الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
معاقبة النفس الإمارة / معاقبتها في منعها مما تحب
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 125 ــ 129
2025-07-09
16
بعد أن تحاسب نفسك وتجرد أخطائك وتكتشف أن نفسك أمرتك بالسوء وفعلت بعض المعاصي أو بعض الأخطاء يأتي دورك في معاقبة نفسك على هذه الأخطاء وتصليح ما أفسدته النفس.
تبدأ بالاستغفار لتمحوا الذنوب التي اقترفتها هذه النفس بعدها تحاسب النفس على هذه الأفعال وتعاتبها لماذا فعلتي هذه الذنوب لماذا تأخرتي عن الصلاة وبعد أن تكتمل هذا لا يكفي، يجب أن تعاقب نفسك عقاب بسيط حتى لا تعود إلى هذه الذنوب.
أن كان لديك صبي صغير ومنعته من شرب السكائر ولكن بعد فترة اكتشفت أنه يشرب السكائر بالخفي هو وأصدقائه!
هنا يأتي دورك في تأديب هذا الطفل، تبدأ بمعاتبته بعدها لربما تضربه أو تعاقبه من خلال منعه من الخروج من المنزل لمدة من الوقت أو تأخذ منه جواله أو تجبره على مساعدة أمه في المنزل وغيرها من العقوبات التي تردع هذا الصبي وتمنعه من الرجوع مرة أخرى إلى هذا الذنب.
كذلك أنت مع نفسك الإمارة بالسوء فأن أوقعتك ببعض المعاصي عاقبها على فعلها حتى لا تعود فيه مره أخرى والمعاقبة هي على قسمين:
ـ القسم الأول أجبار النفس على فعل الأعمال الصالحة، إجبارها على فعل الأمور التي تبغضها النفس الإمارة بالسوء إجبارها على فعل الأمور التي يبغضها الشيطان ويحبها الله، مشابه لإجبار الطفل على شرب الدواء هو يكره الدواء ولكن لا يعلم أن صلاحه في شرب هذا الدواء كذلك منعه من بعض الأمور التي تضر بصحته هو لا يفهم أنها تضر بصحته، ويأتي دور الأهل في إصلاح هذا الطفل وإجباره على ما ينفعه ومنعه مما يضره لأنه لا يعلم ما يفعل ويتمنى أن يفعل كل ما يريد ويشتهي.
كذلك النفس الإمارة بالسوء يجب عليك إجبارها على فعل ما هو صلاح لها ومنعها مما يضرها ويفسدها.
ـ القسم الثاني هو منع النفس مما تحب مثل:
(منع النفس من مشاهدة الأفلام الغير أخلاقية، لأنها تشتهي هذه الأفعال، منع النفس من الكذب لأنها تحب الكذب، منع النفس من الغيبة، منع النفس من التفكر بالحرام، منع النفس بعض الشهوات، منع النفس حتى من الأكل يعتبر عقوبة ولكن ليس للحد الذي يهلك الجسد، الصوم هو أحد أهم العقوبات لتهذيب النفس لان الصوم تأديب وتهذيب للنفس، لان فيه حرمان للنفس من الأكل والشرب والنكاح وبعض الأفعال والذنوب.
الصوم من أفضل الأعمال لتهذيب النفس وتأديبها، وغيرها من الأفعال التي تؤدب النفس وتعاقبها، معاقبة).
أنت تستطيع أن تعاقب نفسك بعد كل ذنب أو خطأ من خلال الاستغفار وعلى حسب الذنب تكثر من الاستغفار أو التسبيح.
تستطيع أن تعاقب نفسك بصلاة الليل لأنها تكرهها، أيضاً بمحاولة الخشوع في الصلاة، كذلك تستطيع أن تمنع نفسك من بعض الذنوب التي تعتقد أنها صغيرة.
عقوبة النفس، حرمها مما تحب، أحرم نفسك تأديب لها.
أن كان لديك طفل وفعل فعلاً قبيحاً وخاطئاً فأنك تقوم بمعاقبته لربما بالضرب ولربما تمنعه من الخروج مع أصدقائه أو تمنعه من مشاهدة التلفاز أو تأخذ منه جهاز الكمبيوتر أو أجهزة اللعب أو تقوم بمعاقبته بمنعه من أشياء يحبها، كذلك معاقبة وتهذيب النفس يجري على هذه المنظومة أن لم تسير النفس معك كما تريد فعليك أن تحرمها مما تريد نفسك وأما أنت تنتصر عليها وتجبرها على طاعتك أو هي من تنتصر وتجبرك على طاعتها فيما تريد وتشتهي.
كثيراً ما أذكر مثال عن مشاهدة الإباحيات لأن هذا الذنب قد أجتاح عقول الكثير من الناس وبالأخص الشباب لذلك أذكر لك مثال عنه.
أن كانت نفسك تشتهي فعل الذنوب وتميل إلى ذلك فعاقبها بمنعها من هذه الأشياء والصبر على حرمان نفسك، أي بمعنى:
أثناء تصفحك بجوالك ظهرت أمامك صورة لا أخلاقية وبالتأكيد النفس الإمارة منحرفة وتميل إلى الشهوات وتحب تلك الأشياء، نفسك تأمرك بالبقاء لمشاهدة هذه الصورة والتركيز عليها ولكن روحك لا تريد ذلك لأنك تطمس هويتها وتقتل روحك وتدمرها أن أطعت النفس، عندما تطيع نفسك فأنك تضع الطين على عين قلبك فلا يمكنك أن ترى الحقيقة لان طاعة النفس تعمي القلب والرؤيا بالقلب أعني رؤية الحقيقة.
لنكمل:
أن عقوبة نفسك في هذه الحالة هي تجاهل هذه الصورة وعدم النظر والتبصر اليها ولو لمدة ثانية واحدة تتجاوزها بكل سرعة وهذه أكبر عقوبة للنفس وبالتأكيد فأنك تبقى تلوم وتريد الرجوع إلى مشاهدتها ولكن الأفضل هو عند ظهور هذه الصورة تعطيها غير مهم حتى لا تتمكن من الرجوع مره أخرى لمشاهدتها وهو مشابه لقطع طريق الرجعة تهديم الجسر المؤدي إلى الذنوب.
من أمثلة الشعب العراقي: (الباب الي يجيك منه ريح سدة وستريح)
أغلق هذا الباب أغلق باب الرجعة حتى لا تقع بمثل هذه الذنوب وعدم مشاهدة هذه الأشياء هي أكبر عقوبة للنفس كذلك أن وجدت نفسك تعشق اللعب ولا يمكنك منعها من ذلك فعليك معاقبتها بمنعها جزء بسيط من اللعب وأجبر نفسك على ذلك إلى أن تتمكن من فرض سيطرتك بالكامل على نفسك.
وكذلك بعض الأنفس تعشق الأكل وترى البعض أن رأى أكل أمامه لا يمكنه أن يمنع نفسه وهذه دليل على سيطرة وهيمنة النفس عليك، ولعقوبتها هي منعك نفسك وأنت لديك القدرة على منعها وإياك ثم إياك أن تقول أنني لا أستطيع لان الله (عز وجل) لم يجعلك مسير تحت النفس بل جعلك مخير وأنت الذي تقود نفسك لا هي تقودك.
وجعل لديك القدرة الكافية لمنع نفسك وعدم طاعتها وجعل لديك قدرة لمواجهة هذه النفس والتغلب عليها ولكن أنت سريع الاستسلام ولا تجاهد هذه النفس ويخدعك الشيطان فتخضع لهم.
ولكن في الحقيقة أكثر الذنوب التي وقعت فيها كان لديك القدرة الكافية لعدم ارتكابها ولكنك لم تصبر واستسلمت ولو صبرت قليلاً لتمكنت من حرمان نفسك والسيطرة عليها، يجب عليك أن تقوي صبرك وأرادتك وإصرارك على تأديب النفس ومواجهتها بالكامل.
العقوبة يجب أن تكون لينة ولطيفة وتأديب لا أجبار بقوة وقسوة لان ذلك بلا فائدة ولان أي قسوة على النفس تجعلها تثور ولا يمكنك ترويضها، في الأساس والأصل أجعل هذه الكلمة هي خطوة النجاح وهي (ترويض النفس) النفس الإمارة بالسوء وحش بداخلك وقوي جداً فأن حاولت أن تفرض سيطرتك عليها فأنك لا تستطيع ألا من خلال الترويض ومنعها مما تحب بالتدريج وإجبارها على الطاعة بالتدريج ولا أعني بذلك التهاون في تأديب النفس والتهاون في الصلوات ولكن أقصد أن كنت غارقاً في مستنقع الذنوب فلا تبدأ جدولاً قاسياً على نفسك مثل سهر الليالي لإقامة الصلاة والإكثار من الاستغفار والتسبيح لان ذلك يدمرك وخلال أقل من عشرة أيام سوف تترك هذا الجدول وتنهزم انهزام كبير وتشعر بخيبة الأمل ولربما تكره التوبة والرجوع إلى الله لان النفس أن أحست باي خطورة فأن الشيطان سيهيجها عليك وتثور بوجهك فتمنعك من كل شيء يقربك إلى الله.
أنا لا أخوفك من هذه النفس لأنها ليست أقوى منك ولكن أنت الذي جعلتها قوية ولهدم وقتل هذه النفس يكون بالتدريج والترويض مشابه لترويض الأسد فأنك تحتاج إلى وضعه في قفص حتى لا يفترس من حوله بعدها تتقرب اليه يوم بعد يوم إلى أن تتمكن من ترويض هذا الأسد بدون أي أضرار، كذلك النفس يكون معاقبتها ترويض وتأديب لها لا وحشيه وقتل لأنك ستخسر هذه المعركة أن حاولت أن تنتصر بوحشية وبالكثير من العقوبات وتهلك جسدك.
قال علي بن ابي طالب (عليه السلام): (لا تأمن لرفقة أحدٍ حتى تراه في ثلاث: شدة تصيبك، ونعمة تصيبه، وجفوة بينكم).
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
