1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

النفس القوية والكلام الحازم

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب

الجزء والصفحة:  ص 121 ــ 124

2024-09-19

172

قال الإمام علي (عليه السلام): (بيان الرجل ينبىء عن قوة جنانه) (1).

إن بعض الشبان رغم أنهم درسوا جيداً، ولكنهم لا يجرأون على سؤال المعلم في الصف، أو أنهم يرتبكون في الامتحان الشفهي وينسون ما حفظوه. أو حتى لدى مواجهتهم للناس يسيطر عليهم الخوف والخجل بحيث لا يستطيعون توضيح المسائل العادية، وبيان ما يريدون بصورة صحيحة، وكأنهم يتصورون أنفسهم أصغر من أن يتحدثوا إلى الناس أو يسألوا المعلم سؤالاً.

سوء التربية والشعور بالانفعال:

إن أكثر هؤلاء الشبان يصابون بهذه الحالة من ضعف النفس والانفعال النفسي إثر سوء التربية في فترة الطفولة، وإذا لم يعالجوا أنفسهم، ويمحوا الذكريات المرة لعهد الطفولة من أذهانهم، وينسوها، فإنهم لن يستطيعوا الانسجام والتفاهم مع الناس بصورة حسنة، بل يبقون إلى آخر العمر معذبين من الشعور بالخجل والحقارة.

بعض الآباء والامهات يحترمون طفلهم ويصغون إلى حديثه ويهتمون به، ولكنهم يفرطون في هذا العمل عما تقتضيه الحال، ويطلبون من الطفل أن يتحدث أمام الكبار، بكلام جميل يبعث السرور في قلوب الجميع، فيصفقون له كلما تحدث، ويشجعونه في ما يقوم به.

إن الوالدين ومن حولهم بأعمالهم المفرطة الجاهلة هذه يضلون الطفل، ويوحون إليه أنه كلما تحدث أكثر اكتسب حبا واحتراما. فعندما يتحدث يسكت الجميع ويصغون إليه باشتياق، فيجعلونه يتصور أنه عندما يتحدث يجب أن يصمت عالم الكبار وعلى الجميع أن يصغوا إليه، وأنه إذا طلب أثناء حديثه شيئاً يجب ان يسرع الجميع لتلبية طلبه.

عادة الثرثرة

ونتيجة هذه التربية الخاطئة، فإن الطفل يعتاد على الثرثرة، معتقداً أن هذا العمل هو أحد عوامل جلب محبة الآخرين ومتصوراً أنهم عندما يلبون طلباته من واجبهم أن يطيعوه فوراً ويحققوا له ما يطلب.

إن أمثال هؤلاء الآباء والأمهات، هم أعداء بلباس أصدقاء لأبنائهم، وبالاحترام غير المدروس لهم يجلبون الإهانة وفقدان الإحترام من غيرهم. إن هؤلاء الآباء الجهلاء قال عنهم الإمام الباقر (عليه السلام): (شر الآباء من دعاه البر إلى الإفراط).

الطفل يكبر تدريجياً، وتنتهي فترة كلامه الحلو وجاذبيته، ولكن تبقى لديه علة الثرثرة، وتوقع الإطاعة، راسخة في أعماقه، فهو يرغب، كالماضي، بالثرثرة، وينتظر أن ينال التشجيع والإحترام كل مرة. ولكنه لم يعد ذلك الطفل العزيز المحبوب، وأعضاء العائلة غير مستعدين للإصغاء إلى حديثه، وتلبية طلباته، ولهذا السبب (أي عدم الإهتمام) يشعر بالضيق والغضب. فتظهر لديه ردود فعل، يغتاظ، يشتم، يصرخ، الخلاصة أنه يقوم بالأعمال غير العادية.

نتائج غير منتظرة:

المصيبة هي عندما يصل الطفل إلى سن الشباب ويدخل إلى المجتمع ويريد طبقاً لتربيته في فترة الطفولة، أن يجلب محبة الآخرين بالثرثرة، وينال تشجيعهم ويلبون فوراً طلباته، ولكنه خلافاً لتوقعه يشاهد أن ثرثرته ليس فقط لا تجعله محبوباً ومطاعاً، بل مطروداً والناس غير مستعدين لرؤيته لئلا يبتلوا بثرثرته.

إن مثل هذا الشاب إذا وعى لحالته وعالج (حب الذات) لديه، وكذلك عالج ثرثرته بسرعة، يستطيع عندها أن ينسجم مع المجتمع، ويستمر في حياته بهدوء، وإن لم يعالج نفسه، وبقيت لديه عادة الثرثرة وحب الذات فإنه سيواجه كره الناس وزجرهم له وإلى نهاية عمره يعيش في عذاب ولا يستطيع مخالطة الناس أو الانسجام معهم.

التربية الجيدة وحسن التفاهم:

نستنتج من مجموع البحث أن التربية الصحيحة لفترة الطفولة هي أحد عوامل حسن التفاهم الإجتماعي وأن التربية السيئة تبعث على الإختلاف وهي أحد عوامل الفشل وسبب من أسباب الهزيمة.

إن الأشخاص الذين تربوا تربية سيئة في الطفولة يجب أن لا ييأسوا من إصلاح أنفسهم، لأن سيئات الأخلاق كالأمراض الجسمية يمكن علاجها.

علاج الأمراض الأخلاقية:

فهؤلاء إذا شخصوا، في مرحلة الشباب والرجولة، أمراضهم الأخلاقية جيداً، وعرفوا طريقة العلاج، وصمموا على المعالجة، بالتأكيد سوف ينجحون في ذلك، ولكن، في هذا الصدد، يجب ملاحظة نقطتين:

الأولى: إن الإنسان أسير (حب الذات) ولا يستطيع أن يشخص نقائصه بسهولة، ومن الأفضل، لتشخيص أمراضه، أن يضع نفسه تحت إشراف معلم أخلاق، ليقف بالدراسة والبحث على نقائصه وعيوبه.

الثانية: على المرء الذي تلقى تربية خاطئة أن يسرع في معالجة نفسه، لأن الأمراض الأخلاقية كالأمراض الجسمية تتأصل مع مرور الزمن وتصبح بالتدريج مزمنة، وعند ذاك يصبح العلاج صعباً، وأحياناً غير ممكن.

قال الإمام علي (عليه السلام): (من لم يتدارك نفسه بإصلاحها أعضل داؤه، وأعيى شفاؤه، وعدم الطبيب) (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم، ص 343.

2ـ مستدرك الوسائل، ج 2، ص 310.