: 27-11-2014
المؤلف : فارس علي العامر
الكتاب أو المصدر : دروس في القران وعلومه ومناهج المفسرين
الجزء والصفحة : ص103-112.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الإجتهادي /

مؤلفه :

الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي .

ولد بطوس من بلاد خراسان سنة (385هـ ) وهاجر الى بغداد سنة (408هـ) ولازم الشيخ المفيد ، وبعد وفاته لازم علم الهدى السيد المرتضى مدة (23) سنة ، وبعد وفاة السيد انتقلت اليه الزعامة ، وتصدر كرسي الكلام في بغداد بطلب من الخليفة القادر بالله العباسي لعدم وجود من يفوقه علما ومعرفة بمباني الشريعة وأصول الكلام .

ولكن لم يدم هذا طويلاً ، حيث شن طغرل بيك أول ملوك السلاجقة الاغارة على الكرخ فأخرق مكتبة الشيعة هناك التي أنشاها أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة البويهي وفيها عشرات الألوف من الكتب النفيسة وفيها الكثير من النسخ الأصلية وبخطوط مؤلفيها .

هاجر الى النجف الأشرف سنة (449هـ) وحولها الى مركز للعلم وجامعة كبرى للشيعة ، وهناك عكف على التأليف والتدريس فألف أمهات كتبه كالمبسوط والخلاف والنهاية في الفقه ، والتبيان في التفسير ، والتهذيب والاستبصار في الحديث (وهما من كتب الحديث الأربعة ) ، والفهرست ، واختيار معرفة الرجال ، وهما في الرجال .

توفي سنة (460هـ) في النجف الأشرف ودفن فيها (1) .

تفسيره :

وهو تفسير شامل للقرآن ، تناول فيه مجالات علوم القرآن كالقراءات ، واللغة ، والإعراب ، وأسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، وغيرها .

واما عن سبب تأليفه فقد أشار إليه الشيخ في مقدمته بقوله : ....... فإن الذي حملني على الشروع في عمل هذا الكتاب أني لم أجد احداً في أصحابنا قديماً وحديثاً من عمل كتاباً يحتوي على تفسير جميع القرآن ، ويشتمل على فنون معانيه ، وإنما سلك جماعة منهم في جمع ما رواه

ونقله وانتهى اليه في الكتب المروية في الحديث ولم يتعرض أحد منهم لاستيفاء ذلك وتفسير ما يحتاج إليه ، فوجدت من شرع في تفسير القرآن من علماء الأمة بين مطيل في جميع معانيه ، واستيعاب ما قيل فيه من فنون ـ كالطبري وغيره ـ وبين مقصر اقتصر على ذكر غريبه ومعاني ألفاظه .

وسلك الباقون المتوسطون في ذلك مسلك ما قويت فيه منتهم (2) ، وتركوا ما لا معرفة لهم به ، فاهتم بعضهم بالإعراب ، وآخرون باللغة ، وآخرون بالمعاني الكلامية .

وأصلح من سلك في ذلك مسلكا جميلاً مقتصراً محمد بن بحر أبو مسلم الاصفهاني ، وعلي بن عيسى الرماني غير أنهما أطالا الخطب فيه ، وأوردا فيه كثيرا مما لا يحتاج .

وأنا أشرع في ذلك على وجه الإيجاز والاختصار لكل فن من فنونه ولا أطيل فيمله الناظر فيه ، ولا أختصر اختصارا يقصر فهمه عن معانيه " (3) .

بدأ الشيخ تفسيره بمقدمة مهمة ذكر فيها فضل القرآن وعظمته ، وعدم تحريفه ، ومعنى ظاهر القرآن وباطنه ، والمحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ ، وأسماء القرآن ن وفي معنى السورة والآية ، وأن القرآن نزل على حرف واحد كما عليه أصحابنا بينما ذهب غير الامامية الى نزوله على سبعة أحرف واختلفوا في معنى ذلك وتأويله ، قال بعضهم :على سبع لغات ، وقال آخرون : على سبعة معانٍ : أمر ونهي ، ووعد ووعيد ، وجدل ، وقصص وأمثال ، وقيل غير ذلك .

وقد اعتمد الشيخ تفسير الطبري إضافة الى ما ذكره من تفسير محمد بن بحر الاصفهاني ، والرماني ، ونقل عن سيبويه والزجاج ، وأبي علي الفارسي فيما يخص الإعراب ، ونقل عن الخليل بن أحمد الفراهيدي فيما يخص اللغة .

منهجه في التفسير :

يبدأ بذكر اسم السورة ، وعدد آياتها ، ومكيها ومدنيها ، وناسخها ومنسوخها ، ثم يتناولها آية آية ، يتعرض فيها لاختلاف القراءة والحجة عنده ، ويذكر مختلف الآراء والأقوال في اللغة والإعراب ، ويرجح ما يراه صحيحاً عنده .

ثم ينتهي بتفسير الآية تفسيراً واضحاً وهو غاية الإيفاء والايجاز . ويستشهد للغة والاعراب والتفسير بالشعر وأقوال وآراء النحويين ، وبما ورد عن ابن عباس ، ومجاهد ، وعطاء ، والسدي ، وغيرهم ويعتمد أو يؤيد رأيه بما روي عن المعصومين (عليه السلام) ، وإن لم يكن هناك مأثور اجتهد ؛ أي اعتمد على الرأي الممدوح .

أهم المسائل في منهجه :

يمكننا أن نوجز اهم المسائل التي تعرض إليها شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي (رحمه الله ) في تفسيره بالأمور التالية :

1- تعرض لمختلف المسائل كأسباب النزول ، والمسائل الكلامية المستفادة من ظواهر الآيات ، والمسائل الخلافية في الفقه والأحكام ، ومسائل الاعتقاد ، وقد جاء كل ذلك ببيان حسن وعبارات مهذبة عفيفة مؤدبة تتجلى فيها قمة الأخلاق .

2- التزم في منهجه بذكر المأثور ،ولكن القائم على اساس النقد والمحاكمة والترجيح ؛ ولذلك اشترط في قبوله شرطين :

أ ـ ما قام عليه الاجماع .

ب ـ أو ما نقل بالتواتر ، ورفض خبر الواحد .

3- ذم مذاهب بعض المفسرين ؛ كأبي صالح ، والسدي ، والكلبي ، وغيرهم .

4- اعتمد العقل " التفسير بالرأي الممدوح " في شرح معاني القرآن وأهدافه في الرد على مقالات الفرق والمذاهب المخالفة ، والدفاع عن عقائد الإمامية الاثني عشرية ، ودحض ما أورد عليهم من شبهات .

5- للغة دور مهم في منهجه ، فإنه يتعرض للغة بشتى فروع الكلمة وأصولها ، واحيانا لفقه اللغة حين يبحث عن اصل الكلمة وهل هي اصلية أو معربة ودخيلة ؟ وغيرها من القضايا اللغوية كالنحو ، والتصريف ، والاشتقاق ، والبلاغة ، والتي يبحثها كوسيلة يتمكن بها من خلال التفسير أن يرجح بعض الأقوال على البعض الآخر ، أو يوفق بين متعارضين .

6- وأما موقفه من الاسرائيليات فإنه ينقلها بتمامها لينقدها ويثبت ما يراه حقا ثابتا في نظره (4) .

مثال من تفسيره :

قوله تعالى : { الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } [البقرة / 3] .

آية بلا خلاف .

{الذين} : في موضع خفض لأنه نعت للمتقين ، ويجوز أن يكون رفعا على الابتداء . و {يؤمنون} : رفع لأنه فعل مستقبل ، والواو النون في موضع رفع ؛ لأنه كناية عن الفاعل ، والنون الأخيرة مفتوحة ، لأنها نون الجمع ، و { الصلاة} نصب لأنها مفعول به .

والإيمان في اللغة هو التصديق ، منه قوله تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا } [يوسف / 17] وقال : { يؤمنون بالجبت والطاغوت }[النساء / 50] وكذلك هو في

الشرع ، وعند اكثر المرجئة ، والمراد بذلك التصديق بجميع ما أوجب الله أو ندبه ، أو اباحه ، وهو المحكي عن ابن عباس في هذه الآية ؛ لأنه قال : " الذين يصدقون بالغيب " . وحكى الربيع بن أنس أنه قال : الذين يخشون بالغيب ، وقال : معناه يطيعون الله في السر والعلانية .

وقيل : إن الإيمان مشتق من الأمان ، والمؤمن من يؤمن نفسه من عذاب الله ، والله المؤمن لأوليائه من عذابه ، وذلك مروي في أخبارنا .

وقالت المعتزلة بأجمعها : الايمان هو فعل الطاعة ، ومنهم من اعتبر فرائضها ونوافلها ، ومنهم من اعتبر الواجب منه لا غير ، واعتبروا اجتناب الكبائر من جملتها .

وروي عن الرضا (عليه السلام) : " الايمان هو التصديق بالقلب ، والعمل بالأركان ، والقول باللسان " ، وقد بينا الأقوى من ذلك في كتاب الأصول .

وأما " الغيب" فحكي عن ابن عباس أنه قال : ما جاء من عند الله . وقال جماعة من الصحابة كابن مسعود وغيره : إن الغيب ما غاب عن العباد علمه من أمر الجنة والنار ، والأرزاق والأعمال ، وغير ذلك ، وهو الأولى ؛ لأنه عام ويدخل فيه ما رواه أصحابنا من زمان الغيبة ووقت خروج المهدي (عليه السلام) . قال قوم : الغيب هو القرآن ، حكي ذلك عن زر بن جيش .

وذكر البلخي أن الغيب كل ما أدرك بالدلائل والآيات مما تلزم معرفته .

وقال الرماني : الغيب خفاء الشيء عن الحس قرب أو بعد ، إلا أنه قد

كثرت صفة الغائب على البعيد الذي لا يظهر للحس .

وأصل الغيب من غاب ، يقولون : غاب فلان يغيب ، وليس الغيب ما غاب عن الأدراك ؛ لأن ما هو معلوم وإن لم يكن مشاهداً لا يسمى غيبا .

والأولى أن تحمل الآية على عمومها في جميع من يؤمن بالغيب .

وقال قوم : إنها متناولة لمؤمني العرب خاصة دون غيرهم من مؤمني أهل الكتاب ، قالوا : بدلالة قوله فيما بعد : { والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك } قالوا : ولم يكن للعرب كتاب قبل الكتاب الذي انزله الله على نبيه تدين بتصديقه ، وإنما الكتاب لأهل الكتابين .

وهذا غير صحيح ؛ لأنه لا يمنع ان تكون الآية الثانية خاصة في قوم ؛ لأن تخصيص الثانية لا يقتضي تخصيص الأولى ... الخ .

معنى { يقيمون الصلاة} يديمون أداء فرضها ، يقال للشيء الراتب : قائم ولفاعله مقيم ن ومن ذلك : فلان يقيم أرزاق الجند . قبل : انه مشتق من تقويم الشيء من قولهم : قام بالأمر إذا أحكمه وحافظ عليه . وقيل : إنه مشتق مما فيه من القيام ، ولذلك قيل : قد قامت الصلاة .

وأما " الصلاة " فهي الدعاء في اللغة ، قال الشاعر :

وقابلها الريح في دنها          وصلى على دنها وارتسم

أي دعا لها . وقال الأعشى :

لها حارس لا يبرح الدهر بيتها             فإن ذبحت صلى عليها وزمزما

يعني دعا لها . [ والزمزمة : صوت بعيد له دوي ] .

وأصل الاشتقاق في الصلاة من اللزوم من قوله : { تصلى ناراً حامية } .

والمصدر : الصلا ، ومنه اصطلى بالنار إذا لزمها ، والمصلى : الذي يجيء في أثر السابق للزوم أثره . ويقال للعظم الذي في العجز : صلوا وهما صلوان .

فأما في الشرع ففي الناس من قال : إنها تخصصت بالدعاء والذكر في موضع مخصوص ، ومنهم من قال وهو الصحيح : إنها في الشرع عبارة عن الركوع والسجود على وجه مخصوص ، وأركان ، وأذكار مخصوصة .

قيل : إنها سميت صلاة لأن المصلي متعرض لاستنجاح طلبته من ثواب الله ونعمه مع ما يساءل ربه فيها من حاجاته .

وأما " الرزق " فهو ما للحي الانتفاع به على وجه لا يكون لأحد منعه منه ، وهذا لا يطلق إلا فيما هو حلال ، فأما الحرام فلا يكون رزقا ، لأنه

ممنوع منه بالنهي ، ولصاحبه أيضا منعه منه ، ولأنه أيضا مدحهم بالإنفاق مما رزقهم ، والمغصوب والحرام يستحق الذم على إنفاقه فلا يجوز أن يكون رزقا ، وقوله : { ومما رزقناهم ينفقون} حكي عن ابن عباس : انها الزكاة المفروضة يؤتيها احتساباً ، وحكي عن ابن مسعود أنها نفقة الرجل على اهله ، لأن الآية نزلت قبل وجوب الزكاة .

وقال الضحاك : هو التطوع بالنفقة فيما قرب من الله .

والأولى حمل الآية على عمومها فيمن أخرج الزكاة الواجبة والنفقات الواجبة وتطوع بالخيرات .

وأصل الرزق الحظ ، لقوله : { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } [ الواقعة / 82] أي حظكم ، وما جعله حظا لهم فهو رزقهم .

(والإنفاق) أصله الإخراج ، ومنه قيل : نفقت الدابة إذا خرجت روحها . والنافقاء : حجر اليربوع من ذلك ، لأنه يخرج منها ، ومنه النفاق ، لأنه يخرج الى المؤمن بالايمان ، والى الكافر بالكفر (5).

__________________

1- الفهرست ، الشيخ الطوسي ، ص : 159 ، ومعالم العلماء ، لابن شهر اشوب ، باب الميم ، ص : 114 ، وأعلام الزركلي ، وإيازي ، ص : 232 ، 233 ، ومعرفة ، ص 373 ـ 375 ، وغيرها من كتب الرجال والتراجم ، ومقدمة تفسيره .

2- منتهم = قوتهم

3- التبيان ، مقدمة الجزء الأول ، ص : 1 ، 2 .

4- إيازي ، ص : 235 ـ 237 بتصرف .

5- التبيان في تفسير القرآن ، ج1 ، ص : 56 ـ 58 . 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .