المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

نخيل الزينة
23-12-2018
بناء أو غراس المحتكر في الأرض المحكرة من الحالات التي لا تسري عليها احكام الالتصاق
27-8-2019
المجلات الاخبارية
3-6-2021
هاليد الالكيل
2023-07-08
تعريف الثقافة وتأثيرها في علاقات الشعوب
18-7-2022
اسماء الزمان والمكان
18-02-2015


التغييرات والثورة في مرحلة البلوغ  
  
2337   09:23 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص128ـ129
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تحصل تغييرات عديدة في مرحلة البلوغ يمكن أن نسميها ثورة في الجسم والمزاج والنفس والعاطفة والأخلاق. اذ يتغير كل شيء حتى الذكاء والاستدلال والتعلم والموقف مما يكون من الصعب احياناً على المراهق نفسه تحمل ذلك.

يقول بعض علماء البيئة إن السبب في فقدان هذا التعادل يعود إلى افرازات بعض الغدد التي تؤدي فيما بعد إلى حدوث تغييرات في الأخلاق والسلوك وتأثير على الأهداف والابداعات في القول والعمل، وحدوث اضطرابات وانفعالات مختلفة.

فالوالدان يتصوران بان أولادهم البالغين قد كبروا عندما يشاهدان قاماتهم الطويلة وأجسادهم النامية فيغفلان احيانا عن المسائل العاطفية، في حين انهم لا يزالون أطفالا بحاجة إلى عاطفة الأب مثلا. وتتفاعل في أعماقهم أفكار مختلفة تؤدي إلى حدوث تغييرات في علاقاتهم مع الآخرين ومن يحيط بهم.

وبشكل عام يمكن القول بان تكامل الشخصية وبناء العواطف والشعور بالأخلاق، وجميع السمات الانسانية الأخرى تخضع إلى التغييرات والثورة التي تشهدها مرحلة البلوغ حتى ان الحياة الظاهرية والباطنية سينالها التغيير ايضاً.

كما ستظهر بعض المشاكل في الأخلاق والسلوك بسبب أعراض البلوغ. وتطغى على المراهقين ظاهرة المثالية فتبعدهم عن الحقائق. ويبرز صراع داخل خفي وآخر خارجي جلي مع آخرين فيبدو للمشاهد انهم قد ابتعدوا عن مسيرة الحياة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.