الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
معاقبة النفس الإمارة / معاقبتها في فعل ما تكره
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 119 ــ 124
2025-07-05
21
بعد أن تحاسب نفسك وتجرد أخطائك وتكتشف أن نفسك أمرتك بالسوء وفعلت بعض المعاصي أو بعض الأخطاء يأتي دورك في معاقبة نفسك على هذه الأخطاء وتصليح ما أفسدته النفس.
تبدأ بالاستغفار لتمحوا الذنوب التي اقترفتها هذه النفس بعدها تحاسب النفس على هذه الأفعال وتعاتبها لماذا فعلتي هذه الذنوب لماذا تأخرتي عن الصلاة وبعد أن تكتمل هذا لا يكفي يجب أن تعاقب نفسك عقاب بسيط حتى لا تعود إلى هذه الذنوب.
أن كان لديك صبي صغير ومنعته من شرب السكائر ولكن بعد فترة اكتشفت أنه يشرب السكائر بالخفي هو وأصدقائه!
هنا يأتي دورك في تأديب هذا الطفل، تبدأ بمعاتبته بعدها لربما تضربه أو تعاقبه من خلال منعه من الخروج من المنزل لمدة من الوقت أو تأخذ منه جواله أو تجبره على مساعدة أمه في المنزل وغيرها من العقوبات التي تردع هذا الصبي وتمنعه من الرجوع مرة أخرى إلى هذا الذنب.
كذلك أنت مع نفسك الإمارة بالسوء فأن أوقعتك ببعض المعاصي عاقبها على فعلها حتى لا تعود فيه مره أخرى والمعاقبة هي:
ـ تعاقب نفسك الإمارة بالسوء وتجبرها على أفعال هي تكرهها مثل: (الصلاة، الاستغفار، قراءة القرآن، التسبيح، والإكثار من الأعمال المستحبة وغيرها).
هذه الأعمال تكرهها نفسك الإمارة بالسوء لأنها من أسمها أمارة بالسوء تأمرك بالشر وتكره الخير وأفعال البر لذلك معاقبتها في فعل هذه الأعمال، بعد وقوعك بالذنب تستغفر من هذا الذنب وبعدها تصلي ركعتين توبة إلى الله وبعدها قراءة القرآن وتحاول أن تكثر من قراءة القرآن لأنه يساعدك في السيطرة على نفسك، بعدها تصلي الصلاة الواجبة بوقتها وتجبر نفسك على صلاة الليل وتجبر نفسك على بعض الأعمال عقوبة للنفس مثل أجبار نفسك على تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنهاية كل صلاة، أجبار نفسك على سجدة الشكر بنهاية كل صلاة قراءة المعوذتين قبل النوم، الإكثار من السجود والدعاء والتوسل بأهل البيت من أجل التخلص من الذنوب، زيارة الأماكن المقدسة أن أمكن، وإياك أن تتهاون عن معاقبة نفسك حتى وأن ظننت أن هذا الذنب صغير إياك أن تعتقد أن هذا الذنب صغير ولا يستحق العقوبة، أي ذنب أو خطأ عاقب نفسك عليه حتى لا تخطأ أو تتجرأ عليك مرة أخرى.
أن وقعت بخطأ التفكير بالحرام أو غيرها من الأخطاء ليست فقط الذنوب حتى بعض الأخطاء ايضاً لا تقبلها على نفسك حتى تكون نفسك مطمئنة مؤدبة خاشعة لله، وأي خطأ تقع فيه أذهب إلى الله بالاستغفار أجعل تحت كل أعمالك استغفر الله.
وهذا ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كل ذنب أستغفر الله) (1).
هنيئا لكل مؤمن أو مؤمنة وجد في صحيفة أعماله تحت كل ذنب أستغفر الله، لان الله غفور رحيم، والاستغفار يمحي الذنوب.
دائما أجعل تحت كل ذنب توبة واستغفار وتوسل بالله وباهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأياك أن تنسى الاستغفار لان نسيان الاستغفار من عمل الشيطان حتى لا يغفر لك.
نفسك الإمارة بالسوء كالطفل أن فعل بعض الأخطاء ولم تحاسبه عليها سيكثر من الأخطاء إلى أن يكبر ولا يمكنك السيطرة عليه لذلك أن كنت تريد أن تربي أبنك تربية صالحة وصحيحة، حذره من ارتكاب الأخطاء ودله على فعل الخير، وأن فعل بعض الأخطاء التي حذرته منها عاتبه وعاقبه أن اضطررت حتى في مرور الوقت يكون أبن صالح ويمكنك السيطرة عليه أن أخطأ ويبقى يخافك ويحترمك.
والنفس كذلك أن وجدت عليها بعض الأخطاء عاقبها بأسرع وقت ممكن حتى لا تكبر على الذنب ويصعب السيطرة عليها كما صعبت على عمر ابن سعد ولم يتمكن من التغلب على نفسه وذهب بجيشه لمحاربة الحسين (عليه السلام).
وكذلك هنالك الكثير من الناس يصعب عليهم السيطرة على انفسهم الإمارة بالسوء وتجدهم يفعلون الكثير من الذنوب وأن قلت له لماذا تفعل ذلك يقول لك لا أسيطر على نفسي، لا يمكنني أن أمنع نفسي لا يمكنني ردعها ومنعها، وهذا كله بسبب عدم محاسبة النفس في كل وقت أو عند كل خطأ، النفس أن كبرت على المعصية ورأتك مهمل لها وواثق بها ستفعل كل الذنوب التي تحبها نفسك، هنالك أشخاص مؤمنين يصلون الليل ويسهرون في العبادة ويصومون النهار ولكن بعد فترة يتركون الصلاة لمدة شهور ويفعلون أنواع الذنوب يا ترى ما الذي أوصلهم إلى هذا وهم كانوا في السابق مؤمنين؟
أنا أجيبك على هذا السؤال السبب الرئيسي وراء هذا هو إهمالهم وثقتهم بالنفس الإمارة بالسوء، عبد الله مدة من الشهور وأبتعد من بعض الذنوب وضن أنه تمكن وتغلب على نفسه فأهمل معاقبة نفسه ومحاسبتها فوقع ببعض الأخطاء كالتأخر عن الصلاة ولكنه لم يكترث أو يهتم لذلك واستمر الأمر إلى أن تجرأت نفسه ومنعته من صلاة بعض الأيام ووجدته أنه يثق بها ولم يحاسبها أو يعاتبها، وبالتأكيد بمساعدة الشيطان خدعوا هذا المؤمن وأوقعوه بذنب بسيط وأقنعه الشيطان أنه ذنب صغير لا يستحق الاستغفار أنت مؤمن والله يحبك إلى أن أنساه الاستغفار وبعدها أوقعوه بذنب أكبر وأكبر إلى أن بعد شهر تمكنت النفس من فرض سيطرتها على هذا المؤمن ومنعه من صلاة الليل وبعدها من الصلاة الواجبة إلى أن سيطرت النفس بالكامل على هذا المؤمن، وكثير من الناس عندما تسئلهم لماذا لا تصلون أو لماذا تفعلون الذنب الفلاني يقول لك أنا لا أريد أن أفعله ولكن لا يمكنني منع نفسي أشعر أنني مجبور على هذا الفعل أشعر أن هنالك من يجبرني على فعل بعض الذنوب أو التأخر عن الصلاة أو تركها.
والسبب الرئيسي هو عدم المحاسبة للنفس وراء كل ذنب والثقة العالية بالنفس وهذا من أكبر الأخطاء.
لذلك أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول: (إياك والثقة بنفسك، فإن ذلك من أكبر مصائد الشيطان) (2).
لا تثق بنفسك ابداً اقصد نفسك الإمارة بالسوء لا تثق أنها صديقة لك ولا تثق بأن الشيطان يريد مصلحتك أو فائدتك فقد أقسم لآدم وحواء: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21].
وخدعهم بعد أن أقسم لهم أنه ناصح لهم فأضلهم الشيطان وأخرجهم مما كانا فيه من النعيم والخير والسكينة والاستقرار، أحذر الثقة بالنفس والشيطان لانهما عدوان لك فاحذرهم، وأحذر كل الحذر من الثقة أو الائتمان بالنفس لأنها تخون.
علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: (أن النفس لأمارة بالسوء والفحشاء، فمن ائتمنها خانته) (3).
هذه النفس أمارة بالسوء دائما لا أقصد جميع الأنفس أنا الآن أتكلم عن النفس الإمارة بالسوء فقط هذه النفس طبيعتها تأمر بالسوء من أسمها تعرف طبيعتها فهي دوماً تأمر صاحبها بالسوء هذه النفس أن ائتمنتها تخون وأن وثقت بها تخونك لذلك يجب عليك الحذر من هذه النفس في كل وقت لأنك لا تدري في أي لحظة يهيجها الشيطان وتثور وتوقعك في المهالك كما أوقعت الذين قبلك.
الأمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما تكلم عن هذه النفس قال: (فمن أهملها جمحت به إلى المأثم) (4).
أي أهمال منك وعدم انتباه أو مراقبة لهذه النفس فأنها توقعك في المهالك توقعك في الذنوب، عدم انتباهك لطفلك يوقعك ويوقعه في المهالك.
الطفل أن أهملته سيضع أي شيء في فهمه، وسيجلب المهالك لنفسه لأنه لا يعلم ما يفعل، كذلك النفس الإمارة لا تفهم ولا تعلم هي فقط تريدك أن تفعل ما تشتهي.
ايضاً عندما تكلم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن هذه النفس قال: (أن نفسك لخدوع أن تثق بها يقتدك الشيطان إلى ارتكاب المحارم) (5).
هذه النفس خدوعة تخدعك دوماً ولا يمكن أن تكون معك أو تساعدك أن تثق بها يأخذك الشيطان إلى ارتكاب الذنوب أي ثقة بهذه النفس يعني أعطاء الصلاحية للشيطان في التحكم بحياتك، عليك أن تعلم أن النفس الإمارة بالسوء دوماً تحت سيطرة الشيطان هو من يسيطر عليها وهو من يتحكم بها، وثقتك بهذه النفس هي أعطاء الصلاحية للشيطان في التحكم بحياتك، مثلها كمثل عدوك.
النفس الإمارة بالسوء هي أحد أعدائك والأعجب أنها تسكن بداخلك عدو داخلي فإن أهملت هذه النفس أوقعتك بالمعاصي والذنوب وأن وثقت بهذه النفس كأنك جعلتها رئيسةً عليك ومن يتحكم بها هو الشيطان وأنت تعرف من هو الشيطان وماذا يريد منك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الانوار، ج 90، ص 280، ح رقم 15.
2ـ ميزان الحكمة، ج 11، ص 347، ح رقم 22602.
3ـ المصدر السابق، ج 10، ح 20466.
4ـ المصدر السابق، ح 20467.
5ـ المصدر السابق، ح 20468.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
