أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
3372
التاريخ: 21-06-2015
2494
التاريخ: 25-06-2015
1763
التاريخ: 25-12-2015
2376
|
هو الشيخ المجيد ذو الفضيلتين أبو عليّ الحسن بن محمّد بن عبد الصمد ابن الشخباء العسقلانيّ، أصله من عسقلان (قرب حيفا في فلسطين) . و لعلّ مولده كان في عسقلان ثمّ انتقل باكرا فيما يبدو الى مصر و دخل في خدمة الفاطميّين و كتب في ديوان الرسائل للمستنصر الفاطميّ (427-487 ه) . و من رسائل ابن الشخباء رسائل موجّهة الى البساسيري الذي ثار (450-451 ه) في بغداد على الخليفة القائم العبّاسي (422-467 ه) في سبيل إزالة الخلافة العبّاسية و إقامة الإمامة الفاطمية في العراق. و يقول ابن خلّكان (1:237) عن ابن الشخباء: «و ذكر أنّه توفّي مقتولا بخزانة البنود، و هي سجن بمدينة القاهرة المعزّيّة، سنة 484» (1) (1089-1090 م) بتهمة لا نعرف اليوم ما هي.
2-ابن الشخباء العسقلانيّ خطيب مشهور و مترسّل مجيد له رسائل ديوانية و رسائل إخوانية، و رسائله الإخوانية أكثر. و كذلك كان شاعرا، و لكنّ ديوانه ضاع فيما يبدو (2). و ابن الشخباء، كما يبدو من رسائله، واسع العلم بفنون من الادب و من العلم. و كان يكثر من الاستشهاد بالشعر في ثنايا رسائله كثرة ظاهرة، إلى جانب الإغراق في الصناعة و التأنّق.
مختارات من آثاره:
- قال ابن الشخباء العسقلانيّ في النسيب:
أخذت لحاظي من جنا خدّيك...أرش الذي لاقيت من عينيك (3)
هيهات، إنّي إن وزنت بمهجتي... نظري إليك فقد ربحت عليك (4)
غضّي جفونك و أنظري تأثير ما... صنعت لحاظك في بنان يديك (5)
هو ويك نضح دمي و عزّ عليّ أن... ألقاك، في عرض الكلام، بويك (6)
فسلكت في فيض الدموع مسالكا... قصرت بها يد عامر و سليك (7)
صانوك بالسمر اللّدان، و صنتهم... بنواظر؛ فحميتهم و حموك (8)
لو يشهرون سيوف لحظك في الوغى... لاستقرأوا فيها قنا أبويك (9)
- و كتب الى ابن المغربي يهنّئه بالفتوح:
أطال اللّه بقاء سيّدنا الوزير الأجلّ ما سطع الصبح بعموده (10) و طلعت في الأفق أنجم سعودة.
نعتدّه دخر العلا و عتادها... و نراه من كرم الزمان وجوده (11)
الدهر يضحك من بشاشة بشره... و العيش يطرب من نضارة عوده (12)
فقد ألبس اللّه الدهر من مناقب الحضرة السامية ما أخرس اللائمة، و أفاض على الكافّة من آلائها ما تملك به رقّ المآثر (13)، و يعجز عنه كلّ ناظم و ناثر-يقصر عنه لسان البليغ و يفضل عن مقلة الناظر (14) -فما ينفكّ، خلّد اللّه أيّامه، يذود عن الدولة برأي صائب و حسام قاضب (15). . . . .
_______________________
1) في معجم الادباء (9:152) نقلا عن الخريدة لابن بسام أن ابن الشخباء مات في خزانة البنود سنة 432 ه، و لا وجه لذلك. و ذكر ابن ميسر في تاريخ مصر (ص 29) أن ابن الشخباء قتل سنة 486 ه (أدب مصر الفاطمية لمحمد كامل حسين 332) .
2) أدب مصر الفاطمية 138.
3) الارش: الدية (بكسر الدال و فتح الياء بلا شدة) . نظرت (أيّتها المحبوبة) الي بعينيك فأسقمتني (و قتلتني بالحب) فانتقمت منك بأن نظرت اليك فاحمر خداك من الخجل (كأني سفكت دمهما) !
4) هيهات: ما أبعد (هذه الموازنة) . اذا أنا قارنت ما صنعته عيناك في مهجتي (قلبي) بالذي صنعه نظري الى خديك كنت أنا قد ربحت عليك (عاقبتك بأشد مما عاقبتني به) !
5) غضي (اخفضي) . بنان جمع بنانة: طرف الاصبع (يكون عادة في صغار السن مائلا الى الحمرة) ؛ و الفتيات يصبغن أطراف الأصابع باللون الحمر. -انظري الأثر الذي تركته عيناك على أطراف أصابعك (كأنك قتلتني بيديك فبقي دمي على أصابعك) !
6) ويك: ويل لك. نضح: رش، رشاش. عز علي-يعز علي: يصعب علي، لا تطاوعني نفسي (أن أفعل ذلك) . عرض الكلام: أثناء الكلام (قلت ذلك لك و أنا لا أقصد قوله) .
7) بكيت بكاء شديدا يثير الرحمة في نفوس الناس حتى أن من كان مثل عامر بن الطفيل و السليك بن السلكة (بضم السين و فتح اللام) ، و كانا جاهليين من الشجعان الجريئين على سفك الدماء، كان يرحمني فلا يحاول أن يمسني بسوء!
8) صانوك (حموك، حفظوك، دافعوا عنك) بالسمر (بالرماح) اللدان (اللينة التي تنحني) . و صنتهم بنواظر (برد أعدائهم عنهم بسحر عينيك) . فحميتهم و حموك: تساويتما في الدفاع (سحر عينيك مثل رماحهم) .
9) شهر السيف (بفتح الهاء في الماضي و في المضارع) : أخرجه من غمده (بكسر الغين) : هجم به على الاعداء. القنا جمع قناة: القصبة الفارسية (الرمح) . -لو قاتلوا في الحروب بلحظك (بسحر عيونك) لفعل لحظك في «الاعداء» ما تفعله رماح أهلك الابطال.
10) عمود الصبح: أول ظهور الصبح (لأنه يظهر من وراء الافق الشرقي كانه عمود) .
11) العتاد: العدة (بضم العين) ، ما يستعد به الانسان للقاء المستقبل أو للقاء الاعداء (من المال و السلاح، الخ) .
12) البشر: السرور (الظاهر على الوجه) . نضارة العود: اخضراره (كناية عن الشباب) .
13) مناقب: خصال كريمة جميلة. الحضرة: العاصمة، البلد الذي يحضره (يسكنه) صاحب الدولة. أخرس اللائمة: أسكت الألسن التي تحب لوم الناس حقا أو باطلا. الكافة: عامة الناس. آلاء جمع الى (بفتح الهمزة و اللام، و بكسر الهمزة و سكون اللام، و بكسر الهمزة و فتح اللام) : النعمة. المآثر جمع مأثرة (بفتح الثاء أو بضم الثاء) : المكرمة، العمل المجيد الحميد.
14) يقصر عنه الخ-لا يستطيع الرجل البليغ أن يفيه حقه من الوصف و لا تستطيع العين أن تحيط بجميع جهاته و تستجلي جميع محاسنه. و الألفاظ: «يقصر. . . . . . الناظر» موزونة.
15) الحسام: السيف الذي يحسم (يقطع العضو الذي يصيبه) . القاضب: القاطع، الباتر (الذي يفصل ما يصيبه قطعتين) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|