المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الاسلام وتشتت الاسرة  
  
3051   01:13 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص22-24
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

بسبب الأضرار والأخطار والأعراض الاجتماعية الناشئة عن اضطراب الأسرة ، يسعى الاسلام بكل طريقة لسدّ الطريق أمام ظهور هذه الأخطار ومعالجتها عند حصولها والحد من ذلك. والطرق التي ذكرت على أساس التوصيات الاسلامية في هذا المجال كثيرة نذكر منها:ـ

- تشكيل الأسرة على أساس الوعي والتفكير والامتناع عن الزواج الأعمى أو الزواج النفعي والطمعي.

- متابعة حياة الأسرة على أساس الضوابط والتعاليم الحقوقية والقوانين الاسلامية من أجل حياة أفراد الأسرة بشكل أفضل.

- تربية النفس وتهذيبها من أجل النفس ، والعفة ، وامتلاك روح المداراة والمسايرة.

- الأخذ بعين الاعتبار وجود الله تعالى والثواب والعقاب ومراقبته لكل أعمالنا وأقوالنا ومعاملاتنا.

- عرض العوامل المشوقة والحيوية من أجل تجديد الجاذبية والرغبة العاطفية للأسرة.

- سلطة المجتمع ومراقبة حياة الإنسان والإنذار والوعظ الاجتماعي.

- سلطة الدولة ومراقبتها في حفظ وصيانة الأسرة على أساس الضوابط والمقررات والقوانين.

- إعادة الرجل والمرأة الى القواعد القرآنية والقوانين الاسلامية عندما تنشأ حالة من النشوز أو الشقاق.

- جعل الناس مسؤولين أمام المتبقين من ذرية وعائلات من يُتوفى أو يستشهد أو المنفصلين عن بعضهم البعض بالطلاق وغيره.

- جعل الحاكم الإسلامي مسؤولاً وتوليته وبسط يده على مصير هذا الجيل في بعض الحالات بحسب التعاليم الإسلامية.

يسعى الإسلام إلى حفظ المحيط الاجتماعي نقياً صافياً للحياة والنمو وتنشئة الأجيال ، وإلى الحد والمنع من أسباب الفرقة والاختلاف ، ويبذل وسعه للحيلولة دون تفكك الأسرة وتهدمها ، وتجاهل المسؤولية تجاهها ، فيجعل من الطلاق والفرقة كالدواء الذي يصفه الطبيب لانقاذ الروح عند الضرورة.

وحول الأطفال الذين بقوا من عوائل مشتتة ، فإن للإسلام رأياً واهتماماً خاصاً بهم.

والأصل الأساسي هو أن لا يضيع الطفل ، وأن يصل إلى كماله اللائق به، ويستنفر الاسلام في هذا المجال كل القوى والامكانيات الحكومية والاجتماعية الشعبية ، ويتوسل بكل الفنون والمهارات اللازمة والضرورية في هذا المسير وطبقاً لتعاليم المعصومين (عليهم السلام) ولا سيما رسول الله (صلى الله عليه وآله) والامام أمير المؤمنين (عليه السلام) اللذين بنيا وأسسا الحكومة والدولة الاسلامية .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.