المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

فاعلون جدد وبرامج جديدة
2023-06-06
مواهب وشعر الكميت الاسدي
14-8-2016
تطور السياسة النقدية عبر النظريات الاقتصادية
13-6-2019
مصفوفة قطرية Diagonal Matrix
14-12-2015
“Creatures of Gravity”
22-12-2015
تجرثم الكانديدا Candidemia
24-9-2017


منزلة الاب  
  
2859   01:07 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص25-26
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

لا يوجد شك ان طلب الولد واستمرار النسل هو من اهم اهداف الزواج وبناء الاسرة. وعندما نتمعن في الروايات الاسلامية نراها تذكر شروطا معينة، على الزوج والزوجة بان يطلبا الولد لدى اقامة العلاقة الزوجية بل ذكرت ادعية خاصة لدى ممارسة العلاقة الجنسية.

ويذكر الاسلام في مجال اختيار الزوجة شروطا معينة منها التزوج من الولود والابتعاد عن العقيمة، فالأصل هو طلب الولد، ويجوز الطلاق – رغم كراهته – فيما لو كان احد الزوجين عقيماً.

وتؤكد الاحاديث التي تقرأ عادة في مراسم الخطبة والزواج على تكثير النسل : ((تناكحوا، وتناسلوا، وتكاثروا...، وجاء في القرآن الكريم على لسان زكريا دعاؤه: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي...}[مريم: 5، 6] واخيرا فثمة احاديث توصي الرجال الصالحين والنساء الصالحات بتوفير المقدمات للحصول على ولد، حتى  ان القرآن الكريم عبر عن موت الرجل الذي لا يملك ذرية بالهلاك.

أشارت دراسات علماء النفس انه لا توجد غريزة تسمى بالأبوة، فعلاقة الأب مع ولده والدفاع عنه لها بعداً ثقافياً ودينيا واخلاقياً لكنه يبقى هناك شعور لدى الرجل بانه اصبح أبا.

فالأبوة هي شعور لدى الفرد، والطفل هو كالغذاء الروحي لوالده. حيث يدرك الشخص الذي اصبح لتوه أباً بانه اصبح الان ذي مكانة خاصة لم يكن يملكها من قبل ولا يملكها العزاب ايضاً ويتجلى له الشعور انه أصبح انسانا كاملا وقادرا على العيش مرفوع الراس.

فالأبوة تهب الانسان شعورا بالقوة بحيث يرى في نفسه الكفاءة الكاملة لنيل احترام الاخرين. ولا يصبح الرجل رب اسرته الا في ظل الابوة، ويرى في نفسه القابلية واللياقة والجرأة والشجاعة للتخطيط للحياة من اجل سعادته شخصيا وافراد اسرته.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.