المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



إبن القليوبي الكاتب  
  
2414   08:51 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص68
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2021 3188
التاريخ: 9-04-2015 4787
التاريخ: 13-08-2015 2004
التاريخ: 20-2-2018 3402

هو عليّ بن محمّد بن أحمد بن حبيب القليوبيّ، أصله من قليوب في مصر السفلى (الوجه البحري) ، كان يكتب في ديوان الدولة الفاطمية، أدرك العزيز باللّه (365-386 ه‍) و شهد أيام الحاكم ثمّ لحق مدّة يسيرة من أيام الظاهر (411-427 ه‍) . و تكسّب ابن القليوبيّ بالشعر من الأئمّة الفاطميّين و من رجال دولتهم. و كانت وفاته في 412 ه‍ (1021-1022 م) .

كان ابن القليوبيّ كاتبا مترسّلا يجيد التشبيهات و ينتزع صوره الشعرية من الطبيعة و من النجوم خاصّة، تقليدا لعبد اللّه بن المعتزّ. و من أغراض شعره الخمر و الغزل و المجون.

مختارات من شعره:

- قال ابن القليوبيّ الكاتب يصف الخمر ثمّ يستطرد الى وصف النجوم:

و صافية بات الغلام يديرها... على الشرب في جنح من اللّيل أدعج (1)

كأنّ حباب الماء في وجناتها... فرائد درّ في عقيق مدرّج (2)

و لا ضوء إلاّ من هلال كأنّما... تفرّق منه الغيم عن نصف دملج (3)  

و قد حال دون المشتري من شعاعه... وميض كمثل الزئبق المترجرج (4)

كأنّ الثريّا في أواخر ليلها... تحيّة ورد فوق زهر بنفسج (5)

_____________________

1) الشرب (بفتح الشين) : الذين يشربون الخمر معا. الجنح (بضم الجيم) : قسم من الليل. الدعج (بفتح ففتح) : سواد العين؛ و الدعجاء: أول ليلة المحاق (بالضم) : ليلة 28 من الشهر القمري (حينما لا يبقى للقمر نور).

2) حباب الماء: الفقاقيع الممتلئة هواء. في وجناتها: على وجه الخمر (في الكأس) . فرائد (جمع فريدة) الدر (اللؤلؤ، اللآلي) اذا نظمت في سلك ثم أفردت (فصل بينها بشذرات، أي بقطع صغيرة، من الذهب) . العقيق: جحر كريم أحمر اللون (كناية عن الخمر) . مدرج (در مدرج) منسوق بحسب الحجم (المقصود: در مختلف الاحجام منسوق بحسب حجمه) .

4) المشتري: كوكب من الكواكب السيارة بعيد جدا و ضئيل النور جدا. وميض كمثل الزئبق المترجرج ( وميض مضطرب) . -لم تمكن رؤية المشتري جيدا لأن نوره الضئيل مضطرب.

5) الثريا: عنقود (مجموعة) نجوم. في أواخر ليلها (حينما تختفي أكثر النجوم و تظل هي وحدها ظاهرة. تحية ورد-رفع اليد للتحية بباقة من الورد (كناية عن لمعان النجوم في عنقود الثريا) . فوق زهر بنفسج-على سطح مظلم من السماء!

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.